كارثة.. هيئة النقل العام تعمل بربع طاقتها أول يوليو المقبل

مليار و825 مليونا خسائر و 308خطوط تم إلغاؤها و3ملايين مواطن تضرروا
لم تكتف حكومة قنديل برفع كافة الأسعار على المواطن البسيط فى ظل ثبات مرتبه، إلا أنه مع أول يوليو المقبل سوف يقع هذا المواطن فريسة لأتوبيسات النقل الجماعى وسائقى السرفيس ليستغلوا تخريد 1000 أتوبيس، لتعمل الهيئة بربع طاقتها لأول مرة منذ إنشائها، والكارثة لن تقع إلا على كاهل المواطن البسيط لتزيده ثقلا بالهموم وصعوبة المعيشة.
فيتو التقت طارق البحيرى، المتحدث الإعلامى باسم النقابة المستقلة للعاملين بهيئة النقل العام، الذي أكد لنا أن عدد أتوبيسات أسطول هيئة النقل العام كان فى الأصل 4700 أتوبيس، وبموجب قرار وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى رقم 99 لسنة 2008 والذي يقضى بعدم التجديد للسيارات التى مر علي تصنيعها أكثر من 20 عاما، فقد تم "تخريد" 2000 أتوبيس خلال الخمس سنوات الماضية من إنتاج شركة النصر للسيارات موديل "871"" 966" ليصبح أسطول الهيئة الآن يعمل ب 2700 أتوبيس منها 700 أتوبيس معطلين فى الورش، وتعمل الهيئة الآن ب 2000 أتوبيس كطاقة فعلية.
وأشار البحيري إلى أنه مع أول يوليو المقبل سيتم تخريد 1000 سيارة أخري، وهي سيارات الشركة الهندسية وشركة النصر للسيارات موديل "871""996" من أتوبيسات الهيئة، ليصبح أسطول الهيئة 1000 أتوبيس فقط لأول مرة، وتعمل الهيئة بربع طاقتها ، وهو ما سيؤدى بدروه الى إلغاء بعض الخطوط أو تقليل عدد الأتوبيسات فى الخط الواحد، مؤكدا أن هذا سيفسح المجال أمام سيارات النقل الجماعى التى تستغل المواطن وتصل إجرتها الى 2 جنيه قبل أزمة السولار.
ولفت البحيرى الى أنه تم إلغاء ما يقرب من 308 خطوط كانت تخدم 3 ملايين و80 ألف مواطن يوميا خلال الخمس سنوات الماضية، مشيرا الى أن معظم هذه الخطوط كانت تخدم أطراف الجيزة والقليوبية، موضحا أن الهيئة كانت تخسر يوميا مليون جنيه بسبب إلغاء هذه الخطوط، لتكون خسارة الهيئة فى السنة 365 مليون جنيه، بلغت خلال السنوات الخمس الماضية مليارا و825 مليون جنيه.
وأشار البحيرى الى أن الخطوط التى تم إلغاؤها من جراج إمبابة فقط من إجمالى 28 جراجا 11 خطا، موضحا أن هناك خطوطا تعمل بها أكثر من 3 أتوبيسات وآخر 5 أتوبيسات، مؤكدا وجود مؤامرة كانت مدبرة من حكومة نظيف باستنزاف أتوبيسات الهيئة حتى يتم خصخصتها فى 2010 إلا أن عمال الهيئة وقفوا لهم بالمرصاد من خلال الإضراب عن العمل فى مايو 2007 وأغسطس 2009، وأضاف البحيري أن هناك 46 ألف عامل بالهيئة، ومنهم طاقة كبيرة معطلة وإنتاجها ضعيف نظرا لعدم تعويض الخطوط بأتوبيسات جديدة بدلا من التى تم تخريدها.
وأكد البحيرى أن الرئيس محمد مرسى فور توليه الحكم وعد الهيئة بإمدادها ب 5 آلاف أتوبيس، مطالبا إياه بأن يتم إمداد الهيئة فورا وعلى وجه السرعة ب 2000 أتوبيس حتى يتم سد العجز الشديد الذى سوف تشهده شوارع القاهرة الكبرى، وأن يتم إمداد الهيئة سنويا ب 600 أتوبيس، حتى يتم تعويض ثلثي ما تم تخريده وإعادة ثلثي الخطوط التى تم إلغاؤها.
وحصلت فيتو على مستندات تفيد بأن هناك مواتير يتم تخريدها وهى صالحة للاستخدام، من خلال تفكيكها وتخريدها على الورق، وهى قطع منفصلة, ليتم بيعها لتجار الخردة بالكيلو, ومن الممكن بيع الموتور ب 12 ألف جنيه على أساس أنه خردة, وبعد ذلك يتم تجميعه وبيعه مرة أخرى بسعر يصل إلى 130 ألف جنيه فى ميت حلفا وأبو الغيط بالقليوبية، وهذا ما يعنى أن هناك اتفاقا بين مسئولى الهيئة واللجان الفنية وتجار الخردة, والدليل على ذلك هى واقعة إهدار مالى تقدر بمليونى ونصف المليون جنيه كانت ستتم لولا تم اكتشافها منذ عشرة أيام, وهى واقعة الكشف عن 10 مواتير بجراج إمبابة وحده كان سيتم تخريدها، لولا لجان ورش جسر السويس التي فوجئت أن منها 8 مواتير "زيرو" لم يتم استخدامها وكان سيتم بيعها على أنها خردة بأبخث الأثمان.