زميلنا وأستاذنا العزيز محمد أمين يؤكد لنا – يومًا بعد الآخر – أنه واحد من أصحاب طريقة جديدة فى الكتابة، ولأنه – حتى وقتنا الحالى- لم يتح له وقته الضيق التفكير فى عنوان لتلك الطريقة، فإننا وبحكم "الزمالة" ندعوه لأن يطلق عليها – دون أدنى تردد، ووفقًا لأحداث سابقة وأخرى ستأتى حتمًا- طريقة "اضرب ولاقى". أما الدافع الذى جعلنا نقترح ونطالب زميلنا "أمين" بإطلاق هذا المصطلح على طريقته فى الكتابة، فيتمثل فى مقاله المنشور بالزميلة "المصرى اليوم" صباح السبت الماضى، والذى حمل عنوان "محاكمة قرن أم بقرون؟!"، وبعيدًا عن العنوان الذى يبدو أن صاحبه كتبه على عجل، فإن القراءة الأولية ستضع كل من كان له نصيب منها، فى "حيص بيص"، فالزميل العزيز كشف لنا أنه "مش عايش فى الدنيا"، بدليل تأكيده بأن غالبية المصريين لم يكونوا على دراية بموعد إعادة محاكمة الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، التى تمت بداية الأسبوع الجارى. مفاجأة "أمين" – مع حفظ الألقاب – التى لم يتفاجأ بها أحد غيره؛ لأن وسائل الإعلام ظلت قبل أيام من جلسة المحاكمة "تعيد وتزيد" فى السيناريوهات المتوقعة، وأتبعتها ليلا برامج ال"توك شو" فى طرح الرؤى المختلفة ليوم المحاكمة، ولكن يبدو أن زميلنا العزيز يطبق على نفسه – مقدمًا- خطة التقشف التى تنوى حكومة "قنديل" تطبيقها مقابل الحصول على قرض الصندوق، فامتنع "راضيًا مرضيا" عن شراء الصحف السيارة، ويبدو أيضا أنه الحى الذى يسكن فيه سيادته من الأحياء التى قررت حكومة "قنديل" أيضًا أن تحرمها من "نور الكهرباء" ليلا، فحرمته بالتبعية من متابعة البرامج الإخبارية الليلية، وإلا ما كان قد كتب ما كتب. أزمة "التقشف" التى يعانى منها زميلنا العزيز فى "كار الصحافة " كان ممكنًا أن نتركها تمر، مع تقديم نصائح له بكيفية تفاديها، لو أنه أوقعنا فى أمر آخر جعلنا هنا فى "الرأى وملعون أبو الرأى الآخر" نصرخ فيه: "ويحك يا رجل..هل أصبحت متحدثًا باسم الثوار.. وهل سنراك قريبًا ناطقًا رسميًّا باسم أحد الائتلافات التى من كثرتها تشابهت علينا أسماؤها؟، وذلك بعد أن قال ب" الفم المليان"، وأكد تأكيدًا قاطعًا لا رجعة أو تشكيكا فيه أن جموع ثوار "بر مصر" لا يمانعون فى الإفراج عن "مبارك" وإطلاق سراحه، ليس إلا – وفقًا لرواية أمين – أنه – أى مبارك- أصبح مثله مثل "مرسى"، الاثنان قتلا الثوار، وأن قضيتهم – الثوار طبعًا- أصبحت مع جماعة الإخوان المسلمين. "العفو عن مبارك" أمر أكده "امين " فى بداية المقال الذى جاء منتصفه ليزيد ارتباكنا ارتباكًا، فالرجل الذى تحدث بلسان الثوار فى الفقرة الأولى، هو ذاته الذى وجدناه متحدثًا رسميًّا باسم الذين يطلقون على أنفسهم "أبناء مبارك"، حيث قال: الحبس الاحتياطى فى حالة مبارك بلا معنى.. الرجل من جهة لا يستطيع الهرب ولا يريد.. من البداية قال إنه لن يغادر هذه الأرض.. قال: «عشت على أرضها، وحاربت من أجلها، وسوف أدفن فيها».. وبالفعل لا حاول الهرب ولا أراد.. لا فتح النار على الإخوان، ولا أرسل رسائل للشعب.. استسلم للمحاكمة، واستسلم للمرض.. لم يدافع عن نفسه، ولم يطلب العفو، ولا الصفح الرئاسى! وبعد حالة "الشيزوفرنيا" التى يعانى منها كاتبنا الفاضل، والتى لو أكملنا المقال ذاته لأصبنا بها، ننتظر منه خلال الأيام القليلة المقبلة أن يخرج بمقال من نوعية "أهلى وإن ضنوا عليا كرام"، يوجهها للشعب المصرى على لسان أشهر بلطجية مصر "نخنوخ" الذى يحاكم حاليا بتهم لا حصر لها، ومن المؤكد – وقتها- أن يتبعه بسلسلة مقالات تحت عنوان "بلادى وإن جارت عليا عزيزة"، وستكون مهداة من "خط الصعيد" "الحمبولى" لمصر التى تحاكمه فى دعاوى قضائية أقل حكم فى أصغرها سيجعله سجينًا لبقية سنوات عمره.