قال الكاتب في صحيفة هآارتس، تسفي برئيل إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعدّ هدية جميلة لنظيره الإيراني، حسن روحاني. وبحسب الكاتب، فإنه بمناسبة مراسم أداء روحاني لليمين الدستوري، اليوم السبت، بعث ترامب بوجبة جديدة من العقوبات التي غلفها بعنوان "الرد على نشاط إيران لتقويض الاستقرار 2017". ويهدف القانون الأمريكي إلى تضمين قائمة العقوبات، أسماء المزيد من الشخصيات والتنظيمات الإيرانية التي تعمل في صناعة الصواريخ، والعمل ضد كل شخص أو شركة تساعد إيران على تطوير الصواريخ ذات القدرة على حمل رءوس نووية. ويفرض القانون على الرئيس الأمريكي تقديم تقرير كل عامين حول الإستراتيجية التي تهدف لصد "النشاط غير المتناسق والتقليدي الإيراني الذي يمكنه المس بشكل مباشر بالولاياتالمتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط وفي شمال أفريقيا"، وهذه صيغة لافتة، تمنح بشكل غير مباشر لإسرائيل ودولًا عربية، مكانة دول تملك مُصلِحة ويمكنها طرح ادعاءاتها وشبهاتها ضد النشاط الإيراني في المنطقة. وأوضح الكاتب، أن قانون العقوبات واسع وغامض بما فيه الكفاية لكي يوفر ذرائع تجبر الإدارة على إعادة النظر، وحتى خرق أو إلغاء الاتفاق النووي الذي تم توقيعه قبل عامين، لكنه من المفضل مسح دموع الفرح التي يمكن أن تغطي وجوه المعارضين للاتفاق النووي، فتحقيق التزام ترامب بإلغاء الاتفاق النووي بسبب كونه "أسوأ" ما تم توقيعه، هو هدف واحد بعيد جدًا، وربما غير محتمل. وبحسب تقارير وكالة الطاقة النووية الدولية، المسئولة عن تعقب تطبيق الاتفاق النووي، لم تقم إيران حتى الآن بخرق الاتفاق، ويتفقون على هذا في الاتحاد الأوروبي، بل تعترف حتى الولاياتالمتحدة بأنها لا تملك أي ادعاءات حول تطبيق الاتفاق، بل على العكس، إيران هي التي تدّعي أن استمرار تفعيل قسم من العقوبات الأمريكية ووجبة العقوبات الجديدة، هي التي تخرق الاتفاق، ولكن على الرغم من ذلك، ستواصل إيران التمسك بالاتفاق، وستعمل على تخليص نفسها من العزلة الدولية، كما قال الرئيس روحاني، هذا الأسبوع. وتابع: "لا يتوقف الأمر على كون إيران لا تزود ذريعة كاملة لإلغاء الاتفاق، بل إن الاتحاد الأوروبي لا ينوي الانضمام إلى اللعبة الإستراتيجية– الأمريكية، مما يعتبر الاتفاق بمثابة أهم إنجاز سياسي، وأداة فاعلة لمنع التسلح النووي الإيراني، ومن هنا فإن هذا الاتفاق يثير الآن الخلافات السياسية العميقة بين الكتلتين الغربيتين، الأوروبية والأمريكية، والذي يزداد تعمقًا منذ تتويج ترامب، وليس فقط بسبب الاتفاق النووي، ويبدو أنه خلال النصف سنة التي مرت منذ تسلمه لمنصبه، نجح ترامب في تحطيم ليس فقط قاعدة العلاقات بين الولاياتالمتحدةوروسيا، وإنما أيضًا، التفاهمات الأساسية مع الاتحاد الأوروبي". وأوضح الكاتب قائلا: "كان يكفي الإصغاء إلى تبادل السهام السامة التي تطايرت بين الاتحاد الأوروبي وواشنطن في الأسبوع الماضي، في أعقاب المصادقة على قانون العقوبات ضد روسيا، لكي نفهم بأن الجبهة الجديدة للحرب الباردة عادت وانتعشت، وهذه المرة بين أوروبا والولاياتالمتحدة، هذه هي اللعبة الخاسرة ذاتها التي ميزت الحرب الباردة الكلاسيكية بين الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفيتي، والتي كان فيها كل إنجاز أمريكي بمثابة خسارة للاتحاد السوفيتي والعكس صحيح، الفارق الآن هو أن كل إنجاز أمريكي يعتبر في أوروبا بمثابة تهديد لأمنه، وإيران هي مثال على ذلك".