برر الرئيس السادات عدم شن الحرب علي اسرائيل عام 1971 بسبب الضباب. غطي بذلك علي تقاعس موسكو في تزويد مصر بالسلاح. تحول الضباب الي نكتة. ما نعيشه الآن من ضباب ليس نكتة. الطريق لم تعد واضحة رغم أنها بدت كذلك بعد 11 فبراير. المشهد في مجمله مرتبك أمنيا واقتصاديا وسياسيا وكأننا لا نزال نعيش في جلباب مبارك. الاستجابة لمطالب الشعب المعلنة والمعروفة منذ تنحي مبارك قليلة جدا ومتأخرة جدا. الرؤية السياسية مفتقرة في أمور عديدة مما يخلق مشاكل بدلا من أن يحلها. كريات الثلج تتدحرج وتكبر ربما بفعل فاعل. ترك الضباط المتهمين بقتل الثوار في ممارسة اعمالهم. عدم تخصيص دوائر لمحاكمة رموز العهد السابق في الاتهامات المختلفة الموجهة اليهم. المعاملة الخاصة التي يلقاها بعض المتهمين مثل العادلي في جلسات المحكمة. جعل أمين الشرطة محمد السني "يشيل الليلة" وكأنه المسئول عن قتل كل الشهداء. بقاؤه طليق السراح وكأن الداخلية لا تعرف له مكانا. تجاهل أوضاع أسر الشهداء. تحديد حد أدني للاجور أقل من المتوقع وعدم تحديد حد أعلي وهو الأهم. إدخال الناس في دوامة الدستور أولا أو الانتخابات أولا دون مبرر وكأن الهدف الهاءهم. طبيعة العلاقة بين المجلس الاعلي وبين رئيس الوزراء. هل يملك الاخير أن يقرر أم أنه مجرد منفذ لا يملك من أمر مجلسه شيئا. كثافة الضباب الذي نعيشه تحول دون الرؤية بالكامل وتجعلنا في حالة حيص بيص. في معاهدات بريطانيا مع مشيخات الخليج في القرن 19 نص علي أبدية التعاهد. الترجمة العربية تقول ان المعاهدات سارية " حتي يبيد التراب ويشيب الغراب". نرجو ألا ننتظر حتي ذلك الحين لكي ينقشع الضباب.