سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مبارك وسد النهضة «المخلوع بطل من ورق».. الرئيس الأسبق ترك أديس أبابا فريسة للاستثمارات الغربية.. محاولة الاغتيال تدفع الرئيس الأسبق للتخلي عن أمن مصر المائي.. واتفاقية عنتيبي صفعة للقاهرة
يقولون في الأمثال الشعبية «الكلام سهل»، إدعاء البطولة في متناول الجميع، الكلمات الرنانة لا تحتاج سوى من يجيد إلقاءها لتصنع بطلًا لا أحد يقف أمامه، تلك النظرية وعاها جيدًا بعض الساسة الذين حكموا الشعوب لسنوات طويلة، ومن هؤلاء الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك. وعلى مدار ثلاثة عقود هم سنوات حكم مبارك، كان يطبق تلك النظرية من خلال الحديث من منطق القوة وعدم قدرة أي فرد على الوقوف أمامه، رغم أن الحقيقة تشير إلى غير ذلك. وآخر تلك الأمثلة ما نشرته صفحة أنا آسف ياريس المقربة من «مبارك» على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» من تسجيل نسبته للرئيس الأسبق وهو يتحدث فيه عن سد النهضة، بالتزامن مع توجه وزير الخارجية سامح شكري، إلى أوغندا اليوم؛ للمشاركة في الاجتماعات الوزارية التحضيرية لقمة رؤساء دول حوض النيل. وقال الصوت المزعوم أنه مبارك، في التسجيل، إن إثيوبيا لم تجرؤ على فتح موضوع سد النهضة أثناء حكمه، مضيفًا: «عملوا اتفاقية عنتيبي روحت لافف على التلات دول عشان ما يمضوش فتقف فوقفت.. الدول اللي اتفقت معاها ما تمضيش مضت، كلمت روندا وبروندي وأوغندا التلاتة دول قالوا مش هانمضي». اقرأ..النيل يعلن غضبه على المصريين ب«الفيضان الناقص» وتابع: «راح لهم أبو الغار ومعاه وفد شعبي قعدوا الإثيوبون يخبطوا فيا جامد ومعاهم مصريون بيشتموا، شوف الوقاحة، أبو الغار قالهم بتشتموا في مبارك ليه؟ قالوا له في مدة حكمه ما قدرناش نفكر في السد دا خالص، كان مانعنا، كنا خايفين منه، وجاء في التسجيل المنسوب لمبارك قوله إنه كان يملك طائرة التوبوليف قائلًا «أقدر أضرب السد وأخلص عليه في طلعة واحدة، لكن هاتضرب سد دلوقتي تقع مع كل الأفارقة"، ويستكمل: "أول ما تنحيت، في أبريل 2011 ابتدوا، وحياتك هايبنوه». اتفاقية عنتيبي وبالعودة إلى تاريخ مبارك وبالحديث عن اتفاقية عنتيبي التي ذكرها كدلالة على الانتصار نجد أن تلك الاتفاقية التي تم توقيعها في العاصمة الأوغندية في عام 2010 لإعادة توزيع حصص مياه النيل بين الدول دون النظر إلى أي حصة تاريخية، هي أخطر الصفعات التي تلقتها القاهرة في عصر الرئيس المخلوع. ومنذ توقيع اتفاقية المياه التي منحت مصر 51% من حصة نهر النيل في عام 1959 وحتى 2010 استطاعت القاهرة الحفاظ على نصيبها في النهر الخالد، ورغم توتر العلاقات في بعض الأحيان بين القاهرةوأديس أبابا في عصر السادات إلا إنها لم تستطع القيام بتلك الخطوة إلى في نهاية عصر المخلوع. اقرأ ايضًا..وزير الخارجية يرتب أوراق «عنتيبى» مع الخرطوم واعتبر مراقبون تلك الخطوة دلالة واضحة على تراجع دور مصر الإقليمي، خاصة أن إثيوبيا استطاعت إقناع 4 دول على التوقيع على تلك الاتفاقية، أما زعم مبارك بأنه استطاع أن يقنع 3 دول بعدم التوقيع على الاتفاقية فهو لا يعد انتصارًا إذ إن الاتفاقية تضر السودان كما تضر مصر، أما الكونغو الرافضة للاتفاقية فتعود أسبابها لعلاقتها المتوترة مع أديس أبابا. سيطرة غربية على منابع نهر النيل حتى عصر الرئيس جمال عبد الناصر كانت العلاقات بين مصر وإثيوبيا جيدة، والسيادة المصرية واضحة وهو ما تمثل في اتفاقية حصلت مصر بموجبها على 51% من مياه نهر النيل إذ إن باقي دول حوض النيل لديها موارد مائية أخرى. بمجيء الرئيس السادات تغيرت المعادلة بين حكم شيوعي في أديس أبابا وحكم مصري يرى أن 99% من أوراق اللعبة في يد الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبدا الجفاء في علاقة البلدين. شاهد..إثيوبيا تكتب شهادة وفاة الدراسات الفنيَّة لمفاوضات سد النهضة لم يكن الرئيس المخلوع مبارك بأحسن حالًا من ذلك إذ إنه لم يعمل على تحسين العلاقات باعتبار إثيوبيا أمن قومي، وتركها فريسة للغرب خاصة بعد محاولة اغتياله في عام 1995، ما جعل إثيوبيا أرضا خصبة للاستثمارات الإسرائيلية والأمريكية وبعض الأنظمة العربية التي كانت وراء بناء سد النهضة وأصبحت المتحكم الوحيد الآن في هذا الملف الخطير.