قالوا زمان فى الأمثال ضل راجل ولا ضل حيطة.. وكان أقصى سن يمكن أن تتزوج بها الفتاة سن العشرين.. لكن الآن الوضع اختلف، وعلى الرغم من الحديث المتكرر عن العنوسة إلا أن تطلعات الفتيات اختلفت ونزول الفتاة للعمل غير نظرتها للرجل، وأصبحت تجد ضل الحيطة أكثر أمانا من رجل لا يرضى تطلعاتها ويقتنع به عقلها. خروج المرأة للعمل وقدرتها على تأمين حياتها ماديا وكذلك ثقتها بنفسها وبقدراتها على تحقيق النجاح وحدها فى الحياة جعل نظرتها للزواج وللرجل تختلف تماما، فلم يعد مجرد وجود الرجل فى حياتها هو الأمل المنشود، فأصبحت تبحث عن الرجل الذى يكمل معها رحلتها فى الحياة.. يؤمن بها وبنجاحها ويساعدها عليه، فعمل المرأة قد يكون هو السبب الحقيقى وراء ارتفاع سن زواج الفتيات اللاتى لم يعدن يرضين بأى عريس. وتؤكد داليا، مهندسة، أنها تقدم لها كثير من العرسان منذ أن كانت فى الجامعة لكنها لم تجد فيهم من يرضى عقلها، والآن أيضا يتقدم لها الكثيرون لكنهم أيضا لا يصلحون. وتقول: "منهم من يريدنى أن أترك عملى وهذا مرفوض فلقد حققت فى عملى الكثير، ومنهم من لم أقتنع بعقله وأجده سطحيا فارغا وهذه النوعية للأسف الغالبة". وتقول جيهان، مرشدة سياحية: الغرض من الزواج أصبح الآن هو الاستقرار الأسرى مع رجل أقتنع به أنه قادر على تحمل مصاعب الحياة، ومسألة ضل الرجل لم يعد لها وجود حيث إننى الآن أصبحت قادرة على تأمين حياتى ماديا وأشعر بقوتى وقدرتى على مواجهة كل مصاعب الحياة وحدى، وهذا متحقق بالفعل فأنا من خلال عملى أرى كثير من الصعاب التى أواجهها بمفردى، وحتى الآن لم أجد الرجل الذى أجد فيه تحمله للمسئولية وإيمانه بنجاحى. أما ندى، محاسبة فى بنك، فتقول: تقدم لى الكثيرون ومعظهم كانوا طامعين فى مرتبى، فمعروف أن البنوك مرتباتها عالية، ولم أجد رجلا يقتحم عقلى ويشعرنى أنه سيكمل معى ما بدأته فى رحلة كفاحى فى الحياة، فلقد استطعت تحقيق النجاح فى عملى بل إننى تفوقت على أقرانى من الرجال، ولذلك فلن أتنازل عما وصلت له ومن يريد الزواج بى لابد أن يؤمن بى أولا.