قال الدكتور حازم الكريتي، الباحث الأثري ومفتش آثار بمنطقة سقارة، إن الزئبق الأحمر هو مادة ذات كثافة عالية حمراء اللون دارت حولها الكثير من الشائعات التي تحدثت عن إمكانيات خيالية لهذه المادة التي تحقق المستحيل. وأضاف الكريتي، في تصريحات خاصة ل"فيتو"، أنه ترددت بعض الأقاويل عن الزئبق الأحمر إنه يشفي من جميع الأمراض بما فيها مرض السرطان كما قيل أيضا أنه يستخدم في تحضير الجن وحرق الشياطين وفتح المقابر الفرعونية وقتل الرصد، بل أنه قد وصلت قدرات هذه المادة إلى أنها دخلت في صناعة أقوى الأسلحة الحديثة كما دخلت في صناعة القنابل الذرية والنووية والهيدروجينية. وعن سعر الماده أوضح الكريتى، أن الجرام منها يباع بنحو مليون دولار وقيل إن أحد الأثرياء العرب اشترى زجاجة صغيرة مليئة بالزئبق الأحمر بمبلغ 12 مليون دولار، وإن مادة الزئبق الأحمر توجد في المومياوات الفرعونية القديمة وخصوصا المومياوات الملكية بمنطقة الحنجرة أو العينين. وقيل أيضا إن هذه المادة غير موجودة على الإطلاق وإنها ضرب من الخيال، إلا أن الاتحاد السوفيتي أكد أنه قام بتصنيع هذه المادة منذ سنة 1962 وأنه استخدمها في صناعة المفاعلات النووية التي كانت توجد بها هذه المادة بوفرة وبعد تقسيم الاتحاد السوفيتي تم تهريب هذه المادة إلى عدد من الدول وتم بيعها بمبالغ خيالية ليعاد استخدامها في علاج الكثير من الأمراض والكشف عن الكنوز وحرق الرصد الذي كان يحرس المقابر وهو من الجن ذو العمر الطويل والقدرة على التشكل بالإضافة إلى الاستخدامات العسكرية في صناعة القنابل الفتاكة بكافة أنواعها والتي تتميز بقدرة تدمير فائقة. وأوضح الكريتي، أن قصة الزئبق الأحمر بدأت في الأربعينات عندما تم اكتشاف زجاجة في مقبرة القائد "آمون تف نخت" وهو أحد كبار قادة الجيش المصري في الأسرة 27 والذي من المحتمل أنه القائد الذي دافع عن مصر أمام قوة الفرس آنذاك والذي يقال بأنه تم تحنيطه داخل التابوت نتيجة اضطراب سياسي ومجتمعي آنذاك، والمهم في هذا التابوت أن الأثري المصري زكي سعد اكتشف زجاجة بداخلها سائل ذو لون بني يميل إلى الاحمرار لزج ومازال هذا السائل محفوظًا في زجاجة تحمل ختم شعار الحكومة المصرية وتوجد الآن في متحف الأقصر حتى الآن. وتعتبر هذه الزجاجة السبب الرئيسي في انتشار كل ما يشاع عما يسمى بالزئبق الأحمر أو الزئبق الفرعوني ومن المعروف بأن مقبرة القائد (آمون تف نخت) كانت سليمة ولم تمس على الإطلاق منذ الدفن حتى تم فتح هذه المقبرة واكتشاف هذه الزجاجة وهذا السائل اللزج بها والذي يميل إلى الحمرة وانتهى الأمر عند هذا الحد مع الحديث الأثري حول هذا السائل العجيب اللزج ثم في فترة الستينات ولأمر ما قام الباحثون الروس آنذاك في دراسة هذا السائل وهذا من مواثيق مصلحة الآثار المصرية وتم بحث هذا السائل وتبين أنه بقايا المواد التي استخدمت في تحنيط القائد العظيم (آمون تف نخت) حتى قام الرئيس جمال عبد الناصر بغلق الموضوع وحفظ هذه الزجاجة ووضعها في متحف الأقصر حتى الآن. وتابع الكريتي، مهما قيل أو ما يقال عن الزئبق الأحمر وعلاقته بالمصري القديم أو المومياوات الملكية فإنه حتى يومنا هذا لم يكتشف على الإطلاق مع أي مومياء هذه المادة التي تسمى بالزئبق ولن نكتشف أيضًا ذلك في يوم من الأيام لأنه وهم وسراب وبعيدًا جدًا عن الحقيقة.