كشفت صحيفة سعودية عن دور خطير للرهبان ورجال الأمن البوذيين في الحرب العرقية الدائرة ضد الأقلية المسلمة في ميانمار (بورما سابقا)، والتي راح ضحيتها حوالي ربع مليون من القتلى والمشردين خلال عام، محذرة من أن الصمت الدولي يشن حرب إبادة تواجه أكثر من 5 ملايين مسلم من 60 مليونا هم عدد سكان ميانمار. وقالت صحيفة "الوطن" السعودية في افتتاحيتها اليوم الجمعة، "أتخمنا الإعلام الغربي في مراحل سابقة بحديثه عن مدى حب البوذيين للسلام، وإنسانية رهبانهم وزهدهم في متاع الدنيا، لكن تلك الصورة "البريئة" لهؤلاء الرهبان انهارت فجأة مع بداية أحداث العنف ضد المسلمين في ميانمار، ودور الرهبان البوذيين بشكل خاص في أعمال الشغب القاتلة التي تحدث ضد الأقلية المسلمة هناك". وأضافت الصحيفة، "رغم سقوط مئات القتلى والجرحى من المسلمين وتشريد أكثر من 200 ألف شخص من بيوتهم منذ بداية الجولة الأخيرة من أحداث العنف ضد المسلمين في ميانمار العام الماضي، لعب الرهبان البوذيون بتواطؤ واضح من مسؤولين وضباط كبار في الجيش هناك". وأضحت الصحيفة السعودية أن رجال الدين البوذيين وقادة الجيش والشرطة قادوا بأنفسهم عمليات القتل والتمثيل المروعة ضد المدنيين المسلمين العزل، وتفننوا في ابتداع طرق جديدة من الوحشية التي لم تشهدها الإنسانية من قبل. ولدى سؤال أحد الصحفيين من نيويورك تايمز لمسؤول بارز في ميانمار طلب عدم ذكر اسمه عن سبب هذه الانتهاكات ضد السكان المسلمين في البلد، كان جوابه أن "حقوق الإنسان لا تنطبق على المسلمين". وأعادت الصحيفة إلى الأذهان أن المسلمين الذين بدؤوا بالتوافد إلى بورما كتجار في القرن الثالث عشر عاشوا بسلام مع البوذيين وغيرهم من سكان بورما، ولم يبدأ بناء المساجد فيها إلا في القرن التاسع عشر في عهد الملك الإصلاحي ميندون، لكن بذور الصراع الطائفي زرعها الاستعمار البريطاني فيما بعد تطبيقا لمبدأ فرق تسد، ليتكرر الصراع بين الحين والآخر منذ ذلك الوقت. وبينت "الوطن" أن البوذيين اليوم يطبقون سياسة تطهير عرقي، ويسعون إلى تهجير المسلمين من مناطقهم والاستيلاء عليها، وهم يرتكبون أبشع الجرائم لتحقيق سياستهم، وحذرت من أنه إذا لم يضع المجتمع الدولي خاصة الدول الإسلامية حدا لهذه المجازر، فإن وجود المسلمين في ميانمار قد ينتهي خلال بضعة سنوات.