استبعد القيادى السابق في جماعة الإخوان خالد الزعفرانى وجود مرشحين مدعومين من الجماعة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مشيرا إلى أن الجماعة فقدت قدرتها على الحشد، وسيقتصر دعمها على الدعم الإعلامي واللجان الإلكترونية. الزعفرانى كشف في حوار مع فيتو عن وجود مساع للتصالح مع النظام وعقد صفقات جديدة، وإلى نص الحوار.. في البداية هل المناخ يسمح للتيارات المتشددة باستغلال الانتخابات الرئاسية المقبلة لصالحها؟ المشهد العام للمنطقة العربية من العراق لسوريا وتونس وغيرها من بلاد الشرق الأوسط مضطرب ومليء بالتوترات، وفكرة وجود وإقامة انتخابات مثالية في جو مثالى في الوقت الحالى فكرة صعبة سواء في مصر أو غيرها من البلاد العربية، لكن في الوقت ذاته مصر بها قدر كبير من الأمن والأمان، ومعظم ما شهدته البلاد في الفترة الأخيرة من تفجيرات وأحداث إرهابية كانت مقصورة على سيناء، وبرغم أن تفجيرات الكنائس الأخيرة في الإسكندرية والقاهرة وطنطا كانت مؤلمة إلا أنها لا تؤثر على وضع الأمن العام في مصر كدولة. هل من الممكن أن نرى مرشحا إخوانيا في السباق الرئاسي؟ يستحيل أن تقدم جماعة الإخوان مرشحا لها في الانتخابات الرئاسية المقبلة خاصة بعد الدرس الذي تلقوه، والحديث هنا ينطبق على مصر أو أي دولة عربية أخرى، لكنهم بالتأكيد سيحاولون البحث والتشاور مع التيارات المدنية الأخرى، وفى اعتقادى مهما فعلوا لن ينالوا شيئا ولن ينتج عن تلك المشاورات أي فعل، فجماعة الإخوان أصبح تأثيرها ضعيفا في الشارع المصري، فضلًا عن أن قدرتهم على الحركة السياسية في الشارع تكاد تكون معدومة في الوقت الحالي. من خلال حديثك عن مشاورات جماعة الإخوان مع التيارات المدنية وفى حال الاتفاق على تحالف فيما بينهم كيف سيكون شكل هذا التحالف؟ التحالف مع القوى المدنية سيكون تحالفا إعلاميًا شكليًا فقط، ولن يتطور عن ذلك، ولن يكون هناك حشد على الأرض لسببين الأول فقدان الجماعة قدرتها على حشد المواطنين، والثانى أن جماعة الإخوان، تحاول الآن الحفاظ على عناصرها سواء من القبض، أو التعرض لأى مشكلات أمنية أخرى. برأيك ومن واقع خبرتك الطويلة في العمل مع جماعة الإخوان ما هي خطتهم لانتخابات الرئاسة القادمة 2018، وهل سنرى أموال الإخوان بشكل أو بآخر في الانتخابات؟ في تصورى أن جماعة الإخوان تعانى حاليا من مشكلة كبيرة، تتمركز في أنها تشهد انقسامات شديدة في داخلها، وهى تحاول وتعمل جاهدة للحفاظ على وحدتها وتواجدها، كما أنها تحاول حاليا عقد صفقات مع النظام الحاكم في مصر، وهى لن تغامر وتدخل في أي صراع يعرضها لأزمات أو ضربات أخرى موجعة من الأمن سواء باستخدامها الأموال أو أي طريقة أخرى. هل من الممكن أن تدعم جماعة الإخوان مرشحا في الانتخابات الرئاسية 2018 بشكل خفي؟ إذا حدث ذلك فسيكون عن طريق كوادر جماعة الإخوان المتواجدين حاليا في مصر، وسياسة جماعة الإخوان تعتمد في الأساس على انتظار واستغلال أي تغيير في الموقف السياسي، وفى اعتقادى أنه من المحال أن تدعم جماعة الإخوان أي مرشح في الانتخابات الرئاسية القادمة أو يكون لها أي أثر من الأساس، وإذا حدث فسيقتصر على الدعم الإعلامي والشكلى فقط. أيهما أقرب في الوقت الحالى أن تعقد جماعة الإخوان صفقة مع النظام للعودة للمشهد السياسي أم تتم المصالحة التي طال الحديث عنها؟ هناك فرق كبير بين كلمة المصالحة والصفقات، فالصفقات هي الطريقة التي يجيدها الإخوان واستخدموها على مدى تاريخهم السياسي، ورأينا ذلك مع نظام الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك وسلفه الرئيس محمد أنور السادات، وأبرزها صفقة انتخابات 2005 والتي تحدث عنها محمد مهدى عاكف مرشد الإخوان السابق، وهذا ما يلجئون إليه في الوقت الحالى مع النظام الحاكم، لكن المصالحة لا أعتقد أن النظام سيقبلها ولا الشعب المصرى كما أن جماعة الإخوان في الأساس غير قادرة على أخذ قرار بالمصالحة. كيف يمكن لجماعة الإخوان العودة للمشهد السياسي في مصر وللشارع، وفى تقديرك ما المدة الزمنية التي يحتاجونها للعودة؟ المعضلة هنا لا تتعلق بالمدة الزمنية على قدر ما تتعلق بقدرتهم على القيام بمراجعات جادة بالتراجع عن الفكر القطبى والفكر المتشدد، وتبنى فكر إسلامى وسطي، ثم يبدأ الإخوان بالرجوع في شكل جماعة دعوية، ليس لها علاقة بالسياسية، أو عن طريق إنشاء حزب سياسي لا يتاجر بالدين والدعوة ويبتعد تماما عن شكل الجماعة الإسلامية، ويكون حزبا سياسيا خالصا يطبق عليه قانون الأحزاب السياسية المتواجدة في الوقت الحالى بالساحة السياسية، وهذان هما الخياران الوحيدان المتاحان لجماعة الإخوان للعودة وليس لديهم خيار ثالث، والخيار الثانى الخاص بالحزب السياسي هو الأقرب في اعتقادي؛ لأنه من الصعب السماح لهم بالعودة في شكل جماعة دعوية، لأن ذلك التوقيت مضى، فجماعة الإخوان "غرقت في السياسية خلاص"، ولا بد لهم أن يعملوا على خلق علاقة طيبة مع الشعب المصري، الذي سيقرر إذا ما كان سيسمح لهم بالعمل أو لا.