مصطفى عنز يكتب: نفيسة الأعمال الخيرية بمجرد أن تطأ أقدامنا موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك نجد المئات من الصفحات الترفيهية والسياسية والاجتماعية، ولعل كان من تلك الصفحات التي لفتت نظري خلال الفترة الماضية صفحة تسمى «الكومنت الفصيل»، فسولت لي نفسي أن أقوم بالضغط على رابط تلك الصفحة الشيقة، وساقني الشغف والفضول إلى البحث والتمعن فيما نشر في تلك الصفحة التي وجدتها من الصفحات الكوميدية. لم أتردد ثانية في أن أقوم بالإعجاب بتلك الصفحة التي وجدتها مختلفة، فهي صفحة كوميدية تتحدى الملل وتبث روح الدعابة بين روادها، وما أجمل ذلك بعد أن أقوم بزيارة تلك الصفحة في نهاية اليوم بعد تعب وإرهاق مميت، كي أستمتع برؤية صور وكومنتات معبرة بشكل كوميدي لطيف ومهذب لا يتنافى مع الآداب العامة. ووجدت أن الصفحة تعتمد على ال«print screen» لأهم التغريدات والمنشورات الساخرة على فيس بوك وتويتر، وتستقبل المنشورات الكوميدية من المتابعين لمشاركتها مع الجمهور، التي تدعو إلى الفضائل، وتحث على فعل الخيرات، ومساعدة الآخرين. ولعل عبقرية القائمين على الصفحة جعلها تحقق متابعات هائلة، وإعجابات غير متوقعة من قبل الجمهور، الذي بات ينتظر منشوراتها كل يوم في شوق وشغف، حتى بلغ عدد متابعيها الآن أكثر من 2 مليون و700 ألف متابع، لتصبح على مشارف المليون الثالث خلال الفترة الماضية. ولقد لمست من خلال مروري اليومي بالصفحة هدفها الأساسي الذي تحاول من خلاله رسم البسمة على وجوه المتابعين، فضلًا عن اختلافهم الجذري مع الصفحات الأخرى في تقديم محتوى لا يتناقض تمامًا أخلاق وسلوك المتابعين، بعيدًا عن أي إسفاف. لنا أن نتخيل ماذا لو أصبحت كافة صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تحترم عقلية متابعيها، أعتقد من خلال رؤيتي المتواضعة أنها ستستخرج جيلًا من المواهب الشابة، المثقفة، المستنيرة، التي يفتقر إليها المجتمع. أتمنى أن نجد خلال الفترة القادمة صفحات ترفيهية هادفة ك«الكومنت الفصيل»، وأن نبتعد عن الصفحات التي تحاول بث الفتنة، وتحريض الشباب على فعل المنكرات، علينا أن نحث الأطفال من خلال تلك الصفحات على احترام الكبير، علينا أن نعلمهم حب الوطن، وكيفية الانتماء إليه.. ودمتم.