طه حسين.. قائد النهضة الأدبية في العالم العربى إحسان أوغلو.. رائد التقريب بين الحضارات أحمد لطفى السيد.. من أبرز المنادين بتعليم المرأة عمر مكرم.. قاهر الاحتلال الفرنسى محمد عبده.. رائد التجديد في العصر الحديث الحرية والإخاء والمساواة «أبرز مبادئ رفاعة الطهطاوي» سعد زغلول.. زعيم ثورة 1919 ومؤسس حزب الوفد وزارة الطاقة الأمريكية تسير على خطة عالم الفيزياء عبد المنعم الجناينى واجه الأزهر خلال الفترة الأخيرة هجمة شرسة وسط اتهامات له بنشر التطرف والإرهاب، وعلى الرغم من ذلك خرج في الأزهر العديد من العلماء والأدباء والسياسيين الذين حملوا على عاتقهم نشر الفكر التنويرى في مصر خاصة والعالم الإسلامى عامة، الأمر الذي يؤكد أن الأزهر قلعة الإسلام الوسطى ومنارة العلم في العالم ولو كانت مناهج الأزهر تغرس التطرف في عقول وأفئدة الدارسين ما عرف العالم تلك المجموعة من الأعلام الأفذاذ.. محمد عبده.. الفقيه المجدد من هؤلاء العلماء الذين تخرجوا في الأزهر الفقيه المجدد محمد عبده الذي يعد واحدًا من أبرز المجددين في الفقه الإسلامى في العصر الحديث، وأحد دعاة الإصلاح وأعلام النهضة العربية الإسلامية الحديثة. التحق محمد عبده بالأزهر في 1866م، وفى سنة 1877م حصل على الشهادة العالمية، وأسهم بعلمه ووعيه واجتهاده في تحرير العقل العربى من الجمود الذي أصابه لعدة قرون، كما شارك في إيقاظ وعى الأمة نحو التحرر، وبعث الوطنية، وإحياء الاجتهاد الفقهى لمواكبة التطورات السريعة في العلم، ومسايرة حركة المجتمع، وتطوره في مختلف النواحى السياسية والاقتصادية والثقافية، وقد تأثر به العديد من رواد النهضة مثل عبد الحميد بن باديس ومحمد رشيد رضا وعبد الرحمن الكواكبي، وينظر إلى الإمام محمد عبده دائمًا بأحد أبرز المجددين في الخطاب الدينى. رفاعة الطهطاوى أحد فرسان النهضة ومن نوابغ الأزهر رفاعة رافع الطهطاوى الذي يُعد أحد رواد الفكر التنويرى في مصر بعد فترة من الاضمحلال الفكرى التي عاشتها البلاد ووصلت إلى ذروات من الجمود الفكرى بشكل خاص في العصور المملوكية والعثمانية في مصر، مما أثر سلبا وبقوة في الفكر في مصر. التحق رفاعة وهو في السادسة عشرة من عمره بالأزهر في عام 1817 وشملت دراسته في الأزهر الحديث والفقه والتفسير والنحو والصرف، وغير ذلك. كان لاتصال الطهطاوى بالفكر المستنير أثر بالغ الأهمية في التواصل العلمى والفكرى بين مصر وبين الفكر والعلم في الكثير من الدول في العالم وحركة الترجمة فيما بعد. وإبان إرسال محمد على باشا البعثة العلمية إلى فرنسا، ابتكر الطهطاوى لنفسه دورا آخر في الحياة العلمية والفكرية في مصر فيما بعد والتي تمثلت في إنشاء مدرسة الألسن، والتفاعل مع الفكر المتطور المتنامى في فرنسا اجتماعيا وخاصة فيما بعد الثورة الفرنسية وما حملته من أفكار الدولة المدنية الحديثة والقائمة على المشاركة المجتمعية والشعبية في الإدارة والحكم، وهى أحد أبرز إسهامات المفكر جان جاك روسو والمعروفة بنظرية العقد الاجتماعى وغيره من المفكرين الذين كان لهم الإسهامات الكبيرة في الفكر الذي قامت عليه الدول الحديثة في العالم. كان للطهطاوى دور كبير في النهضة الفكرية التي عاشتها مصر في عهد محمد على باشا والذي يعتبره البعض بانى مصر الحديثة، كما كان من أهم الدعائم الفكرية التي قامت عليها النهضة التي إرادةا محمد على باشا في مصر، فدور الطهطاوى في حركة الترجمة وإنشاء مدرسة الألسن كان له الأثر المهم في نمو التطوير العلمى والثقافى مصر من خلال الاطلاع على ما وصلت إليه العلوم والثقافات المختلفة. لم يقف دور الطهطاوى على الترجمة والنقل فقط للعلوم والفنون الفكرية المختلفة، وإنما كانت له العديد من الإسهامات الفكرية والإبداعية أيضًا وفى مقدمتها مؤلفه الشهير "تخليص الإبريز في تلخيص باريز". سعد زغلول رئيس الحكومة كما درس في الأزهر صاحب الفكر المستنير الزعيم والقائد الثورى سعد زغلول، أحد الزعماء المصريين التاريخيين والذي شغل منصب رئاسة الوزراء ومنصب رئيس مجلس الأمة. تلقى سعد تعليمه في الكتاب ثم التحق بالأزهر عام 1873 وتعلم على يد السيد جمال الدين الأفغانى والشيخ محمد عبده والتف مثل الكثير من زملائه حول جمال الدين الأفغانى وانضم سعد زغلول إلى الجناح السياسي لفئة المنار، التي كانت تضم أزهريين وأدباء وسياسيين ومصلحين اجتماعيين ومدافعين عن الدين، واشترك في الحملة العامة لإنشاء الجامعة المصرية، وكان من المدافعين عن قاسم أمين وكتابه "تحرير المرأة" وفى عام 1906 تم تعيينه ناظرًا للمعارف ثم عين في عام 1910 ناظرا للحقانية. في عام 1907 كان سعد أحد المساهمين في وضع حجر الأساس لإنشاء الجامعة المصرية مع كل من: محمد عبده، ومحمد فريد، وقاسم أمين وتم إنشاء الجامعة في قصر جناكليس (الجامعة الأمريكية حاليا) وتم تعيين أحمد لطفى السيد كأول رئيس لها. وأسهم سعد أيضا في تأسيس النادي الأهلي عام 1907 وتولى رئاسته في 18 يوليو 1907 م، وأصبح سعد نائبًا عن دائرتين من دوائر القاهرة، ثم فاز بمنصب الوكيل المنتخب للجمعية وبعد الحرب العالمية الأولى تزعم المعارضة في الجمعية التشريعية التي شكلت نواة جماعة الوفد فيما بعد وطالبت بالاستقلال وإلغاء الحماية. وتسبب غياب زغلول في الاضطرابات في مصر، وأدى ذلك في نهاية المطاف إلى اندلاع الثورة المصرية في عام 1919، ولدى عودته من المنفى، قاد زغلول القوى الوطنية المصرية، حتى إجراء الانتخابات في 12 يناير 1924، حيث أدت إلى فوز حزب الوفد بأغلبية ساحقة، وبعد ذلك بأسبوعين، شكلت الحكومة الوفدية برئاسة سعد زغلول. أحمد لطفى السيد أفلاطون الأدب العربى كما تخرج في الأزهر الشريف المفكر والفيلسوف أحمد لطفى السيد، الذي وصف بأنه رائد من رواد حركة النهضة والتنوير في مصر، كما وصفه عباس العقاد "بأنه بحق أفلاطون الأدب العربي"، وأطلق عليه لقب أستاذ الجيل وأبو الليبرالية المصرية. درس لطفى السيد في الأزهر وتخرج في مدرسة الحقوق سنة 1894، وتعرف أثناء دراسته على الإمام محمد عبده وتأثر بأفكاره، كما تأثر بملازمة جمال الدين الأفغانى مدة في إسطنبول. عمل السيد وزيرا للمعارف ثم وزيرا للخارجية ثم نائبا لرئيس الوزراء في وزارة إسماعيل صدقى ونائبا في مجلس الشيوخ المصري، ورئيسا لمجمع اللغة العربية. وحسب كتاب "أعلام مجمع اللغة العربية" لمحمد الحسينى ففى أثناء عمل لطفى السيد رئيسًا للمجمع عرض عليه الضباط الأحرار في ثورة 23 يوليو 1952 أن يصبح رئيسا لمصر لكنه رفض، كما عمل رئيسا لدار الكتب المصرية، ومديرا للجامعة المصرية، كما أسس عددا من المجامع اللغوية والجمعيات العلمية. كان السيد وراء حملة التبرعات الخاصة بإنشاء أول جامعة أهلية في مصر العام 1908 "الجامعة المصرية"، والتي تحولت في 1928 إلى جامعة حكومية تحت اسم جامعة فؤاد الأول "جامعة القاهرة فيما بعد". تبنى المفهوم الليبرالى للحرية في أوروبا خلال القرن التاسع عشر مناديا بتمتع الفرد بقدر كبير من الحرية وبغياب رقابة الدولة على المجتمع، ومشددا على ضرورة أن يكون الحكم قائما على أساس التعاقد الحر بين الناس والحكام. وهو صاحب المقولة الشهيرة "الاختلاف في الرأى لا يفسد للود قضية"، ونادي بتحديد مفهوم للشخصية المصرية رافضا ربط مصر بالعالم العربى أو تركيا أو العالم الإسلامى سياسيا، ويربط بين الجنسية والمنفعة، وكان أهم ما طرحه في هذا الشأن الدعوة إلى القومية المصرية كأساس لانتماء المصريين، كما نادي بتعليم المرأة، وتخرجت في عهد رئاسته للجامعة أول دفعة من الطالبات عام 1932. وطالب باستقلال الجامعات، وقدم استقالته حين تم إقصاء طه حسين عن الجامعة سنة 1932، كما قدم استقالته مرة أخرى حين اقتحمت الشرطة حرم الجامعة عام 1937، وكان ضد إنشاء المدارس الدينية سواء إسلامية أو إرساليات مسيحية إضافة لرفضه إنشاء المدارس الأجنبية في مصر. ودعا إلى استعمال اللغة العامية المصرية بدلا من العربية الفصحى، ودعا أيضا إلى دراسة الفلسفات اليونانية، والاقتباس منها، وتشجيع تلامذته على ذلك، كما ترجم بعض كتب أرسطو إلى العربية. وأسس حزب الأمة المصرى صاحب شعار مصر للمصريين في ديسمبر 1907، كان هدف الحزب الرئيسى هو "المطالبة بالاستقلال التام والدستور"، ويعتبر من رواد الليبرالية المصرية، وهو من مؤسسى مجمع اللغة العربية بالقاهرة. أكمل الدين إحسان أوغلو.. علا أردوغان الأول وكما أن للأزهر فضلا على المصريين فله أيضًا الفضل على الأجانب مثل البروفيسور التركى أكمل الدين إحسان أوغلو، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى السابق، العدو الأبرز للرئيس التركى رجب طيب أردوغان. ولد أوغلو في القاهرة في 26 ديسمبر 1943، ودرس في الأزهر لكنه حصل على بكالوريوس العلوم في 1966 ودرجة الماجستير في الكيمياء سنة 1970 من جامعة عين شمس في القاهرة، وبعد إكمال دراسة الدكتوراه في جامعة أنقرة في تركيا سنة 1974، أجرى بحثه لما بعد الدكتوراه في الفترة من 1975 إلى 1977 بصفة زميل أبحاث في جامعة إكستر في المملكة المتحدة. وعمل أوغلو عضوا في هيئة التدريس في عدد من كليات العلوم ثم أصبح أول بروفيسور والرئيس المؤسس لشعبة تاريخ العلوم في جامعة إسطنبول، وهو كذلك الرئيس المؤسس للجمعية التركية لتاريخ العلوم ومؤسسة وقف إيسار، كما عمل رئيسا للاتحاد الدولى لتاريخ العلوم وفلسفتها بين سنتى 2001 و2005. واقترح في مناسبات سابقة مختلفة تدابير لتعزيز السلم العالمى وتحقيق التضامن بين أعضاء الأمة الإسلامية قاطبة، واتخذ خطوات جادة ليجعل من منظمة التعاون الإسلامى منظمة فعالة. وأشاد بجهوده الرامية لتعزيز المنظمة، العديد من رؤساء الدول والحكومات كما أقرت بها أجهزة الإعلام والجمهور ممن شهد ردوده على التحديات التي تواجه المسلمين. ويقوم البروفيسور أوغلو بدور ريادى في نشاطات الأبحاث والنشر وتنظيم مؤتمرات في مختلف المجالات، ومنها تاريخ الآداب والعلوم والعلاقات بين الثقافات، ووجه نتائج الأبحاث إلى خلق وعى بالثقافة الإسلامية في جميع أنحاء العالم. كما أطلق وأشرف على برامج ترمى إلى حماية وتعزيز التراث المعمارى والمكتوب للحضارة الإسلامية في مختلف البلدان، وأسهم في مناقشات علمية بشأن الحوار بين الثقافات، ومن خلال مبادراته الشخصية والمؤسسية، كسب اعترافا في الدوائر الفكرية باعتباره مساهما رائدا في التقريب بين الحضارات، ولاسيما بين العالمين الإسلامى والغربي. وظل منذ ارتباطه بمنظمة التعاون الإسلامي، بصفة المدير العام المؤسس لمركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا) في إسطنبول عام 1980، ويسعى لتحقيق معرفة وفهم أفضل للإسلام وثقافته وحضارته في الغرب وفى جميع أنحاء العالم. طه حسين.. عميد الأدباء من رحاب الأزهر الشريف الشريف تخرج عميد الأدب العربى طه حسين الذي دعا إلى إنشاء نهضة أدبية، وعمل على الكتابة بأسلوب سهل واضح مع المحافظة على مفردات اللغة وقواعدها، وأثارت آراؤه الكثيرين كما وجهت له العديد من الاتهامات، ولم يبال طه بهذه الثورة ولا بهذه المعارضات القوية التي تعرض لها ولكن أستمر في دعوته للتجديد والتحديث. ودخل طه حسين الأزهر للدراسة الدينية سنة 1902 للاستزادة من العلوم العربية، ونال فيها شهادة الدكتوراه وكان موضوعها عن "أبى العلاء المعرى". وقدم العديد من الآراء التي تميزت بالجرأة الشديدة والصراحة فقد أخذ على المحيطين به ومن الأسلاف من المفكرين والأدباء طرقهم التقليدية في تدريس الأدب العربي، وضعف مستوى التدريس في المدارس الحكومية، ومدرسة القضاء وغيرها. ودعا إلى أهمية توضيح النصوص العربية الأدبية للطلاب، بالإضافة إلى أهمية إعداد المعلمين الذين يقومون بتدريس اللغة العربية، والأدب ليكونوا على قدر كبير من التمكن، والثقافة بالإضافة لاتباع المنهج التجديدي، وعدم التمسك بالشكل التقليدى في التدريس. ومن أقوال طه حسين: "يجب أن نسير سيرة الأوروبيين ونسلك طريقهم، لنكون لهم أندادًا، ولنكون لهم شركاء في الحضارة، خيرها وشرها، حلوها ومرها، وما يحب منها وما يُكره، وما يُحمد منها وما يُعاب". عبدالرحمن الجبرتى.. كبير المؤرخين ومن رموز الأزهر أيضا المؤرخ عبد الرحمن الجبرتى الذي عاصر الحملة الفرنسية على مصر ووصف تلك الفترة بالتفصيل في كتابه «عجائب الآثار في التراجم والأخبار» والمعروف اختصارًا ب«تاريخ الجبرتي» والذي يعد مرجعًا أساسيًا لتلك الفترة المهمة من الحملة الفرنسية. كان الجبرتى يشكو من غموض المائة سنة الماضية عليه، أي من عام 1070 ه حتى 1170 ه، لأن هذه السنوات سابقة على حياته، ولذلك حرص على أن يدون الأسماء من الدواوين الرسمية. ويقول في شرح ذلك: "إننا نستبهم على (المائة الماضية إلى السنة السبعين) وأما ما بعدها فأمور شاهدتُها، وأناس عرفتهم، على أنى سوف أطوف بالقرافات (المقابر) وأقرأ المنقوش على القبور، وأحاول جهدى أن أتصل بأقرباء الذين ماتوا، فأطلع على إجازات الأشياخ عند ورثتهم، وأراجع أوراقهم إن كانت لهم أوراق، وأسأل المعمرين ماذا يعرفون عمن عايشوهم". كان الجبرتى دقيقًا لا يكتب عن حادثة إلا بعد أن يتأكد من صحتها وقد يؤخر التدوين حتى يحيط بالمصادر التي تصححها سواء بالتواتر أو بالشهادة. ظل الجبرتى مشتغلًا بجمع أخباره وتقييدها حتى فاجأته وفاجأت المصريين جميعهم الحملة الفرنسية على مصر سنة 1798م، وكان الجبرتى في وقتها في الرابعة والأربعين من عمره، ولذلك فهو لم ينقطع خلال فترة بقاء الفرنسيين في مصر عن تسجيل أعمالهم، ورصد تحركاتهم، والتعليق على أقوالهم وأفعالهم، وكان أكثر العلماء الأزهريين دقة في تدوين ملاحظاته على نظام الحياة في مجتمع الجنود الفرنسيين وطرائقهم في تنظيم حياتهم. نال كتاب الجبرتى ثناءً كبيرًا في أوساط الشعب ومن الحكام الأتراك، فقد حملة الوزير العثمانى إلى الأستانة بتركيا وعرضه على السلطان العثمانى سليم الثالث الذي أمر كبير أطبائه مصطفى بهجت بنقله إلى اللغة التركية فتم ذلك في عام 1807م. عبدالمنعم الجناينى.. العالم النووى يوجه البعض إلى الأزهر تهمة تخريج علماء الدين فقط لكن العالم الفيزيائى والنووى المصرى الأمريكى عبد المنعم على الجناينى، أكد أن الأزهر قادر على تخريج علماء في كل المجالات بل وأصعبها مثل الفيزياء النووية. مساهمات الجناينى لم تقتصر فقط على الجهود العلمية، فهو عضو مؤسس في المركز الإسلامى في بيتسبرج، وخدم فترتين كرئيس للمركز، وأسهم في إنشاء المسجد في الموقع الحالى Schenley Heights، لعقد من الزمن. وتطوع الجناينى في العمل إمامًا في الإصلاحيات في كل من أوهايو وبنسلفانيا، كجزء من توعية الجناينى للسجون إنشاء موقع على شبكة الإنترنت لدراسة الأسباب اللازمة للإصلاح إدارة السجون. ومن أبرز مساهماته في مجال الطاقة في أمريكا، حصوله على دعوة للانضمام لمجلس الطاقة الأمريكى الذي ضم أكثر من مائتى عالم نووى أمريكي، وقام هذا المجلس بوضع مشروع خطة خمسينية لمسار الطاقة الأمريكية، وهى الخطة التي تتبعها وزارة الطاقة الأمريكية منذ مارس 2005. عمر مكرم.. الثائر ضد الاحتلال عمر مكرم الزعيم الشعبى الذي تميزت حياته بالدفاع عن البلاد ضد الاحتلال الأجنبي، والنضال الدءوب ضد استبداد الولاة وظلمهم، من خريجى الأزهر الشريف، وكان ينطلق في هذا وذاك من وعى إسلامى عميق وفذ وإيجابي. عندما اقترب الفرنسيون من القاهرة سنة 1798م قام عمر مكرم بتعبئة الجماهير للمشاركة في القتال إلى جانب الجيش النظامى "جيش المماليك في ذلك الوقت"، وفى هذا الصدد يقول الجبرتى "وصعد عمر مكرم أفندى نقيب الإشراف إلى القلعة فانزل منها بيرقًا كبيرًا سمته العامة البيرق النبوى فنشره بين يديه من القلعة إلى بولاق وأمامه ألوف من العامة"، ويعلق الرافعى على ذلك بقوله: "وهذا هو بعينه استنفار الشعب إلى التطوع العام بعد هجمات الغازى المغير والسير في طليعة المتطوعين إلى القتال". وعندما سقطت القاهرة بأيدى الفرنسيين، عرض عليه الفرنسيون عضوية الديوان الأول إلا أنه رفض ذلك، بل فضل الهروب من مصر كلها حتى لا يظل تحت رحمة الفرنسيين. عاد عمر مكرم إلى القاهرة وتظاهر بالاعتزال في بيته ولكنه كان يعد العدة مع عدد من علماء الأزهر وزعماء الشعب لثورة كبرى ضد الاحتلال الفرنسى تلك الثورة التي اندلعت في عام 1800م، فيما يعرف بثورة القاهرة الثانية، وكان عمر مكرم من زعماء تلك الثورة. وعندما خمدت الثورة اضطر إلى الهروب مرة أخرى خارج مصر حتى لا يقع في قبضة الفرنسيين الذين عرفوا أنه أحد زعماء الثورة وقاموا بمصادرة أملاكه بعد أن أفلت هو من أيديهم. ظل عمر مكرم خارج مصر حتى رحيل الحملة الفرنسية سنة 1801م، وفى إطار جهاده ضد الاحتلال الأجنبي، نجد أنه قاد المقاومة الشعبية ضد حملة فريزر الإنجليزية 1807م، تلك المقاومة التي نجحت في هزيمة فريزر في الحماد ورشيد مما اضطر فريزر إلى الجلاء عن مصر. وفى إطار نضال عمر مكرم ضد الاستبداد والمظالم، نجد أنه قاد النضال الشعبى ضد مظالم الأمراء المماليك عام 1804م، وكذا ضد مظالم الوالى خورشيد باشا سنة 1805، ففى يوم 2 مايو سنة 1805 م بدأت تلك الثورة، وعمت أنحاء القاهرة واجتمع العلماء بالأزهر وأضربوا عن إلقاء الدروس وأقفلت دكاكين المدينة وأسواقها. كما احتشدت الجماهير في الشوارع والميادين يضجون ويصخبون، وبدأت المفاوضات مع الوالى للرجوع عن تصرفاته الظالمة فيما يخص الضرائب ومعاملة الأهالي، ولكن هذه المفاوضات فشلت، فطالبت الجماهير بخلع الوالي، وقام عمر مكرم وعدد من زعماء الشعب برفع الأمر إلى المحكمة الكبرى وسلم الزعماء صورة من مظالمهم على المحكمة وهى ألا تفرض ضريبة على المدينة إلا إذا أقرها العلماء والأعيان، وأن يجلو الجند عن القاهرة وألا يسمح بدخول أي جندى إلى المدينة حاملا سلاحه. هذه القائمة من العلماء والأدباء والسياسيين وغيرهم تؤكد أن الأزهر ساعد في نهضة وتنوير الأمة الإسلامية من خلال علمائه ومفكريه الذين أسهموا في إثراء الحياة الاجتماعية وضربوا أروع الأمثال في حب الوطن والانتماء إليه والعمل على نشر العلم والمعرفة ومحاربة التطرف والإرهاب وليس التحريض عليها كما يدعى المدعون.