يحرص العديد من نجوم الفن فى مختلف دول العالم على المشاركة فى الأعمال الخيرية من منطلق شعورهم بالمسئولية تجاه الوطن الذى يعيشون فيه، وبنظرة دقيقة للفنانين على مدار التاريخ نجد أن الفنانين المصريين كان لهم دورًا كبيرًا فى الأعمال الخيرية. ولعل أبرز النماذج «قطار الرحمة» الفكرة التى تبناها عدد من كبار الفنانين فى بدايات القرن الماضى من كبار الفنانين أمثال: «زوزو ماضى، أنور وجدى، تحية كاريوكا، ليلى مراد»، حيث كانوا يسافرون عبر ربوع الوطن؛ ليجمعوا التبرعات الخيرية للمساهمة فى مشروعات اجتماعية وإنسانية. كما اقترح العديد من الفنانين على زملائهم فكرة بيع أغراضهم الثمينة فى «مزاد خيرى» يعود نفعه إلى الجمعيات الخيرية. كما أحيت كوكب الشرق «أم كلثوم»، العديد من الحفلات فى مصر، والدول العربية، والأجنبية؛ لدعم المجهود الحربى المصرى بعد نكسة 1967. ومن أبرز مشاركات النجوم على المستوى العالمى إعلان النجم السينمائى الشهير «ليوناردو ديكابريو» اعتزامه التبرع بجزء من المبلغ الذى اشترى به زجاجات «الشامبانيا»، فى الحفل الذى يقام لأصدقائه احتفالًا بعيد ميلاده، والتى بلغت قيمتها المالية مليونى و300 ألف يورو إلى «الصليب الأحمر» من أجل ضحايا الإعصار «ساندى» الذى راح ضحيته العديد من المواطنين الأمريكيين.
كما تبرعت المطربة الأمريكية «تايلور سويفت» بمبلغ 4 ملايين دولار لحساب مستشفى «سرطان الأطفال»، كما تحرص الفنانة العالمية «أنجلينا جولى» على القيام بالعديد من الزيارات للبلدان التى يوجد بها حروب أهلية ومجاعات. وتبرع النجم «تامر حسنى» بعدد من رحلات العمرة لعدد من أهالى شهداء ثورة 25 يناير، بالتنسيق مع اللجنة الشعبية لأهالى الشهداء، واتفق مع إحدى الشركات السياحة للقيام بهذا الأمر. وأكد عدد كبير من نجوم الفن على أهمية المشاركة فى الأعمال الخيرية فى المجتمع؛ للمساهمة فى حلول العديد من المشكلات، خاصة فى ظل الأزمات التى يواجهها المجتمع. وتقول الفنانة «آثار الحكيم»: إن المشاركة فى العمل الخيرى فرض على جميع المواطنين فى المجتمع بلا استثناء، مشيرة إلى أنه على الرغم من تقصير الكثيرين من أفراد المجتمع فى هذا الشأن، إلا أنها رأت أنه من أضعف الإيمان أن يشارك أى فرد فى الأعمال الخيرية النبيلة بالجهد والوقت، إن لم يستطع المشاركة بالمال، مشددة على ضرورة الحرص على التواصل الإنسانى، خاصة مع الحالات الإنسانية. وترى «آثار الحكيم» أنه يصعب عقد مقارنة أو الحكم بشأن تراجع دور الفنانين المصريين مقارنة بنجوم الفن فى مختلف دول العالم، فيما يتعلق بتأثيرهم، وإسهامتهم المختلفة فى الأعمال الإنسانية، من منطلق حرص البعض على إخفاء ذلك من منطلق ضرورة أن يتصدق المرء بصدقة فيخفيها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله. وأكد الفنان «محمود ياسين» أن الفنان المصرى يتميز عن الفنان الأجنبى بالكثير، بل ويتفوق عليه فى ناحية الدور الاجتماعى؛ لأن الفنان الأجنبى عندما يقدم أى عمل اجتماعى يقوم بتسليط الضوء على ما يقدمه كى يتعرف عليه العالم، أما الفنان المصرى فيقوم بعمل الخير، وينتظر الثواب من الله فقط. وقال «ياسين»: "هناك عدد كبير من الفنانين المصريين قدموا خدمات اجتماعية لبلادهم، دون أن ينتظروا أى مقابل مادى، وأكبر مثال على ذلك عندما قدم عدد من الفنانين، مثل: «فاروق الفيشاوى، وممدوح عبد العليم، ويسرا، وحسين فهمى، وشهيرة»، بالإضافة إلى مشاركتى «مسرحية بداية ونهاية» للكاتب الكبير «نجيب محفوظ»، التى تم عرضها على المسرح العائم لمدة 40 يومًا بدون أجر وبدون أى مقابل". وأكدت الفنانة «حنان مطاوع» على أهمية المشاركة فى العمل الخيرى التطوعى، واصفة إياها بأنها واجب على كل مواطن فى المجتمع للشعور بالآخر ابتغاء لمرضاة الله عز وجل. وقالت: إن الفنان يقع على عاتقه مسئولية كبيرة فى هذا الصدد باعتباره قدوة للآخرين فى المجتمع، ومن ثم ينبغى أن تكون له إسهامات فى هذا الصدد؛ لحل العديد من المشكلات التى يعانيها أفراد المجتمع. أما الفنان «سامح الصريطى» وكيل نقابة المهن التمثيلية، فأكد أن الدور الاجتماعى للفنان يختلف من شخص إلى آخر، فهناك فنان لا يستطيع أن يعبر عن رأيه فى مجتمعه إلا من خلال موهبته، ومن خلال أعماله التى يقدمها، وهو دور اجتماعى مهم ومفيد للغاية، وهناك فنان آخر يمتلك الملكة الخاصة بالعمل الاجتماعى؛ ويستطيع أن يعمل فيه وبشكل واضح وملحوظ، كما أن الموضوع يختلف طبقًا لشخصية الفنان، وهل هو قادر على العمل العام أم لا؟. وقال نقيب الموسيقيين الفنان «إيمان البحر درويش»: "منذ فترة طويلة والفنان المصرى يحاول أن يكون له دور اجتماعى يخدم به بلده، وأنا مثلًا بعد قيام ثورة 25 يناير تحدثت مع الدكتور «محمد مرسى» رئيس الجمهورية، والدكتور «هشام قنديل» رئيس مجلس الوزراء، من أجل تنظيم حفلات أطلقت عليها حفلات «رد الجميل»، ودعوت لها عددًا كبيرًا من الفنانين، والهدف من هذه الحفلات هو تخصيص إيرادها من أجل خدمة المجتمع بأى شىء ممكن، فالفنان المصرى لن يتأخر عن خدمة بلده مصر التى أعطته النجومية. ولفت «درويش» إلى أنه قام من قبل بتقديم عدد كبير من الحفلات فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، من أجل جمع تبرعات ل«غزة»، ووصلت قيمة الأموال التى حصلت عليها «غزة» من هذه الحفلات إلى مليون و200 ألف دولار، وأكد «درويش» أن الفنان المصرى معروف بشخصيته المتميزة التى تفرض عليه أن يشارك فى أى عمل خيرى. ويرى الناقد «طارق الشناوى» أن هناك فرقًا كبيرًا بين الفنان المصرى، والفنان الأجنبى، وهو الالتزام، والإحساس بالمسئولية، فالفنان المصرى دائرته صغيرة لا تتجاوز حدود مكاسبه الشخصية، وتعتمد دائمًا على المصلحة الشخصية، وحتى لو قدم الفنان أى نوع من العمل الاجتماعى فيقدمه فقط من أجل المصلحة الذاتية، وتكون هى الهدف الأساسى من هذا العمل. وأشار إلى أن الدليل على صحة كلامه أن عددًا كبيرًا من الفنانين كانوا مع النظام السابق، وكانوا يؤيدونه من أجل مصلحتهم الشخصية، ومن أجل استمرار نجاحهم، والحفاظ على مكاسبهم، والبعض الآخر من الفنانين بعد الثورة أصبحوا يؤيدون الثورة، لكنهم أيضًا يؤيدونها من أجل مصلحتهم الشخصية؛ للحصول على قاعدة جماهيرية تضيف لهم ولرصيدهم الفنى. وقال الناقد «طارق الشناوى»: إن الفنان المصرى للأسف يعمل للمصلحة الشخصية، ولا يعمل وفقًا لقناعاته، فالنجوم فى مصر ينقصهم شيئًا مهمًا للغاية، وهو الخروج من دائرة المصالح الشخصية إلى دائرة الدور الاجتماعى الكونى، على حد تعبيره. ولفت «الشناوى» إلى أن معظم الفنانين فى مصر، وفى ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التى نعيش فيها، رفضوا تخفيض أجورهم ولو بنسبة بسيطة، واتجهوا للتليفزيون؛ لأنه أفيد لهم من الناحية المادية. وقال «الشناوى»: "فى النهاية وبكل أسف فإن المصلحة الشخصية هى العامل الأساسى عند الفنان المصرى، وليست مصلحة المجتمع الذى يعيش فيه، على عكس ما يحدث فى الخارج، حيث نرى أن كل فنان يبحث عن دور اجتماعى يفيد به الناس، حتى ولو كانوا من غير أبناء وطنه، مثلما تفعل «إنجلينا جولى» مثلًا".