أنت للرجال ميزان.. قصيدة ل«منى الطوخي»

ضمني بقوة وكأننا على أبواب الرحيل
أطال العناق ولم يذهب.. فسألته
أتظن أني سأهرب
ضحك وقال حلمت بهذا العناق الجميل
مر ليلي حليم لكن نهاري صبره قليل
رفقًا باشتياقي لا تسألي كثيرًا
ودعيني أطوق بذراعيّ خصرك النحيل
واتركي الزمان يمر دون أن تقولي
لتذهب الآن فقد مر وقت طويل
لماذا أخوض تجارب الزمن
وأحارب الوقت بلا هُدن
فلا الساعات تهدأ إن تابعها البصر
ولا الوقت يهمد إن سكن
هذا الليل لي وحدي لا عجلة ولا وهن
أجمع نجماته نجمة نجمة في السر والعلن
من يمضي في سبيله لا ينظر للخطى
فمن سرح في العراء أصابه الرعن
كوخ صغير مختف تحت الغصون
بعيدًا عن المدينة وما ترصده العيون
الأمواج تدنو منا وتبعد
ونسمات عطرة ترف كلما حف الزيزفون
هكذا رأيت الأشياء بعينيك كالمفتون
قامرت الظلام بلا رشدٍ كنوتي مجنون
يبحر في جنح السواد والريح تدور
لا يعود للوراء ولا يجد برًا مأمونا
إن لم يمر العمر هكذا فهو إذًا لم يمر
نطالع القمر بقلبٍ حزين فلا يَسُر
همست سرًا لرب المستحيل
ودعوت عفوًا أن لا يدع الصبر يقر
بعض الرجال كأشباههم لا يلاقي منهم خير
وأن للرجال ميزانٍ بينهم كالطيب من العطر
لا يباري الخدام أسيادهم
فمن صاحب الوقت ليس كمن امتلك الدهر