ما الذي يدفع مواطن مصري، سواء كان مؤيدا للحكم أو معارضا، للتعامل مع قناة فضائية معادية لم تتوقف عن العمل على هدم الدولة المصرية، منذ سنوات طويلة.. وما زالت حتى الآن تفتح شاشاتها أمام الإرهابيين الهاربين من الأحكام الجنائية الصادرة ضدهم.. وتستخدمهم للتحريض ضد المصريين؟ لاحظت خلال الفترة الأخيرة، من خلال متابعتى -بحكم المهنة- لما تبثه تلك القناة المعادية من برامج تحريضية ضد الدولة المصرية واستضافتها لعدد من السياسيين والإعلاميين المعارضين الذين لا ينتمون إلى جماعة الإخوان ولا إلى تيار الإسلام السياسي، بل إن بعضهم لا يحسب على المعارضة الراديكالية، وإنما لديهم تحفظات على بعض سياسات النظام وهو حق مشروع لا ينكره عليهم أحد ويعبرون عن تلك الخلافات بكل حرية في وسائل الإعلام وداخل مجلس الأمة.. وفى المؤتمرات. ومن يقرأ الصحف المستقلة.. أو حتى بعض ما يكتب في الصحافة القومية يجد أن مساحة التعبير عن الاختلاف تتسع ولا تضيق، بل إن الذين تستضيفهم القناة المعادية سواء في قطر أو تركيا، يعودون إلى أرض الوطن دون أن يستدعيهم أحد.. ويواصلون انتقادهم للنظام في مقالات تنشر في الصحافة المصرية، بما ينفى الادعاء بأنهم محاصرون ولا يجدون منابر يعبرون من خلالها عن معارضتهم، والمؤسف أن بعض الذين قبلوا المشاركة في تلك البرامج، كانوا يعتقدون أن بمقدورهم التصدى لكشف الشائعات التي تنطلق من تلك القناة المعادية، وأذكر أن أحد الكتاب الوطنيين وافق على المشاركة في برامجها الحوارية.. متمسكا بالمواقف الثابتة للدولة المصرية والدفاع عن تلك المواقف.. ولكنه فوجئ بأنه استغل أبشع استغلال من جانب مقدمى البرامج الذين لم يتركوا له فرصة لتوضيح آرائه وأطلقوا عليه الجماعات الإرهابية لمقاطعته والهجوم عليه، وقد أعلن المرحوم سعد هجرس عن ندمه الشديد، ورغم ذلك ما زال بعض المشاركين يزعمون أنهم يدافعون عن الدولة. ولا ينكر أحد على المعارضين حقهم في التعبير عن آرائهم، سواء داخل مصر.. أو خارجها، وإنما عليهم اختيار المنابر المحترمة التي يتعاملون معها.