* "شاهين": يجب تفعيل قانون حماية "الحياء الاجتماعي" وتطبيقه على الجميع * خطيب بالدقهلية: الحياء من الله أعلى درجات الإيمان * خطيب بأسيوط: من تمام حياء المرأة المسلمة عدم خضوعها في القول وحّدت وزارة الأوقاف خطبتها اليوم فى جميع مساجدها على مستوى الجمهورية، للحديث عن موضوع «الحياء خير كله»، وذلك في إطار دور الوزارة في تصديها للدعوة الشاذة التي خرجت عبر الفضائيات بضرورة ممارسة الجنس قبل الزواج، وأكد عدد من الخطباء أن الحياء هو الخلق الذى دعا الإسلام الجميع للتخلق به، مضيفين أن هلاك العبد يكون فى انتزاع الحياء منه. من جانبه، أكد الشيخ مظهر شاهين، إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، أن الحياء خلق كريم، والعفة ضرورة إنسانية قبل أن تكون مكرمة دينية"، منوهاً بأن وزارة الأوقاف حددت خطبة اليوم لتكون رداً رادعاً على الدعوات التى انهالت على مجتمعنا فى الفترة الأخيرة، من دعوة لنزع الحجاب أو إباحة الزنا والشذوذ أو تقنين المخدرات. وتابع شاهين، خلال خطبة الجمعة: «أن تلك الدعوات ما هى إلا خروج عن حدود الحياء والأدب والعرف، والمجتمع أصبح يعانى من الردة الأخلاقية نتيجة للضغوط التى مر بها فى السنوات الأخيرة». وأدان «شاهين» البرامج الإعلامية التى تبحث عن نسبة مشاهدة عالية للحصول على إعلانات قائلاً: «أصبحت تلك البرامج تحلل ما كان بالأمس حراماً، بل وأصبح الجميع ينادى به»، لافتاً إلى الأموال التى تحصل عليها تلك القنوات مقابل الترويج لأفكار غير آدمية نسوا أنها تهدر القيم الإنسانية وتمحو الماضى وتشوه الحاضر. وأوضح خطيب مسجد عمر مكرم، أن هناك من يفسر تلك الدعوات بالجائزة عبر الشاشات الفضائية، لأنها تتناسب مع أهوائه بل ويطالب الناس بالخروج فى مظاهرات ومليونيات ليخالفوا الله، والله أمرنا فى كتابه الكريم «وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى». واستشهد شاهين، بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إِذَا أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ عَبْدًا، نَزَعَ مِنْهُ الْحَيَاءَ»، مشيراً إلى أنه تعالى إذا ما نزع منه الحياء استباح لنفسه أن يفعل كل شيء ويسير فى طريق الهلاك ، وحينما يشعر أن قيمته فى أعين الناس انهارت نزعت منه الأمانة، وبالتالى أصبح الناس يخونونه وبعد ذلك تنزع منه الرحمة وبالتالى فهو هالك لا محالة. واستطرد: «الحيوانات تستحى من معاشرة بعضها إلا فى خلوة وإذا اسدل عليها الستار، فكيف يبيح أصحاب الدعوات معاشرة المثليين؟»، متسائلاً: «ما أثر تكلفة القنوات الفضائية من السفر إلى الخارج لتصوير مشاهد شذوذ كى تعرضها فى مصر؟، وما هى الفائدة التى تعم على المجتمع والدولة من هذا؟». وأكد أن ولى الأمر مسئول عما يجرى فى المجتمع ولابد من تفعيل القانون الذى يحمى الحياء الاجتماعى، مشيراً إلى أنه يجب أن تكون الدولة قوية ويجب تفعيل القانون على الجميع "كبيرا وصغيرا، غنيا وفقيرا". وبدوره، قال الشيخ نشأت زارع، إمام وخطيب مسجد سنف بميت غمر، فى خطبة اليوم، إن "الإسلام عندما جاء، جاء ليعزز الأخلاق الحميدة والقيم السامية في أمة محمد (صلى الله عليه وسلم)، وقيم ترتفع فيه المعاني العظيمة وتنهض بها الأمم نحو القمم وصدق من قال "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا". وأضاف زارع أن "الحياء شعبة من الإيمان، دعا إليه ديننا الحنيف لكونه شريعة تدعو إلى الآداب السامية وتدعو للسمو بالإنسان وتزكية روحه، فالحياء خلق حميد يبعث على ترك القبيح، وكلما تزود منه صاحبه ازداد إيمانا، يقول النبى (صلى الله عليه وسلم): "الإيمان بضع وسبعون شعبة، أفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان". وقال خطيب الدقهلية إن "ابنة سيدنا شعيب مثال للحياء جسدته على أرض الواقع في قصة سيدنا موسى، والتى قال الله تعالى فى حقها: "فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ"، فهذه الآية تدل على حياء تلك المرأة، حيث جاءت إلى سيدنا موسى تمشي على استحياء بلا تبذل، وكان حوارها الذي خاطبت به موسى عليه السلام عباراته قصيرة واضحة في معناها ولم تسترسل في الحديث، وروى أنها جاءت واضعة يدها على وجهها، فقام معها موسى وقال لها امشي خلفي وانعتي لي الطريق وأنا أمشي أمامك فإنا لا ننظر في أدبار النساء وماذا كانت نهاية هذا الحياء من المرأة تزوجت من نبي الله وهو أكبر هدية من الله عز وجل". وفى السياق ذاته، قال الشيخ محمد العجمي، وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، إن "الأخلاق منزلة عظيمة في الدين، عني الإسلام بها عناية جليلة وفريدة، لما لها من صلة وثيقة وقوية بعقيدة الأمة ومبادئها، فكمال الأمة بكمال أخلاقها، وصلاح الأمة بصلاح آدابها وأخلاقها، وصدق الشاعر حيث قال: {إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا}، مشيرا إلى أن الحياء جامع لكل خصال الخير، يدفع الإنسان إلى فعل المحاسن ويبعده عن القبائح، ما اتصف به مسلم إلا حاز الخير الكثير وابتعد به عن الشر المستطير ونال به الثواب العظيم. وأضاف العجمي أن من تمام حياء المرأة المسلمة، عدم خضوعها في القول حتى لا يطمع فيها أصحاب القلوب المريضة، وأن تلتزم فى حديثها بالقول المعروف الذي يؤدي الغرض المطلوب، قولا جميلا حسنا معروفا فى الخير، كما يثمر الحياء على مستوى الفرد والمجتمع، إنه يمنع من الفواحش ويحمل على البر والخير، فمن استحيا من الناس أن يروه يفعل قبحا، دعاه ذلك إلى أن يكون حياؤه من ربه أشد، أما ضعف الحياء فى نفوس الناس، فيؤدي إلى انتهاك الحرمات والخوض في أعراض الناس وأنسابهم. وأكد أن "الشعب المصري كله يرفض الدعوات التي أطلقها منزوعو الحياء، كأصحاب الدعوات الإباحية والشاذة الهدامة الخارجة على حدود اللياقة والحياء، وعلى قيمنا الدينية والأخلاقية، وعاداتنا وتقاليدنا المصرية الأصلية، كما أن هذه الدعوات تعد أكبر وأهم وقود للتطرف والإرهاب، وتعطيه ذريعة لوصف المجتمع بما ليس فيه ولا يمكن أن يقره ولا يرتضيه".