د. عبدالحكيم عيسى: قرارات نفقة الدولة لا تكفى تكاليف تركيب الصمام.. وتعاقدات التأمين الصحى «قديمة» 100 ألف طفل يولدون سنويا بعيوب خلقية في المخ تحتاج إلى تدخل جراحى.. وإصابة آلاف البالغين بارتفاع ضغط المخ ما يقرب من 100 ألف طفل يولدون سنويا إما مصابين بعيوب خلقية في المخ أو معرضين للإصابة بالاستسقاء، بخلاف إصابة الكبار بالاستسقاء أو النزيف أو أورام. ويقدر عدد الجراحات التي تجرى في مصر بأقسام جراحات المخ والأعصاب ب10 آلاف جراحة تركيب صمام سنويا، حسب أطباء جراحة المخ والأعصاب. مع أزمة ارتفاع الأسعار، ونظرا لأن صمامات المخ جميعها مستوردة ولا يتم تصنيعها محليا، هددت الشركات الموردة للصمامات المستشفيات الحكومية بمنع التوريد عنها، نظرا لارتفاع أسعار الصمامات، والتعاقد بالأسعار القديمة؛ الأمر الذي أدى إلى اختفاء الصمامات من المستشفيات، وأصبحت الأخيرة تطلب من المرضى شراء الصمام من الخارج بمعرفتهم من الشركات مباشرة، ويتم ذلك بمعرفة مندوبى الشركات المترددين على المستشفيات حيث يرسلهم السماسرة المنتشرون داخل المستشفيات إلى مندوب شركة محدد يوفر لهم حاجتهم، أو من خلال محال المستلزمات الطبية بشارع قصر العيني. ونظرا لزيادة أعداد حالات الأطفال التي تحتاج إلى تركيب صمام مخ، والتي من المفترض أن تُجرى على نفقة التأمين الصحي، إلا أنه مع زيادة الأسعار توقفت الشركات عن التوريد بمستشفيات التأمين الصحي، فضلا عن أن المستشفيات الجامعية المتعاقدة مع التأمين الصحى تراكمت عليها الديون فتوقفت تلك الجراحات مرحليا. وأكد الأطباء أن مشكلات الصمامات التي يتم تركيبها للأطفال متعددة وأنواعها الرديئة تؤدى إلى انسداد الصمام، وهو عبارة عن أنبوب من المخ لتصريف المياه إلى البطن. من جانبه قال الدكتور عبدالحكيم عيسى، أستاذ جراحة المخ والأعصاب بكلية الطب بجامعة أسيوط: الصمامات أنواعها متعددة، منها صمام المخ البريتوني، والصمام الخارجي، النوع الأول يركب للمريض إلى نهاية العمر، بينما الصمام الخارجى مرحليا لوقت محدد، ويلجأ إليه المريض لعدة أسباب منها ارتفاع ضغط المخ، وحالات استسقاء المخ والعيوب الخلقية لدى الأطفال؛ فأحيانا يولد أطفال لديهم انسداد في مجرى السائل النخاعى ببطينات المخ. وأشار الدكتور عبدالحكيم عيسى إلى أنه تجرى في مستشفيات جامعة أسيوط ما يقرب من 300 إلى 400 عملية تركيب صمام للأطفال سنويا، بينما الأفراد البالغين تجرى سنويا في مستشفى الجامعة 200 حالة سنويا ويحتاج البالغون لإجراء جراحات تركيب صمام المخ نتيجة حالات نزيف المخ والالتهاب أو أورام المخ. وأوضح أن الصمام الدماغى البريتونى يستخدم في الحالات المرضية نتيجة ارتفاع في ضغط المخ، وعدم قدرة المخ على تصريف المياه في السائل النخاعي، بينما الصمام الخارجى يستخدم في حالات الطوارئ بأقسام الطوارئ بالمستشفيات، ويلجأ إليه المريض نتيجة الإصابة بنزيف ببطينات المخ أو التهاب المخ الحاد، ويجب أن تجرى له في الحال وإلا يموت المريض. أستاذ جراحة المخ والأعصاب أكد أيضا وجود شركات متعددة تستورد تلك الصمامات، لافتا إلى أن سعر الصمام المخ البريتونى من النوع العادى كان ب 1700 جنيه، وارتفع سعره مؤخرا إلى 4500 جنيه، بينما ارتفع سعر نوع صمام آخر من 2 إلى 8 آلاف جنيه، والصمام الخارجى من 2 إلى 6 آلاف جنيه. كما أوضح أن معظم الأطفال يتمتعون بمظلة التأمين الصحي، وتجرى لهم عمليات تركيب الصمام على نفقة الهيئة، إلا أن التأمين الصحى لا يدفع كل التكلفة المالية للمستشفيات الجامعية، ومستشفيات وزارة الصحة لتلك الجراحات، خاصة أن التعاقدات التي يجريها التأمين الصحى مع المستشفيات الجامعية قديمة ولم تعد تناسب الأسعار الحالية؛ مما يهدد بتوقف تلك الجراحات. وأضاف: المشكلات المالية الخاصة بالتأمين الصحى تمنعه من دفع مستحقات الجامعة، إلا أنها ملتزمة مجتمعيا بعدم إلغاء التعاقد معهم، واستقبال الأطفال، وعند إضافة أي بروتوكول علاجى جديد للأطفال، ولكى يحصل على موافقة التأمين الصحى لتقديم الدعم المالى يستغرق وقتا طويلا للرد، سواء بالموافقة أو الرفض. وأشار إلى أن المشكلة الأكبر التي تواجه المرضى البالغين في حالات الصمام الخارجى إذا كان مصابا بنزيف، وليس له تأمين صحى وغير قادر على الدفع يتم الاعتماد على التبرعات التي تأتى للمستشفيات، متوقعا بنهاية 2017 أن تتوقف الشركات عن توريد الصمامات للمستشفيات للمطالبة برفع أسعار التوريد في ظل الميزانيات الضعيفة للمستشفيات الجامعية التي تقدم جراحات المستوى الثالث، وهى الأصعب في الخدمات الصحية لضعف الخدمات المقدمة بمستشفيات وزارة الصحة وندرة التخصصات الدقيقة بها. وتابع حديثه: الكارثة الأكبر التي تواجه قساطر المخ التي تستخدم في توسيع ضيق شرايين المخ والعيوب الخلقية لشرايين المخ والناسور الشريانى بالمخ ويحتاج إليها آلاف المرضى، وهى نوعان؛ القسطرة التشخيصية تبدأ أسعارها من 5 إلى 6 آلاف جنيه، بينما القسطرة العلاجية تحتاج إلى مستلزمات طبية تصل إلى 35 ألف جنيه، وأسعارها مكلفة للمرضى، وقرارات نفقة الدولة لا تغطى تكلفتها بالكامل، والمريض يدفع بقية التكلفة حيث يصدر قرار نفقة الدولة حسب كل مريض للقسطرة العلاجية، بما يتراوح من 6 إلى 10 آلاف جنيه، ويستكمل المريض التكلفة على نفقته الخاصة. وتبلغ تكلفة القسطرة العلاجية للمخ في المستشفيات الخاصة من 150 إلى 200 ألف جنيه، حسب كل مكان فيما تصل تكلفة عمليات تركيب الصمام إلى 12ألف جنيه بالأماكن الحكومية وإذا لم يجر المريض تركيب الصمام في حالات ارتفاع ضغط المخ في الحال يمكن أن يتعرض للوفاة. وأشار أستاذ المخ والأعصاب، إلى أن مستشفى أسيوط الجامعى لا يتعدى قوائم الانتظار للمرضى بها أسبوعا للأطفال لأنها من الجراحات التي يجب ألا توجد فيها قوائم انتظار لخطورة الجراحة على المخ، لافتا النظر إلى أن أغلب العيوب الخلقية في المخ تكتشف خلال الشهر الأول من الحمل أثناء تكوين الجهاز العصبي.. وتنتج عن نقص عنصر "الفوليك آسيد" بالجسم أو نتيجة وجود تاريخ مرضى بالعائلة، أو تعرض الأم لإشعاع أو أدوية تسبب عيوبا خلقية للجنين، مؤكدا أن مصر من أكثر الدول المصابة بعيوب خلقية للأطفال وحالات جراحات تركيب صمام المخ، وفى دول أوروبا تجهض الأم الجنين المصاب باستسقاء في المخ، بينما في مصر لا يجرى ذلك لأن ذلك حرام شرعا. في ذات السياق، قال الدكتور وليد رأفت، أستاذ جراحة المخ والأعصاب بمستشفيات جامعة القاهرة: صمام المخ يتم تركيبه لإزالة المياه المتجمعة بتجاويف المخ الذي يحتوى دائما على مياه حتى لا يكون جافا وتحميه، وعندما تحدث مشكلات في تصريف تلك المياه يرتفع ضغط المخ نتيجة الورم أو النزيف أو الالتهابات.. وتأتى أهمية الصمام في التخلص من المياه الزائدة إلى الجسم والنخاع الشوكي، وتتسرب مع البول أو يمتصها الجسم، وإذا لم تتسرب تلك المياه يموت المريض. وأكد أن جميع أنواع الصمامات مستوردة من الخارج، والأنواع الجيدة من أوروبا وأمريكا ارتفعت أسعارها مؤخرا، بدلا من 3 أو 4 آلاف جنيه، إلى 8 آلاف جنيه، لافتا إلى وجود أنواع من الصمامات هندية بالأسواق، إلا أنها لا تستخدم في المستشفيات الحكومية لسوء جودتها. وأشار إلى أن تكلفة تركيب صمام المخ تتراوح من 20 إلى 25 ألف جنيه بالمستشفيات الخاصة، بينما في أبو الريش للأطفال تجرى مجانا لهم، وعلى نفقة التأمين الصحي.