العنترة نسبة إلى عنتر بن شداد الفارس القوى الذى يتفاخر به عرب الجزيرة أما البخترة فهى التكبر والاختيال وهى من أفعال مرسى المائة بل كانت أول أفعاله عندما مضى إلى ميدان التحرير متبخترا أى متكبرا ومختالا بين أنصاره من الجماعة حتى وصل إلى قمة البخترة بفتح جاكيت بدلة كان قد اشتراها لهذا الغرض خصيصا. ومن نقصدهم بالعنترة ليس بالطبع الشعب الليبى الذى ينتمى إليه البطل المغوار عمر المختار وإنما من يتعنترون هم هؤلاء القوم الذين جاءوا محمولين جوا على طائرات حلف الناتو وعلى ظهور دباباته وهم فى عنترتهم لم يمارسوها ضد عدو محتل أو غاشم قادم أو ضد إسرائيل لا سمح الله فقد أصبحت حبيبة مقربة من طرابلس ونن عين بسلامتهم حكام طرابلس الجدد. مارسوا عنتريتهم ضد مصريين عزل كل جريمتهم أنهم تصوروا لوهلة أنهم فى وطن عربى ولم يفهموا أن هناك من يحاول إلباسه ثوبا إفرنجيا ويسكنه لسانا أعجميا وينزعه من هويته نزعا. والغريب أن النظام المصرى المتبختر يتصرف حيال ما يحدث على حدودنا مع ليبيا التى كانت شقيقة خالصة حتى قبيل قيام ثورتها "الناتوية" نسبة إلى الناتو كما لو كان ما يحدث لا يخصنا خاصة أن النظام الليبى الجديد عقب ربيعه لم يفلح فى تقديم نفسه إلا بإثارة زوابع خريفية ضد العلاقات العربية - الليبية إذ إن الواقع يقول إن حدودنا مع ليبيا ظلت حتى رحيل القذافى أكثر الحدود أمانا بعد أن كانت مصدر عبث أيام الاحتلال الإيطالى الدموى لليبيا. ومن يتابع ما يحدث للمصريين فى ليبيا يدرك حجم الخطر القادم من دولة عربية شقيقة، فالمصريون يعذبون على أنغام الميليشيات وبطريقة بشعة فاقت كل التصورات غير أن الريس مرسى لا يتحرك ووزارة خارجيته محلك سر طالما أن من يعتدى عليهم ليسوا أعضاء فى جماعة الإخوان. ولعلنا نتذكر تلك الحركة السينمائية التى قام بها وزير الخارجية عندما استدعى السفير الإماراتى فى القاهرة ليسأله عن تطورات التحقيق مع الخلية الإخوانية المتهمة هناك بالتآمر على نظام الحكم.. ساعتها فرح المصريون توهما أن البلد بعد الثورة أدركت قيمة الإنسان ثم ما لبثت أن أيقنت أن الدولة المصرية الجديدة تعرف قدرك لو كنت عضوا من هؤلاء الذين بايعوا رجلا اسمه محمد بديع وهو الملقب بينهم بالمرشد على وزن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية وهو بينهم أهم من محمد مرسى رئيس مصر وهو أهم من مصر نفسها فهو بشهادة سابقه محمد مهدى عاكف يجلس على منصة ثمانين دولة ينتشر بها الإخوان فماذا تكون مصر بين هذا الحجم من دول العرب والعجم؟ وللتعرف على آخر ما وصل إليه الموقف على الحدود اتصلت بزميلتى منى عبدالوهاب التى وافتنى بتقرير مستفيض حول التحفز المصرى الليبى فكلا الطرفين يقف للآخر موقف العدو لا الصديق أو الأخ أو الشقيق.. الليبيون يعذبون المصريين ويطردونهم شر طردة على اعتبار أنهم ينتمون إلى دولة لا تعرف قدر أبنائها وعلى اعتبار أنهم أبناء البطة السوداء بينما الأشقاء فى ليبيا أبناء المعزة البيضاء وهناك فرق شاسع بين عالم البط وعالم المعيز!! يقول تقرير منى إن السلطات الجديدة فى ليبيا تتعامل مع المصريين باعتبارهم أعداء فبعد منع دخول المصريين إلا بتأشيرة دخول خرج أهالى مطروح وقطعوا الطريق أمام الشاحنات الليبية المتجهة إلى مصر والشاحنات المتجهة إلى ليبيا وهكذا أوقفوا التجارة بين البلدين لأول مرة منذ سنوات طويلة إذ كان الديكتاتور الليبى والديكتاتور المصرى فى ظل النظامين السابقين يحرصان على بناء علاقات وطيدة بين البلدين حتى جاء حكام يدينون بالولاء للغرب فى الشقيقة ليبيا وجاء آخرون يدينون بالولاء لجماعة شيطانية اسمها الإخوان فى مصر فقررا قطع العلاقات والتضحية بالشعبين والجنين حتى تعيش العنترة فى مواجهة البخترة. وقالت منى فى تقريرها إن الحدود المصرية الليبية يسكنها مواطنون محسوبون على البلدين لا يمكن لواحد أن يسلخهم من قبائلهم الممتدة والمتداخلة بين البلدين إلا الشديد القوى كما يقولون لكن يبدو أن ليبيا يحكمها الآن الشديد ومصر يحكمها القوى وبالتالى نجح الطرفان فى تعذيب المواطنين فى ليبيا وفى مصر. ولأن حكومتى البلدين لم تتحركا على اعتبار أن الموضوع لا يهمهما أو باعتباره يحدث فى بلاد الواق الواق فإن وفدين شعبيين التقيا فى مطروح ليبيا بقيادة عادل الفايدى ومصريا بقيادة العمدة أحمد طرام واتفقا على منح تأشيرة دخول للمصريين فى مطروح متعددة مدتها ستين يوما غير أن هذا الحل الانفصالى لم يرض أهالى مدينة السلوم فاعتصموا فى خيمة الكرامة بمنطقة الشبيكات معلنين رفضهم لإهانة المصريين فى ليبيا. الغريب أن شعب مطروح تحمل وحده عبء الدفاع عن حقوق المصريين فى ليبيا ووقف وقفة حاسمة ضد تهريب البضائع المصرية إلى ليبيا مؤكدا ضرورة فتح تحقيق عاجل لكل ملفات الانتهاكات ضد المصريين بينما انشغل الريس مرسى بمشروع النهضة الذى ينمو ويتوغل ويتوغل ويتوغل حتى وصل إلى السودان دون الوصول إلى منفذ السلوم !! ورغم أن ليبيا الجديدة تنذر بالخطر على مصر وتتحول شيئا فشىء إلى كيان عدوانى فإن صانع القرار المصرى "غرقان" فى عشق قطر وحب تركيا وطاعة أمريكا ويركع فى محراب صندوق النقد الدولى وكأن ليبيا التى ظلت شأنا مصريا كما كانت مصر شأنا ليبيا أصبحت الآن بعيدة عن حدودنا التى تتآكل فى حلايب وتنهش الآن فى منفذ السلوم ويهتك عرضها فى سيناء !!