انتشرت بصورة كبيرة أكذوبة الزئبق الاحمر والاسود بين علم الكيمياء وعالم السحر والشعوذة ومنقبي الآثار خاصة فى المقابر الفرعونية بالاقصر، ما بين مصدق ومكذب لها. ويقول الدكتور نزيه سليمان الباحث الاثري فى علم المصريات ان وهم واسطورة الزبئق الاحمر والاسود كلها اكاذيب لا اساس لها من الصحة، ولا وجود لها على الاطلاق لاكميائيا ولا روحانيا كما يدعي البعض، وبالنظر الى الزئبق كمادة نجد فيه الخصائص التاليه الزئبق عنصر كميائي رمزه Hg وعدده الزري 80، لونه فضي، كثافته (13.54 غ/سم3)، يتجمد عند (-38.9 درجه مئوية)، ويغلي عند (356.9 درجة مئوية)، مما يجعله مستحيل لاندماج مع اي لون اخر تحت اي ظروف كميائية، بينما درجة حرارة الصفر المطلق هي(-273.16 درجة مئوية) وهي درجة الحرارة التي تتوقف عندها حركة الجزيئات، وبذلك يصعب تلوينه او اندماجه باي لون. واضاف انه حتى الآن، لم يكتشف العلماء أن جسم الإنسان يحتاج لأي كمية من الزئبق, بل بالعكس فهو شديد السمية ويتراكم في الدماغ حيث قد يتسبب في تدمير الجهاز العصبي، لذلك ينصح بتجنب ملامسة الزئبق وحمله في اليد وكذلك ينصح بتجنب الاقتراب منه لتفادي استنشاق بخار الزئبق حيث أنه سريع التبخر، ويقدر نصف العمر للزئبق في الدماغ ب 230 يوم وفي بقية الجسم 70 يوما ، فهو مسمم للمياه وقاتل للكائنات الحياة، ويحضر الزئبق بواسطة تسخين كبريتيد الزئبق (HgS) في الهواء ثم تكثيف البخار الناتج واشار انه بدء الوهم بالزبئق الاحمر في مقبرة " آمون.تف.نخت "(الاسره 27) في اوائل اللاربعينيات من القرن الماضي يكتشف العالم زكي سعد سائل ذي لون بني يميل إلى الاحمرار أسفل مومياء " آمون.تف.نخت " ، ولا يزال هذا السائل محفوظاً في زجاجة تحمل خاتم وشعار الحكومة المصرية ، وتوجد داخل متحف التحنيط في مدينة الأقصر . وأضاف "تعتبر هذه الزجاجة السبب الرئيسي في انتشار كل ما يشاع عن ما يسمى بالزئبق الأحمر المصري، وهذه المقبرة قد وجدت بحالتها ولم تفتح منذ تم دفنها، وعندما تم فتح التابوت الخاص بالمومياء الخاص ب "آمون.تف.نخت" وجد بجوارها سائل به بعض المواد المستخدمة في عملية التحنيط وهي عبارة عن (ملح نطرون، ونشارة خشب، وراتنج صمغي، ودهون عطرية ، ولفائف كتانية، وترينتينا)، ونتيجة إحكام غلق التابوت على الجسد والمواد المذكورة، حدثت عملية تفاعل بين مواد التحنيط الجافة والجسد، أنتجت هذا السائل الذي وضع في هذه الزجاجة، وبتحليله وجد أنه يحتوي على (90،86 %) سوائل آدمية (ماء، دم أملاح، أنسجة رقيقة) و(7،36 %) أملاح معدنية (ملح النطرون) و(0،12 %) محلول صابوني و(0،01 % ) أحماض أمينية، و(1،65 %) مواد التحنيط (راتنج، صمغ + مادة بروتينية)". وأوضح أنه تم فعلا تحليل هذه القارورة واتضح أن ما بها في معظمه دماء باقية من اثر التحنيط مخلوطة بمواد التحنيط المختلفة والراتنج وعلى مر الزمن اكتسبت هذا اللون وانتهت قصة القارورة علميا، ولكن بقيت الاكذوبة التي يروج لها البعض بدون علم او دليل.