د. سعاد صالح : «معاشرة البهائم» ليست فتوى .. وندمت على توضيح مسألة «نكاح الموتى» قال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف، إن من أهم المشكلات التي تواجه الفتوى في العالم المعاصر هي الإقدام على الإفتاء من غير المؤهلين لها، مشيرًا إلى أن من تربوا على الإفتاء على يد النبى -صلى الله عليه وسلم- كانوا لا يتصدرون للفتوى إلا في الحالات الضرورية فقط، ولكن ذلك الوضع اختلف من حيث تصدر غير المؤهلين لإصدار الأحكام الشرعية. وأضاف "شومان" خلال كلمته بمؤتمر "دور الفتوى في استقرار المجتمعات" والذي تعقده الأمانة العامة لدور الإفتاء في العالم، تحت إشراف دار الإفتاء المصرية، أن هناك قاعدة تقول "إن الحرية المطلقة مفسدة مطلقة" وأن غير المؤهل للإفتاء ليس له أن يفتي في أي مسألة، لافتا إلى غير المؤهل للفتوى ليس له بأى حال من الأحوال أن يتصدى للفتوى إلا من باب النقل فقط وبعد فهمها جيدًا. وأشار وكيل الأزهر إلى أن المسائل الشاذة التي أفتى بها البعض في الفترة الأخيرة كانت المشكلة الرئيسية بها هي الخطأ في النقل وليس في الإصدار، موضحا أنه لا يمكن بحال من الأحوال أن يجيز عالم بجواز معاشرة الرجل لزوجته المتوفاة، لأن العلاقة الزوجية تنتهي بالوفاة وخروج الروح، وتابع: "أتحدى أن يكون في كتب من كتب التراث جواز لمسألة نكاح البهائم". وشدد على أن الفتوى لها دور كبير في استقرار المجتمعات، مطالبا من يتصدى للفتوى أن يكون من أهلها وأن يحدد عباراته بحيث لا تحتمل تحريف أو مغالطة، وإلا فلا يتصدى لإصدار الفتوى، وأن الفتاوى المتعلقة بالمسائل العامة لا يجوز أن تخرج إلا من المؤسسات المختصة لذلك. وطالب شومان بضرورة إصدار تشريع ينظم الفتوى والجهات المختصة لها، ويحدد صفات المفتي واختصاصاته، قائلا: "نحن نعيش في فوضى فيما يتعلق في الإفتاء"، وأكد أنه ليس كل من حمل شهادة دكتوراة أو حصل على شهادة يصلح للفتوى.
