«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يعقوب الشاروني رائد أدب الأطفال: الإعلام أصبح في شبه خصام مع أخبار الفعاليات الثقافية


* أطالب بعودة إنتاج وزارة الثقافة السينمائى
* على الأديب الذي يكتب للأطفال أن يتنبه إلى تأثير مشاهدة أفلام السينما على الأجيال الجديدة
* الإقبال على القراءة يزداد في مصر والعالم العربى حتى من يستخدمون الشاشات
* تركت هيئة قضايا الدولة لإيمانى وحبى لأدب الطفل
حمل يعقوب الشارونى عبء تنشأة الأطفال بتقديم ادب خاص لهم ليخرج جيلا من المثقفين الحقيقيين، وجعلها قضيته والهدف الذي سعى إليه على مدار ستين عاما من الكتابة للإطفال، ترك عملة كقاضى بهيئة قضايا الدولة والتحق بوزارة الثقافة من أجل ايمانه بقضية الطفل، على الرغم من حصوله على درجة ماجستير في الاقتصاد الا أنه لم يجد نفسة الا وسط الأطفال وقصصهم وأدبهم الذي اثرى به العالم العربى.
حصد العديد من الجوائز، منها، جائزة " الآفاق الجديدة " من معرض بولونيا الدولي لكتب الأطفال بإيطاليا في عام 2002 وهى جائزة تمنح لكتاب واحد على مستوى قارات آسيا وأمريكا الجنوبية وأفريقيا وأستراليا، وهى واحدة من أهم جائزتين يمنحهما المعرض سنويًّا على مستوى العالم، كما حصل كتابه " ليلة النار " على جائزة أفضل مؤلف للأطفال في العالم من المجلس العالمى لكُتب الأطفال بسويسرا عام 2016، بجانب العديد من الجوائز الأخرى.
يعقوب الشارونى رائد أدب الأطفال في مصر،،رغم خروجه على المعاش منذ سبعة وعشرين عامًا، الا أنه ما زال يعقد ندوته الشهرية بمركز توثيق بحوث أدب الأطفال التابع لدار الكتب المصرية، الأربعاء الثانى من كل شهر، لدعم كتاب ادب الأطفال في مصر.
"فيتو" حاورته حول رؤيته للواقع الثقافى في مصر والعالم العربى، وإلى التفاصيل :
* ما رأيك في الكتابات الموجهة للأطفال في مصر ؟
خلال العشرين سنة الأخيرة، حصل عدد كبير من الكُتَّاب المصريين على جوائز أدب الأطفال المصرية والعربية والعالمية، وهذا دليل على تميز عدد كبير من كتابات مُبدعى أدب الأطفال المُعاصرين في مصر، وقُدرة أعمالهم على المنافسة والفوز على مؤلفين من بقية أنحاء العالم العربى بل والعالم كله..
لكن يجب أن نذكر أيضًا أننا في مصر والعالم العربى في حاجة شديدة إلى حركة نقدية لتقييم وتقويم أدب الأطفال، ولتسليط الأضواء على الأعمال المتميزة، ولاكتشاف الموهوبين من بين الكُتَّاب الجُدد وتشجيعهم على الارتفاع بمستوى إبداعهم.
كذلك لابد من التوسع فيما يقوم به المركز القومى للترجمة في مصر، من ترجمات لأهم الدراسات النقدية والنظرية في مجال أدب الأطفال، كذلك التوسع في ترجمة روائع أدب الأطفال العالمى، مع إنشاء أقسام لدراسات أدب الأطفال ونقده، ضمن أقسام اللغة العربية في مُختلف كليات الآداب.
* كيف اختلف الطفل في القرن ( 21 ) وعصر التكنولوجيا ؟
الذي اختلف هو العالم المُحيط بالطفل، وبالتالى اختلفت المؤثرات التي تعمل على تشكيل اهتمامات وقُدرات الأطفال، مثلًا إذا كان " كامل كيلانى " قد بدأ كتاباته للأطفال عام 1927، فإنه حتى وفاته في عام 1959، كان تركيزه فيما يكتب على تأكيد القيم الأخلاقية والدينية والتربوية العامة، لكن في المرحلة التالية لكامل كيلانى، وفيما بين 1970 و1980، بدأ أدب الأطفال المصرى يهتم بكثير من القضايا والقيم المهمة جدًّا للتربية والتقدم، مثل الاهتمام بسلامة البيئة، والتنبيه إلى حقوق المرأة، والحرص على حقوق الطفل مثل الحق في التعلم واللعب والحق في إبداء الرأى والحق في بيئة تشجع على الإبداع، وأهمية المشاركة بين المُربى والطفل، وتنمية أساليب التفكير العلمى، وقبول الآخر.
بدأ الاهتمام بموضوعات مثل الفضاء والمستقبل، وبدأت تصدر دوائر المعارف للأطفال، من بينها دوائر تخصصت في موضوع مُعين مثل الحيوانات أو الاكتشافات العلمية أو التعرف على شعوب العالم.
وقد تعاون مع أدب الأطفال برامج التليفزيون التي تهتم بهذه الموضوعات،كما أنه عندما تغيرت أساليب تعامل الكبار مع الأطفال، واعتمدت على المشاركة والتفاعل، فقد أدى هذا لتغيرات كثيرة في شخصيات الأطفال وتعاملهم مع مجتمعاتهم..
كذلك أصبحنا نواجه عصر الصورة، نتيجة انتشار الوسائل المرئية من سينما وتليفزيون وفيديو وأجهزة محمول وألعاب كمبيوتر.
مع ملاحظة آثار السينما وألعاب الفيديو على القارئ الطفل، فعلى الأديب الذي يكتب للأطفال أن يتنبه إلى تأثير مشاهدة أفلام السينما على الأجيال الجديدة.
* كيف يمكن أن نقنع طفلًا بترك التليفون المحمول، والإمساك بالكتاب؟
الواقع يؤكد إن الإقبال على القراءة يزداد في مصر والعالم العربى، حتى من يستخدمون الشاشات، فعدد كبير منهم لم يكونوا قد اعتادواعلى قراءة أي شىء.
ففى عام 1977 قام فريق من هيئة الكتاب المصرية بنشر دراسة عن كتب الأطفال التي صدرت في مصر منذ عام 1928 إلى 1978، وقد تبين أنه تم إصدار ألف وثمانمائة كتاب في ( 50 ) سنة، أي نحو ( 36 ) كتابا كل عام. أما بعد عام 1980، فقد بدأ " المجلس المصرى لكتب الأطفال " يعمل على تنشيط قراءة الأطفال، من خلال " مهرجان القراءة للجميع " و" مكتبة الأسرة " و" اقرأ لطفلك و" اقرأ مع طفلك "، بجانب إنشاء المكتبات المتنقلة. عندئذ قفز عدد كتب الأطفال الصادرة سنويًّا في مصر إلى ( 700 ) ثم إلى ألف عنوان، فمن ( 36 ) كتابا سنويًّا قبل سنة 1980 إلى ( 700 ) أو ألف كتاب كل عام، وهذا بالنسبة للعالم العربى قفزة كبيرة، لكنه قليل بالنسبة لعدد الأطفال اليوم، ف 45 % من الشعب المصرى عمرهم تحت 18 عامًا.
ولكن الواقع يقول إن الكتابة على الشاشات ستغير كثيرًا من عناصر الكتابة : فهناك استخدام شائع على الشاشات للكتابة باللهجات العامية، واستخدام الاختصارات، وإهمال القواعد اللغوية، وإهمال علامات الترقيم - كما أن الكتابة على الشاشات تحاول أن تماثل الحديث المباشر وجهًا لوجه بما فيه من تعابير الصوت والوجه، وهناك كلمات جديدة ينحتها الجيل الجديد للتعبير عن أنفسهم - لكن كل هذا لا يزال في مرحلة التَّخَلُّق، ويحتاج إلى كثير من المتابعة والدراسة.
بدأت ثورة حقيقية في صناعة كتب صغار الأطفال، تهدف إلى إشراك أكبر عدد من حواس الطفل في التعامل مع الكتاب، وذلك كما تتعامل كل حواس الطفل مع اللعبة منذ الأيام الأولى لمجيئه إلى هذا العالم، وعلى وجه خاص حاسة اللمس التي يستخدمها صغار الأطفال على نطاق واسع، وهو أمر لا تتيحه لمعظم الحواس شاشات الكمبيوتر والوسائل الرقمية الأخرى.
وبذلك أصبح الكتاب أكثر جذبًا للطفل وأكثر قدرة على حفز الطفل على المشاركة والتفاعل، وتحول الكتاب إلى صديق نشأت بينه وبين الطفل علاقة حب جعلته منافسًا قويًّا للشاشة الإلكترونية، وهكذا تطورت صناعة كتب صغار الأطفال، ليصبح التركيز فيها على التجسيم والتحريك والأضواء والأصوات والملمس والرائحة، وذلك لإعطاء حواس الطفل دورًا رئيسيًّا في الحفز على حُب الكتاب.
وهناك كُتب تم إبداعها لتُناسِب أطفالًا لم يتعلّموا القراءة بعد. كُتب يقرؤها الأطفال، ليس بالكلمات، بل برؤية صفحاتها أو أجزاء منها تتجسّم وتتحرّك وتضىء، تختفى وتظهر، وباللمس بالأصابع، وبالاستماع إلى الموسيقى والأصوات والكلمات، بل وبالشم أيضًا، فبهذه الوسائل يُدرِك صغار الأطفال العالم، ويستطلعون، ويتعلّمون، ثم يُبْدِعون.
لكن هذه الثورة في القراءة بالحواس الخمس وفى التكنولوجيا الحديثة لإنتاج كتب صغار الأطفال، لم تصل منها إلا أصداء خافتة إلى العالم العربى، على الرغم من أنها أصبحت الوسيلة الأساسية لإنشاء علاقة حب بين أصغر الأطفال والكتب، وبالتالى أصبحت أهم مدخل لتنمية عادة القراءة لدى الأطفال،ولا يوجد الاالقليل النادر من هذه الكُتب باللغة العربية.
ومن أبرز وأحدث الأمثلة على مثل هذه الكُتب، والتي بدأت مُعظم دور نشر كُتب صغار الأطفال في تقديمها للأطفال في العالم، الكُتب القصصية التي تُقدِّم خلال النص، وبجوار الكلمات والأسماء، رسومًا تدل على كل شخصية. ويتكرّر الرسم كُلّما جاء في النص ذكر تلك الشخصية. وعندما يستمع الطفل إلى النص ويرى تلك الرسوم، فإنه يبحث فوق صندوق الموسيقى والأصوات المُثبّت إلى غُلاف الكتاب، إلى أن يتعرّف على الرسم الذي يدل على الشخصية التي جاء ذكرها في النص، فيضغط على ذلك الرسم، عندئذٍ يستمع إلى العلامة الصوتية أو الموسيقيّة التي تدل على تلك الشخصية.
* ما رأيك في وضع الثقافة في مصر؟
نعيش ثورة تكنولوجية هائلة، جعلت من الكمبيوتر والإنترنت أدوات تتفوّق على الذاكرة البشرية في حفظ المعلومات واسترجاعها،وتَرتَّبَ على هذا تغيير جذرى في أهداف التعليم.
لم يعد هدف المدرسة هو حفظ المزيد من المعلومات، ولم يعد الهدف من الامتحانات قياس مدى قُدرة الذاكرة البشرية على استرجاع هذه المعلومات، بل أصبح هدف التعليم والتَّعلُّم هو القُدرة على استخدام المعلومات على نحو إبداعى، بمعنى استخدام المعلومات التي أصبحت مُتاحة ومن السهل الحصول عليها، للوصول إلى تصوّرات مُبتكرة وأفكار جديدة، عن طريق قُدرات مُتعدّدة تُساعِد على تنمية العقل المُبدع الخلاّق.
إن ذاكرة الكمبيوتر والإنترنت يُمكِن أن تُعطينا النص الكامل لقصة أو رواية، أو تفاصيل كل الاكتشافات والاختراعات السابقة،لكن هذه الذاكرة الإلكترونية الحافلة بملايين مما أنتجه العقل البشرى، يستحيل أن تُؤلِّف قصة أو رواية أو مسرحية جديدة، ويستحيل أن تتوصّل إلى اختراع جديد، أو أن ترسم لوحة جديدة، أو تُؤلِّف قطعة موسيقية جديدة.
إن هذا الجديد لا يُمكِن أن يصدر إلا عن العقل البشرى، وأن التفكير الإبداعى تفكير غير تقليدى أو غير مألوف،لذلك فإن على المُجتمع أن يُدرِك أن تنمية الإبداع إنما تعمل، بفضل أنماط التفكير غير المألوفة، على الإسهام في تَقدُّم الجنس البشرى.
وهذا يتحقّق، مثلًا، عندما يتعلّم الطفل أن ينظر للأفكار بطريقة جديدة، بعيدًا عن الحُكم عليها بأنها صحيحة أو خاطئة - كذلك عندما يتدرّب على الابتعاد عن أساليب التفكير النمطية للوصول إلى تصوّرات وطُرق جديدة للتفكير - وتنمية التفكير النقدى - والتعرّف على الفكرة السائدة حتى يُمكِن التفكير فيها بطريقة أخرى - والقُدرة على تعريف ما يواجهنا من مشكلات -والقُدرة على ربط الأشياء المُتاحة بشكل مُنفصل، بهدف إنتاج شىء له قيمة أكبر من مجموع قيمة أجزائه - وضرورة تحديد الأهداف قبل البدء في تنفيذ الأعمال.
والسؤال الآن " هل يحقق الإبداع الثقافى : كتب ومجلات وشعر ومسرح ودراسات، هل يحقق هذه الأهداف التي أصبحت، عالميًّا "، الهدف من تربية عقل الطفل، وسلوكه ووجدانه، وقدرته على مواجهة المستقبل ؟
* في السنوات الأخيرة، هل تغير الاهتمام بالكتاب والكُتَّاب ؟
استمرار منح جوائز الدولة سنويًّا، مثل جائزة النيل والتقديرية والتفوق والتشجيعية، يؤكد استمرار الاهتمام بالمبدعين في مختلف مجالات الأدب، من شعر ورواية وقصة أغنية ودراسات، لكن يجب أن نذكر أن توقف المعرض الدولى لكتب الأطفال، بدأ عام 2009، كما أن توقف مهرجان سينما الأطفال، كان بسبب الرغبة في تحويل ميزانيته إلى إنتاج فيلم طويل للأطفال ( مع إختلافنا مع هذا الاقتراح، لأنه ليس هناك مبرر لتوقف نشاط ثقافى استمر 20 سنة بنجاح، لتنفيذ اقتراح لم ينفذ حتى الآن ).
أما عن مشروع مكتبة الأسرة، فهو ليس مشروعا فرديا، بل هو مشروع قومى، قامت على تنفيذه الهيئة المصرية العامة للكتاب التابعة لوزارة الثقافة، ولسبب الرئيسى في تقلص ما يقدمه هذا المشروع العظيم حاليًّا، هو توقف هذه الجهات عن تقديم الدعم الذي كانت تقدمه لمصلحة أجيال مصر، ولسنا ندرى لماذا أوقفت هذه الوزارات دعمها لمثل هذا المشروع الوطنى،والسبب الثانى في تراجع دور الكتاب، ما تعانيه المكتبات المدرسية من قلة اعتمادات شراء الكتب الجديدة
ومن المؤسف أن الإعلام قد أصبح في شبه خصام مع الأخبار المتعلقة بالفعاليات الثقافية، من ندوات ومؤتمرات وجوائز ودراسات جامعية بدرجات الامتياز عن رسائل للدكتوراه أو الماجستير حول مختلف القضايا الأدبية يقول الإعلاميون إن القارئ لم يعد يهتم بمثل هذه الأخبار، ومع أن هذا غير صحيح، فإن من واجب الإعلام، مقروء ومرئى ومسموع، أن يعيد الاهتمام المجتمعى إلى الاهتمام بالقراءة والكتاب، فهذا هو واجبه الأول نحو مستقبل مصر.
* كيف ترى قصور الثقافة الآن ووضعها ؟ ولماذا اختفى الاهتمام بها ؟
الهيئة العامة لقصور الثقافة من أهم هيئات وزارة الثقافة، وقد عملت مديرًا عامًا لها عدة سنوات عند نشأتها سنة 1967،وكان هدف الدكتور ثروت عكاشة، من إنشاء تصور الثقافة، هو نقل الثقافة من القاهرة إلى المحافظات، فتمت إقامة قصر ثقافة في عاصمة كل محافظة، يحتوى على قاعة مسرح وسينما تتسع في المتوسط لألف مشاهد، وقاعة لإقامة معارض الفنون التشكيلية، ومكتبة عامة، مع قاعات متعددة لنادي الأطفال ونادي المرأة وتدريبات الموسيقى ونشاط الرسم والتشكيل ثم بيوت الثقافة في مختلف مراكز كل محافظة.
وشارك في تنشيط قصور الثقافة عدد من أهم المثقفين والفنانين،لكن تغير قيادات هذا الجهاز، صاحبه ابتعاد عدد من كبار المبدعين عن التطوع لتحمل مسئوليات العمل الثقافى بين الجماهير في الأقاليم، وأصبح الترقى الوظيفى هو وسيلة اختيار قيادات العمل الثقافى خارج القاهرة.
ولا ننكر أنه لا زالت هناك بعض القيادات المثقفة الناجحة، فإذا لم نصل إلى اختيار أفضل العناصر المثقفة لتولى مسئولية قصور وبيوت الثقافة، فإن حال هذه القصور الحالى لن يتغير، وأقول عن تجربة حقيقية، إن ضعف الميزانيات لم يقف أبدًا حائلًا بين المسئول وبين نجاح العمل الثقافى، إن الاعتماد على اكتشاف الموهوبين في مختلف التخصصات، واتاحة الفرص أمامهم للمشاركة في العمل الثقافى كذلك التعاون مع مختلف الجهات في كل إقليم، يمكن أن يعوضا كل نقص في الميزانيات والإمكانيات المادية، لكن هذا لا ينفى أهمية الإمكانيات المادية، وتوافر ميزانيات معقولة.
* هل وجود وزارة الثقافة أثرى الحياة الثقافية في مصر أم أضر بها ؟
هل كان من الممكن – بغير وزارة الثقافة - إنشاء الهيئة العامة لقصور الثقافة، بما يتبعها من حولى ( 550 ) موقعا في مختلف محافظات وأنحاء مصر ؟ وعلى الرغم من تعثر العمل في بعض مواقعها، فقد ساهمت وتساهم كثيرًا في الحراك الثقافى في الأقاليم.
وإذا تذكرنا قيادة الهيئة المصرية العامة للكتاب لتنفيذ مشروع مكتبة الأسرة، تأكدنا أنه لولا وجود هذه الجهة التابعة لوزارة الثقافة، لما شهد هذا المشروع النور،ولولا وجود وزارة الثقافة، لما وجدنا المسرح القومى للأطفال والمسرح القومى للعرائس.
والآن ننادى بعودة إنتاج وزارة الثقافة السينمائى، لتغذية الحياة الثقافية بمستوى،إن المثقفين هم المسئولون عن ارتفاع مستوى المنتج الثقافى والفنى، أما دور وزارة الثقافة فهو تقدم الدعم للمثقفين والفنانين لتنظيم جهودهم، والارتفاع بمستوى إبداعهم، والعمل للوصول بإبداعهم إلى الجماهير في كل مكان.
*من هم أشهر كتاب الأطفال في الوقت الحالى،من وجهة نظرك؟
هناك الكثيرين ولكن من ابرزهم على ماهر والذي حصل على جائزة قطر لقصص الأطفال في عام 2002، وفريد محمد عوض، والدكتور المنسى قنديل، والكاتبة عفاف طوبالة والتي كانت تشغل منصب رئيس قناة الاسرة والطفل وتفرغت للكتابة فقط في الوقت الحالى.
*كيف ترى الكتابة الأدبية في الوقت الحالى، وما رأيك في أحمد مراد وزاب ثروت ؟
اطلعت على رواية الفيل الأزرق لأحمد مراد، وأرى أن هذا الجيل متأثر بالموجة العالمية للعنف في كل شيء والتي تظهر بوضوح في السينما، ففيلم أحمد السقا الأخير "هروب إضطرارى " حقق ما يقرب من 45 مليون جنيه، وهو يعتمد على العنف أو " الأكشن"، وهى حالة عامة ضاغطة على كل جوانب الحياة ومنها الأدب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.