"لو تمكن الإخوان سيقضون على الدعوة السلفية" هكذا عبر الرجل الأقوى داخل الدعوة السلفية الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة وعضو مجلس أمنائها، عما يدور بداخله عندما سأل حول العلاقة بين الإخوان والسلفيين. ما قبل الثورة ومنذ سبعينات القرن الماضى تأكد الخلاف الكبير من جناحى الإسلام السياسى أمام ما بعدها فأظهر فى البداية اتفاقا حينما يتعلق الأمر بالشريعة الإسلامية أو الوقوف ضد القوى المدنية حيث نزل الاثنان فى كثير من المليونيات التى كانت تحمل اسم "قندهار" إعلاميا. بدأت بوادر الخلاف مع تدشين الإخوان للتحالف الديمقراطى إذ أعلن حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية انسحابه من التحالف وخوضه الانتخابات بالنتحالف مع حزبى البناء والتنمية والأصالة، ثم جاءت الانتخابات الرئاسية لتعمق الخلاف إذ رفضت الدعوة السلفية تدعيم مرشح جماعة الإخوان الدكتور محمد مرسى واتجهت لدعم الإخوانى المنشق الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح. وفى جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية أعلنت الدعوة السلفية وحزب النور دعم المرشح محمد مرسى لأن منافسه "أحمد شفيق" بحسب تصريح للدكتور ياسر برهامى، ونجح مرسى فى الإعادة ثم جاءت الضربة للسلفيين عند تشكيل الحكومة حيث لم يمثل حزب النور سوى بوزارة واحدة وهى البيئة مما دفعه للانسحاب. وكان الفريق أحمد شفيق علامة فارقة فى العلاقة بين الجانين حيث انكشف سر لقاء جمع كلا من: الفريق أحمد شفيق والدكتور ياسر برهامى والمهندس عبدالمنعم الشحات المتحدث باسم الدعوة السلفية والمهندس أشرف ثابت عضو الهيئة العليا لحزب النور. انكشف أمر اللقاء فخرج قيادات الدعوة السلفية بتأكيد أن لقاءهم كان حقنا للدماء وأول ذلك دماء الإخوان لكن مصادر "فيتو" أكدت أن اللقاء كان على شكل صفقة تتضمن منح حزب النور 10 وزارات وتعيين المهندس أشرف ثابت نائبا للرئيس. فيما ترددت أنباء عن لقاءات جمعت بين المهندس أشرف ثابت ورشيد محمد رشيد وزير الصناعة السابق لترتيب عودته لمصر وكذلك لقاءات مع رموز أخرى من النظام السابق فى محاولة لسحب البساط من تحت أقدام الإخوان. الآن انتقل الخلاف بين جماعة الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسى من ناحية والدعوة السلفية من ناحية أخرى إلى مرحلة خطيرة؛ إذ قدم الشيخ أحمد فريد عضو مجلس أمناء الدعوة السلفية وأحد مؤسسيها اعترافا واضحا بالقول "لو أعرف ما سيحدث لانتخبت شفيق ودعونا الناس لانتخابه". وأضاف "فريد" فى لقاء تليفزيونى مع قناة "الخليجية" الفضائية أنه إذا كان شفيق سيدخلنا السجون فإن إفساد العقائد أخطر من إدخال الناس السجون وسرقة أموال الشعب. واعتبر أنه "عندما نقيس بالموازين فأى بلاء أشد إفسادا العقيدة أم أخذ الأموال وسفك الدماء؟"، وتابع "المشكلة أنهم لا يسمعون الكلام ولا يحسون بخطورة الأمر الذى يقعون فيه". وكشف أن الرئيس محمد مرسى أكد أن "الشيعة خط أحمر" وأنه لن يسمح بدخولهم مصر لكن "الأحمر أصبح أخضر"، مشيرا إلى أن الرئيس محمد مرسى "يبيع عقيدة الأمة ويرسى شرك المشاهد والقبور ويخون العهد والعقيدة والأمة". وأكد أن ما يحدث الآن أشد جرما مما حدث فى عهد حسنى مبارك، وأضاف "أقول هذا الكلام وأنا مقتنع به تماما". واتهم "فريد" جماعة الإخوان المسلمين بالصد عن سبيل الله وإجراء اختبارات للدعاة بوزارة الأوقاف واستبعاد السلفيين الأكفاء حفظة القرآن وإدخال المنتمين للإخوان ممن هم غير أكفاء ولا يحفظون سوى جزأين أو ثلاثة من القرآن، زاعما أن وزير الأوقاف الدكتور طلعت عفيفى لا يعرف ما يحدث بالوزارة. واختتم أحد المؤسسين التاريخيين للدعوة السلفية قائلا: يتصورون أنهم وحدهم من يفهمون والباقى لا يفهم وأن السلفيين عائق أمام جماعة الإخوان، موجها نداء للإخوان: اتقوا الله فى البلد والدين.