لأول مرة منذ ما يقرب من 500 عام، تستقبل محافظة الدقهلية شهر رمضان دون أن يسمع الصائمون مدفع رمضان قبل تناول الإفطار والسحور. وأصبح غياب المدفع حديث الساعة، وآثار جدلًا بين المواطنين، متسائلين عن سبب ذلك، وأكد بعضهم أن المدفع قد يكون بحاجة إلى صيانة أو لم تتوافر القذائف الخاصة به. وأكد مصدر أمني على عدم خروج مدفع الإفطار من مقره بإدارة المسطحات المائية التي اختصت كل عام بتولي مهمة المدفع في رمضان؛ لعدم توافر ذخيرة. المدفع يستخدم كأسلوب إعلان عن موعد الإفطار وإخبار العامة عن هذا الموعد، وهو تقليد متبع في العديد من الدول الإسلامية بحيث يقوم جيش البلد بإطلاق قذيفة مدفعية صوتية لحظة مغيب الشمس، معلنًا فك الصوم خلال شهر رمضان. وهناك رواية تفيد بأن ظهور المدفع جاء عن طريق الصدفة، فلم تكن هناك نية مبيتة لاستخدامه لهذا الغرض على الإطلاق، حيث كان بعض الجنود في عهد الخديوي إسماعيل يقومون بتنظيف أحد المدافع، فانطلقت منه قذيفة دوت في سماء القاهرة، وتصادف أن كان ذلك وقت أذان المغرب في أحد أيام رمضان، فظن الناس أن الحكومة اتبعت تقليدًا جديدًا للإعلان عن موعد الإفطار، وصاروا يتحدثون بذلك، وقد علمت الحاجة فاطمة ابنة الخديوي إسماعيل بما حدث، فأعجبتها الفكرة، وأصدرت فرمانًا يفيد باستخدام هذا المدفع عند الإفطار والإمساك وفى الأعياد الرسمية. وهكذا استمر مدفع الإفطار عنصرًا أساسيًا في حياة المصريين الرمضانية، حتى أنهم يستمعون إليه يوميًا عبر أثير الإذاعة المصرية والتليفزيون.