تعانى دول العالم حاليا من القرصنة الإلكترونية التى تتعرض لها أجهزة الكمبيوتر والهاتف المحمول، مما يشكل تهديدًا حقيقيًّا لاقتصاد الدول، والمثير أن السيارات العالمية الحديثة تتعرض هى الأخرى لأعمال قرصنة إلكترونية، ويتم سرقتها عن بُعد، خاصة مع التقدم العلمى الكبير فى هذه التقنيات حذر تقرير حديث تحت عنوان «تحذير برامج مالوير» صادر عن شركة «مكافى» العالمية المتخصصة فى صناعة الأمان والحماية الإلكترونية بأمريكا، البرامج الضارة والخبيثة التى تستهدف الأنظمة الرقمية للسيارات؛ لأن نظم التحكم فى السيارات ليست آمنة فى مواجهة مهاجمين وقراصنة يستطيعون السيطرة على السيارة بعد الوصول إليها، وجعلها تتحرك وتعمل من مسافات طويلة وفق أوامرهم، دون أن يدرى صاحبها عنها شيئًا. وقد نشرت مجلة العلوم الأمريكية عدد أبريل الحالى هذا التقرير، وتشير فيه إلى أن السيارة الحديثة تتكون من 70 جهاز كمبيوتر تسمى جميعها وحدة التحكم الإلكترونى، وترتبط هذه الأجهزة مع بعضها البعض بالإنترنت، مما يجعلها عرضة للكثير من المخاطر الرقمية كالفيروسات والقرصنة. وتتم القرصنة الإلكترونية على السيارات الحديثة بفتح السيارة عن بعد، والبدء فى تشغيلها عبر الهاتف المحمول، وتعطيل عمل السيارات عن بُعد، وتعقب مكان وجودها، وسرقة البيانات الشخصية من نظام اللاسلكى بتقنية «البلوتوث»، والأهم تعطيل أنظمة المساعدة فى حالات الطوارئ وأجهزة الإنذار بالسيارة. جورج دول - المدير العام لوحدة حلول السيارات فى شركة «وايند ريفر» الأمريكية الرائدة فى مجال البرمجيات المدمجة أن الكثير من المصانع العاملة فى مجال صناعة السيارات تعمل حاليا على إيجاد حلول للتصدى لتلك القرصنة التى تصيب السيارات العالمية الفارهة، خاصة وأن من أسوأ أنواع هذه القرصنة التحكم فى مراحل السيارة عن بُعد أثناء القيادة على الطرق السريعة. أما ستيوارت ماكلور- المدير العام لشركة «مكافي»- فيؤكد أن اختراق البريد الإلكترونى أو جهاز الكمبيوتر الخاص بك مشكلة واحدة، وخطورة أقل من خطورة اختراق سيارتك الخاصة والعبث بها، مما قد يؤدى إلى مخاطرة كبيرة على سلامتك وسلامة الآخرين، مما يتطلب سرعة اتخاذ التدابير الأمنية فى نظم وأجهزة الكمبيوتر على متن السيارات، ومعالجة أوجه القصور فى أمان وسلامة أنظمة حماية السيارات لمواجهة القرصنة الإلكترونية المحتملة للسيارات الحديثة. ومن أغرب وأطرف قضايا الاعتداء على العلامات التجارية والغش التجارى، والتى تم ضبطها منذ سنوات، قضية قامت فيها إحدى ورش «بير السلم» بمنطقة «باسوس» بمحافظة القليوبية بتقليد فرامل تنتجها شركة سيارات عالمية، وذلك من خلال خامات رديئة، ووضعوا عليها نفس علامات الشركة العالمية، وكتبوا عليها من باب السخرية عبارة «صنع فى باسوس» بألمانيا، وتسببت هذه الفرامل فى حوادث طرق خطيرة جدًّا راح ضحيتها عدد من الأبرياء، وأساءت إلى سمعة الشركة العالمية حتى تم ضبط المتهمين وإظهار الحقيقة.