الكل غاضبون ... كلهم قلقون ... ويتساءلون فى لهفة تصل الى درجة الجنون : غدا ... ماذا سيكون ؟؟؟ ويبدوانه بعد 30 عاما من السأم والضجروالمياه الراكدة والحياة التى تسير فى مصر بسرعة السلحفاة... اصبح هناك جديد كل يوم بل كل ساعة واصبحت سرعة الايقاع والحركة المجتمعية تفوق وبمراحل قدرة العسكر على الاستيعاب والتحليل ومن ثم رد الفعل ... ولا مجال هنا للحديث عن المبادرات فهى تتطلب مالا يملكه الجنرالات من خيال وتفكير خارج الصندوق .. ولذا فعندما تتفتق قريحتهم عن مبادرة تأتى من عينة رمى كوبونات الجوائز على الشعب الذى يظنون انه مازال عبدا لإحسان يأتى من باب القصر العالى !! ولكن هذه تختلف عن كل الليالى التى عاشتها مصر من قبل ... بل إنها تختلف كليا عن ليلة 25 يناير 2011. نعم نجحنا فى كسر حاجز الخوف الذى أذل أعناق الرجال لعقود طويلة ... ذهب الخوف بلا رجعة.. وارسلنا رسالة واضحة وبصوت نزعم انه وصل لجمال حمدان فى العالم الآخر بأنه مازال هناك من يستطيع ان يثور فى ارض طيبة الطيبة المتسامحة ... كابوس التوريث انتهى بلا رجعة .... وللعلم فهذا الحلم كان يشاركنا فيه العسكر ، ولكن بقلوبهم دون ان تبيح الصدور يوما بما فيها ... ودون ان تنطق الجوارح بما يسىء لا للابن ولا لأبيه بطبيعة الحال ... والمتمعن فى الاجراءات التى اتخذت فى الثلاثين يوما التالية ل 11 فبراير يتأكد ان المجلس العسكرى كان ينفذ مخططه هو والذى كان معدا فى حالة محاولة جمال مبارك الوصول الى كرسى الحكم ... فتم قطع كل اذرعه مباشرة بخطة وضح ان العسكر كانوا محتفظين بها فى جب عميق ... وتغيرت البلاد الى الابد .. بعد ان انكشف ايضا جزء من الستارة العازلة لمسرح الفساد ... فشهق الجمهور مصعوقا من فداحة ما رأوه من نهب منظم لوطن لم تصل الشبكة العامه للصرف الصحى إلا ل 46% من مساكنه .. واصبحت السرقة فى السنوات المقبلة عملية محفوفة بالمخاطر الهائلة .. فالصمت لم يعد فضيلة والمظلوم آن له ان يصرخ من ظلمه .. عرف الناس الطريق الى صندوق الانتخابات .. نعم لم يكن ممهدا ... ولكن المهم ان من تعود ان يأخذ حقه بصوته... لن يقبل البتة ان يقال له يوما : ارجع فنحن أعلم بمصلحتك على نفس الضفة يقف ايضا قطاع مشترك بين كل شعوب الارض – للأسف نسبتنا منه كبيرة - وهو الذى يرغب فى استقرار وهدوء يتيح له ان يسعى لرزقه تحت اى ظروف ... أنصاف الحلول ماشى ... ربع حل ونقلب ميضرش .... مفيش حاجة تحصل والظلم هوه هوه وإيه يعنى؟؟ ماإحنا كنا عايشين .... وتطلع روحك وترجع عشرات المرات وانت تحاول إقناعه بأن البؤس الذى يعيش فيه يعود الى السياسة اللى احنا مصدعينه بيها فيجيبك : كده رضا.. إحنا كنا فين! ويقف فى المنتصف قطاع متعاطف وفاهم وأحيانا مبتهل بالدعاء .. يريد ثمرة الثورة نعم ولكن من أماكنهم ... وبدون رغبة أو قدرة – من وجهة نظرهم – على دفع الثمن وبقى الثوار الحقيقيون يناضلون الى الآن ولكن بمتغيرين جديدين : زاد العدد وتضاعف مئات المرات مقارنة بالتاريخ ذاته من العام المنصرم ... ولكنهم اضحوا الآن يواجهون نظاما ما زال باقيا، وسياسيين انتهازيين وإعلاميين مغرضين وجيرانا متخوفين من أن تنطلق الثورة كالطاعون وبعضا من شعب استقر فى يقينه ان هؤلاء مخربون .. هذه هى الحال عشية ليلة 25 يناير 2012 مع تفصيلة صغيرة مازالت باقية لم تتحقق حتى الآن وهى لحسن الحظ - أو لسوئه مش عارف – الهدف الأسمى للثورة : العسكر مازالوا يحكمون ... والاولاد مازالوا يهتفون : يامصر إحنا حطيناكى فى دماغنا هتتغيرى يعنى هتتغيرى ... وحكم العسكر أبدا لن يكون ... لن يكون