سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موقع بحثي يستعرض تأثير أزمة قطر على استقرار وأمن دول أفريقيا.. انسحاب قوات حفظ السلام القطرية من الحدود بين جيبوتي وإريتريا يثير التكهنات.. جيبوتي تتهم أسمرا بالاحتلال.. والحل التوسط بين دول الخليج
ألقى قرار مصر ودول الخليج بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر أول الشهر الجاري بظلاله على نزاع إريتريا وجيبوتي على أراض بعد سحب قطر قواتها المسلحة المتمركزة على حدود الدولتين يوم 13 يونيو. وأوضح موقع "جلوبال ريسيرش" البحثي الكندي، في تقرير عن استقرار دول القرن الأفريقي بعد الأزمة الخليجية القطرية، أن الدوحة كانت وسيطًا بين جيبوتي وإريتريا بعد نزاعهما على جبل رأس دميرة وجزيرة على ساحل البحر الأحمر بالقرب من مضيق باب المندب، الممر الإستراتيجي للشحن. وتصادمت جيبوتي وإريتريا مرتين حتى الآن على المنطقة الحدودية، وفي يناير 1935، وقعت إيطاليا وفرنسا الاتفاقية الفرنسية الإيطالية التي فيها مُنحت أجزاء من أرض الصومال الفرنسي (جيبوتي) إلى إيطاليا إريتريا، إلا أن عدم إقرار البرلمانين الفرنسي والإيطالي لتلك الاتفاقية يضعها موضع التساؤل، خاصة وأنها تمنح أجزاءًا معتبرة من جيبوتي لإريتريا. وفي أبريل 1996 كاد البلدان أن يدخلا في حرب بعد أن اتهم مسئول جيبوتي إريتريا بقصف رأس دميرة. مؤامرة إسرائيلية هناك من ينظر إلى هذا النزاع باعتباره نزاعًا حدوديًا على رأس دميرة الإستراتيجي، بينما نظر إليه البعض بأنه يأتي في إطار السباق بين إريتريا وإثيوبيا للسيطرة على منطقة دميرة بكاملها أما جيبوتي فقد نسبت الأمر إلى مؤامرة إسرائيلية تهدف للسيطرة على باب المندب بواسطة إريتريا، وظلت الحكومة الإريترية صامتة إلى أن أعلنت في اجتماع مجلس الأمن بأن الأزمة اختلقتها إثيوبيا بمساندة من الإدارة الأمريكية وتولت جيبوتي تنفيذ المخطط دون أن يكون لها مصلحة في ذلك، ووصفت إريتريا جارتها جيبوتي بأنها حصان طروادة لتنفيذ المخططات الإثيوبية والأمريكية. وتمركزت القوات القطرية في المنطقة لمنع أي إمكانية محتملة لاستئناف الاشتباكات المسلحة التي اندلعت بين جيبوتي وإريتريا في الفترة من 10 إلى 13 يونيو عام 2008. وسحبت قطر قواتها التي تخدم كقوات حفظ سلام دون أي أسباب معلنة، ولكن تشير التكهنات بشأن التحركات القطرية إلى أن أزمة الدوحة مع دول الخليج ومصر هي سبب انسحاب القوات من رأس دميرة. وتدعم جيبوتي، والصومال، وإثيوبيا موقف السعودية والإمارات والبحرين ضد قطر ودعوا إلى محادثات لحل الخلافات بين دول مجلس التعاون الخليجي. وظلت جيبوتي- تسمح للإمارات والسعودية باستخدام مينائها في عصب لأغراض عسكرية مرتبطة بالحرب الجارية في اليمن- اتخاذ موقفًا حذرًا من الأزمة الخليجية القطرية، ولكن أشارت تقارير صحفية إلى دعم إريتريا موقف السعودية. اتهامات بالاحتلال واتهمت جيبوتي جارتها إريتريا يوم 16 يونيو باحتلال أراض متنازع عليها على الحدود بين البلدين بعد أن سحبت قطر قوات لحفظ السلام. وقال وزير الخارجية محمود علي يوسف إن الجيش في حالة تأهب وإنه قدم شكاوى للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي. وقال دبلوماسيون إن من المقرر أن يبحث مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الوضع في جلسة مغلقة. أمن القارة وأشار موقع جلوبال ريسيرش إلى أن التطورات في القرن الأفريقي هي استمرار للصراعات الناشئة عن الترسيم الحدودي الأوروبي بين الدول، مشددةً على أن الانقسامات الحالية بين الدول الخليجية حليفة الغرب، واعتماد الدول الأفريقية على العائدات الاقتصادية الناتجة عن استخدام أراضيها وممراتها والتي فرضت على الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي مثل الصومال وجيبوتي وإريتريتا إلى الوقوف ضد قطر لا تبشر بالخير للأمن القاري على المدى الطويل. وأبرز الموقع إثارة المصالح الأمنية والسياسية لدول الشرق الأوسط التي تعمل وفقًا لمصالح السياسة الخارجية الأمريكية قلق الاتحاد الأفريقي، ناصحًا دول القارة السمراء بالاهتمام بالأحداث الجارية بين دول مجلس التعاون الخليجي وحلفائهم بجانب السعي إلى حل هذه الصراعات بطريقة تحد من زعزعة استقرار دول أفريقيا.