يقول خبراء: إن إعلان كوريا الشمالية أنها أنجزت بنجاح اختبار قنبلة هيدروجينية يمثل خطوة كبرى صوب تحقيق هدفها المعلن منذ فترة طويلة بتطوير صاروخ يحمل رأسا نووية يمكنه الوصول إلى الأراضي الأمريكية. وأجرت كوريا الشمالية اختبارها النووي السادس والأقوى، الأحد، وقالت إنها نجحت في تفجير قنبلة هيدروجينية قوية تعرف من الناحية التقنية بأنها قنبلة نووية حرارية ذات مرحلتين. وتمت الاختبارات النووية الست بما فيها اختبار، الأحد، تحت الأرض في عمق منطقة جبلية، ومن الصعب التحقق من مصادر مستقلة من صحة ما أعلنته بيونجيانج. غير أن الخبراء، الذين درسوا أثر الزلزال الناجم عن التفجير، الذي قدرته هيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية بمقدار 6.3 درجة، قالوا إنه يمثل دليلا قويا بما يكفي للإشارة إلى أن تلك الدولة المنعزلة إما طورت القنبلة الهيدروجينية أو اقتربت بشدة من تحقيق ذلك الهدف. وقال مسئولون كوريون جنوبيون ويابانيون إن التفجير كان أقوى 10 مرات من الاختبار النووي الخامس، الذي أجري قبل عام. وتقول كوريا الشمالية إن صواريخها الباليستية العابرة للقارات، التي اختبرتها مرتين في يوليو يمكنها الوصول إلى بعض الأماكن في أراضي الولاياتالمتحدة بالقارة الأمريكية. لكن الخبراء يقولون إنها ربما تكون قد بلغت هذا المدى لأن الصاروخ كان يحمل رأسا أخف من الرأس النووي، الذي أصبحت كوريا قادرة على إنتاجه. كذلك فإن بيونج يانج لم تثبت حتى الآن أن الرأس النووي، الذي ستقوم بتحميله على الصاروخ بعيد المدى يمكنه أن يتحمل العودة لدخول الغلاف الجوي للأرض. ويعد تطوير القنبلة الهيدروجينية أمرا أساسيا لتركيب رأس حربي أخف وزنا؛ لأنه سيتيح قدرة تفجيرية أكبر بكثير مقارنة بالحجم والوزن. من جانبها، نقلت وكالة أنباء كوريا الشمالية الرسمية عن معهد الأسلحة النووية في بيونغيانغ قوله إن اختبار الأحد أثبت عمل قنبلة هيدروجينية. كما ذكرت كوريا الشمالية على وجه التحديد للمرة الأولى إمكانية شن هجوم بنبضة كهرومغناطيسية. ومثل هذا الهجوم سينطوي على تفجير قنبلة في الجو بدلا من إطلاق صاروخ بعيد المدى على مدينة أمريكية كبرى. وأثار بعض المسئولين عن رسم السياسات والخبراء في الولاياتالمتحدة مخاوف من مثل هذا الهجوم، الذي يمكنه أن يحدث موجة هائلة من الطاقة ويوجه ضربة مدمرة لشبكة الكهرباء والبنية التحتية الحيوية الأمريكية.