أكد الشيخ نشأت زارع امام وخطيب مسجد سنفا بميت غمر بالدقهلية، أن الحياء امارة صادقة على طبيعة الإنسان فهو يكشف عن قيمة ايمانه ومقدار ادبه وعندما ترى الرجل يتحرج من فعل ماينبغى أو ترى حمرة الخجل تصدر وجهه إذا بدر منه ما لايليق، فاعلم أنه حى الضمير نقى المعدن زكى العنصر وإذا رايت شخصا صفيقا بليد الشعور لايبالى مايأخذ أو يترك فهو امرؤ لأخير فيه وليس فيه من الحياء وازع يعصمه من اقتراف الاثام. وأضاف خلال خطبة الجمعة اليوم بعنوان "الحياء خير كله"، أن الإسلام عندما جاء جاء ليعزز الأخلاق الحميدة والقيم السامية في أمة محمد صلى الله عليه وسلم فهو قيمة ُترتفع فيه المعاني العظيمة وتنهض بها الأمم نحو القمم وصدق من قال --إنما الامم الاخلاق مابقيت فان هموا ذهبت اخلاقهم ذهبوا ومن ضمن هذه الأخلاق خلق سامي من تحلى به نال الخير كله وحفظ النفس عما يدنسها وأارتقى إلى مايشرفها. وأشار إلى أن الحياء هو معيار الإيمان ومعيار الإنسانية والرقى والتحضر إذا أرادت أن تقيس ايمان شخصا فانظر إلى حيائه فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( الحياء والايمان قرناء جميعا فإذا رفع أحدهما رفع الآخر). وأوضح أن خلق الحياء خلق الانبياء ويزداد به الإيمان وتقل به المعاصي فالحياء شعبة من الإيمان، دعا إليه ديننا الحنيف لكونه شريعة تدعو إلى الآداب السامية وتدعو للسمو بالإنسان وتزكية روحه، فالحياء خلق حميد يبعث على ترك القبيح، وكلما تزود منه صاحبه ازداد إيمانًا، يقول النبى الله عليه وسلم صلى: "الإيمان بضع وسبعون شعبة، أفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان. وأشار إلى أنه في قصص القران قصة ابنة سيدنا شعيب مثال للحياء متجسد "فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}، فهذه الآية تدل على حياء تلك المرأة حيث جاءت إلى سيدنا موسى تمشي على استحياء بلا تبذل، وكان حوارها التي خاطبت بها موسى عليه السلام عباراته قصيرة واضحة في معناها ولم تسترسل في الحديث وروى انها جاءت واضعة يدها على وجهها، فقام معها موسى وقال لها: امشي خلفي وانعتي لي الطريق وأنا أمشي أمامك فإنا لا ننظر في أدبار النساء وماذا كانت نهاية هذا الحياء من المرأة تزوجت من نبي الله وهو أكبر هديه من الله عز وجل. وأكد أن الحياء يكون من الله ومن الناس ومن النفس وأعلى درجات الحياء هو الحياء من الله فلايراك حيث نهاك والحياء من الناس من مكارم الاخلاق أيضا فحياء الإنسان من الناس يمنعه أن تقع عيونهم على مايعيبه، وأما حياء الإنسان من نفسه فهو حياء النفوس الشريفة العزيزة فاذا استحى من نفسه كان أجدر به أن يستحى من الناس.