الأخلاق هي عنوان الشعوب التي حثت عليها جميع الأديان السماوية، وقد نادي بها المصلحون وهي أساس الحضارة، ويقول أمير الشعراء أحمد شوقي: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا لهذا فإن الأخلاق دور كبير في تغيير الواقع الحالي للأفضل إذا تم التقيد بها واكتساب الأخلاق الحميدة والابتعاد عن العادات السيئة لهذا قال رسولنا الحبيب "إنما بعثت فيكم لأتمم مكارم الأخلاق". أي أنه "ص" حدد الغاية التي بعث من أجلها وهي إتمام مكارم الأخلاق في نفوس الناس والتحلي بالأخلاق الحميدة وأن نتعامل بقانون الخلق الحسن الذي لا يعلوه قانون والابتعاد عن الأخلاق السيئة والتي تؤدي بالمسلم إلى تحقيق الأهداف النبيلة منها "السعادة والرضا والضمير وتشيع الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع". واختفاء الأخلاق وظهور الانحلال أدى إلى الفجور والانتشار بين الناس وعلى شاشات التلفاز وتتناقلها برنامج التوك شو والسوشيال ميديا، مما أدى إلى الانتشار الفادح، فنجد الأطفال يتحدثون بألفاظ خادشة للحياء، وأيضا المعلمون القدوة يتحدثون مع بعضهم البعض بألفاظ لا تليق بمربي أجيال، ويشاهد الابن أباه يتحدث بألفاظ تخدش الحياء فماذا نحن؟.... الأب قدوة فعندما يشاهد الابن أباه بهذا الشكل، فماذا نحن يا أمة الإسلام؟.... أين رجال الدين؟... أين المعلمون؟... وعندما نرى قضايا غريبة من نوعها تظهر على الساحة وتتناقلها الألسن ووسائل الإعلام، ونجد من يدعمها، فماذا نحن يا أمة الإسلام؟... فإذا شاع في المجتمع الأخلاق الحسنة حفظت الحقوق وقويت المحبة بين أفراد المجتمع وقويت شوكة الإسلام، فأين صفات "محمد" الذي أنزله الله ليكمل رسالة الإسلام السمح الذي لا يعرف مثل هذه الأفعال والأقوال، فكم سادت أمة ولو كانت كافرة وعلت على غيرها بتمسكها بمحاسن الأخلاق.