سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أمراء "آل سعود" يعلنون الحرب على شيوخ "الإخوان"فى المملكة.. اتهموهم بتنفيذ مخططات شيطانية والقفز على ثورات "الربيع العربى".. نجل الملك عبد الله يهاجم خلطهم الدين بالسياسة
لسنوات طويلة؛ ظلت العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجماعة الإخوان المسلمين علاقة قوية، وتحديداً منذ أكثر من 80 عاماً، وخاصة مع بدايات ظهور الجماعة في نهاية العشرينيات من القرن الماضي، والتي بلغت حد وجود قنوات اتصال مالية بين الملك عبد العزيز، مؤسس المملكة، وبين حسن البنا، مؤسس الجماعة، وهي القنوات التي تولى إدارتها الشيخ رشيد رضا، معلم البنا الأول، كخطوة على طريق تتويج الملك عبد العزيز خليفة للمسلمين، فضلاً عن أن السعودية في عهد الملك فيصل، فتحت أبوابها لاستضافة قيادات من الإخوان ، أثناء فترة حكم الرئيس السابق جمال عبد الناصر ، كما استضافت المرشد العام السابق للجماعة مأمون الهضيبي، . لكن يبدو أن علاقات الود بين الأسرة الحاكمة والإخوان تضيق في ظل سعي الجماعة لفرض نفوذها في منطقة الخليج في مرحلة ما بعد اندلاع ثورات الربيع العربي، وما تبعها من صعود الإخوان إلى السلطة في كل من مصر وتونس. حيث ذكرت جريدة العرب اللندنية ، والتي تصدر في بريطانيا، أن الحلقة المقربة من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بدأت توجه انتقادات حادة لمشايخ محسوبين على تيار الإخوان المسلمين في السعودية. وفي تحدٍ قوي دعا الأمير ممدوح بن عبد العزيز شقيق الملك ومستشاره، رجال الدين سلمان العودة ومحمد العريفي وناصر العمر وآخرين إلى مناظرته علنا. وطرح الأمير المقرب من الملك عبد الله عدة أسئلة تضمنت تحديه لرجال الدين بأن يعلنوا موقفا صريحا من ولاية الملك عبدالله شرعيا "ظاهرا وباطنا"، وأنهم لا يدينون لأحد آخر سرا أو جهرا بالولاية بدله، وأن يوضحوا في الوقت ذاته موقفهم من الراحلين حسن البناء مؤسس الجماعة وسيد قطب القيادي السابق بها. وطلب الأمير، الذي تولى إمارة منطقة تبوك المهمة شمال غرب السعودية، من رجال الدين أن يواجهوه إذا أرادوا في المحاكم، إن كان لهم حق عليه، ثم ابتهل إلى الله أن ينتقم منهم شر انتقام عاجلا غير آجل، وأن يفضح خططهم التي وصفها بالشيطانية وأن يشمل ذلك من يقف وراءهم ومعهم، وتحدى الأمير ممدوح رءوس الإخوان في السعودية أن يأتي حكم للبلاد يقيم دعوة التوحيد رغم كل خطبهم العديدة. وكان الأمير متعب بن عبد الله رئيس الحرس الوطني، وابن الملك، قد قال في حفل استقبال ضيوف مهرجان الجنادرية، إن السعودية ضد الإسلام السياسي ولا تسمح لتسييس الدين واستعماله أداة لتقويض المنجزات التي تحققت للشعب السعودي. يأتي تصريحا الأميرين ممدوح ومتعب بعد تصريحات مماثلة في موقع التواصل الاجتماعي تويتر للأمير عبد الرحمن بن مساعد بن عبد العزيز والتي اتهم فيها الإخوان باستغلال الدين للوصول إلى السلطة التي جاءت عبر تنسيق شامل مع أمريكا قاد إلى تفاهم كامل، ومصالح مشتركة بينهما سمحت للإخوان بالوصول إلى الحكم. وعرف عبد الرحمن بن مساعد بشعبيته بين أوساط الشباب بسبب انخراطه في المجال الرياضي "رئيس نادي الهلال السعودي"، وأضاف بن مساعد أن أمريكا تضع عناوين أخلاقية لما يحقق مصالحها، كالديمقراطية وحقوق الإنسان والأقليات. ولاقت تصريحات بن مساعد رواجا كبيرا بين الشباب، حيث أشار إلى أن فكرة الفوضى الخلاقة التي بدأ تنفيذها منذ فترة وانتهت ب "الربيع العربي"، أدّت إلى وصول الإخوان المسلمين إلى الحكم عبر صفقة واضحة ومستمرة. وأضاف أن "هذه الصفقة لم تتوقف وسياسة سقوط أحجار الدومينو تباعا تسير على قدم وساق، وأن من لا يرى ذلك فلديه مشكلة في الرؤية". وانتقد الأمير السعودي من يقول إن الإخوان هم من أشعل الربيع العربي قائلا: "إن الإخوان في ثورات الربيع لم يبدأوا بالتحرك بل ركبوا الموجة حين اشتدت، وانتهى الأمر إلى أنهم خطفوا الثورة من أصحابها وأقصوهم حين وصلوا إلى الحكم". وأوضح بن مساعد أن "الإخوان على مدى تاريخهم طلاب سلطة ويسعون للحكم، وليس في هذا مشكلة، المشكلة هي التشدق بالديمقراطية وهي عندهم وسيلة للوصول إلى حكم سرمدي". وبشأن معضلة الحكم الإسلامي قال بن مساعد: أنا مع الحكم الإسلامي ولكني لا أرى في وصول الإخوان المسلمين إلى الحكم أي خير، حكم المرشد لا يروقني في الإخوان وكذلك في إيران. وحول الانتقادات التي توجه من الإخوان لعلاقة السعودية بالولايات المتحدة، قال الأمير السعودي إن علاقة السعودية بالولايات المتحدة علاقة علنية ممتدة لثمانين عاما لا ينكرها أحد. وأضاف: بالمقابل انظر إلى خطاب الإخوان ورؤيتهم لأمريكا قبل الوصول إلى الحكم وكيفية تعاملهم وخطابهم بعده، قبله: كانت أمريكا العدو الأكبر واليهود أحفاد القردة والخنازير، واليوم بعد أن وصلوا إلى الحكم حين سُئلوا عن خطابهم السابق قالوا: هذا كلام مجتزأ من السياق ولا يعكس حقيقة موقفنا". وعلى الرغم من تصريحات الأميرين ممدوح ومتعب، وعبد الرحمن بن مساعد، وآخرين من العائلة المالكة في الرياض إلا أن الحكومة السعودية لم تضيق الخناق على زعماء الإخوان ونشاطهم داخل المملكة حيث يقيم العودة والعريفي والعمر ندوات ولقاءات تتضمن ترويجا لأفكار الإخوان. كما يسند ذلك مجاميع تتغلغل داخل قطاعات مختلفة في التعليم والإعلام، حيث يتم التركيز على الأخطاء التي تُنقص من هيبة الدولة ويتم طرح الفكر الإخواني بديلا لها. وقد بدأت خلايا إخوانية في مواقع التواصل الاجتماعي يقودها محسوبون على القاعدة سابقا، وممن قضت فترات في السجن ثم غيرت توجهها لتلحق بالإخوان حملات ضد الحرس الوطني وأمراء مهتمين بالثقافة والإصلاح الاجتماعي. من جهة أخرى، كان الأمير الوليد بن طلال قد حاول التملص من علاقته بالإخوان، وكانت جهات مختلفة قد انتقدته مرارا لاحتضان وسائل إعلام يملكها للفكر الإخواني وتعمل شخصيات محسوبة على الإخوان ضمن هذه الوسائل. وقال في تصريح لإحدى قنواته إنه يتعوذ من الإخوان، لكن مراقبين سعوديين هونوا من تصريحه وأشاروا إلى استمرارية استعانته بالإخوان لترويج اسمه ضمن سباق الكراسي داخل الأسرة الحاكمة. وكان الأمير الراحل نايف بن عبد العزيز، والذي تولى ولاية العهد ووزارة الداخلية، قد قال في تصريح شهير إن "القاعدة" خرجت من رحم الإخوان وإن الإخوان يسعون إلى انتزاع القيادة والحكم وإن بلاده أبعدت ناشطين منهم إلى بلدانهم بعد أن حاولوا النيل من السعودية. وتضمن تصريح الأمير نايف أن "الإخوان المسلمين" أضروا بأمتهم من خلال تسييس الإسلام لأهداف ذاتية. ووعد الأمير سعود الفيصل في تصريح سابق، بألا يتكرر ما حصل في الماضي حين استعانت السعودية بالإخوان في عهد والده فأساءوا لثقته حين تقلدوا المناصب الكبرى في التعليم وقطاعات أخرى مما جعلهم يؤثرون على الشباب السعودي سلبيا، وقال إن هذا خطأ لن يتكرر.