النظام يخشى من استغلال الجماعة لموجة ارتفاع الأسعار في إنجاح العصيان المدني عطية: الدولة تعرقل انتخابات المحليات ولا تخشى الإخوان.. ونافعة: الجماعة تعمل سرًا والنظام مشغول بالهجوم عليها إعلاميًا يخطو النظام خطوات هامة نحو تحجيم "الإخوان المسلمين" سواءً على المستوى الداخلي، أو في الخارج، يساعده في ذلك الانشقاقات التي تشهدها الجماعة والصراع المستمر على الزعامة، بهدف منعها من العودة للمشهد مرة أخرى. خارجيًا، يفرض النظام كردونًا محكمًا على تحركات "المجلس الثوري"، حيثُ يواجه المجلس وهو أحد الداعمين بشدة للجماعة، ويضم أعضاء من "الجماعة الإسلامية"، وعددًا من الرموز السياسة والعامة المعارضة للنظام. كما ساهمت الانشقاقات التي تشهدها "الإخوان"، في تسهيل مهمة تشتيت أهداف الجماعة وتحجيم أعضائها وحصارهم، إضافة إلى إظهارهم أمام الرأي العام بمظهر "المتشرذم"، غير القادر على اتخاذ قرارات وإدارة المشهد السياسي. ويخشى النظام من عودة "الإخوان"، وخاصة بعد أن فشلت الأحزاب المدنية في ملء الفراغ الذي خلقته الجماعة، وفي ظل قدرتها على التواصل مع المواطنين وتشكيل رأي عام يُمكنه قلب الموازين في أي وقت، لذلك تأجلت انتخابات المحليات، خوفًا من أن تكون نافذة لعودة الجماعة إلى الساحة السياسية. وقال المستشار محمد عطية، وزير التنمية المحلية الأسبق، إن "الدولة هيّ من تعرقل انتخابات المحليات"، مقللًا من أهمية تواجد الإخوان في المشهد الانتخابي الخاص بالمحليات، "لا تأثير لهم والغرض من إثارة الأزمة هو تخويف المواطنين". وأضاف عطية ل "المصريون": "جماعة الإخوان لا وجود لها في الشارع، والمواطن أصبح فاهمًا لطبيعة الأمور التي بها البلاد"، مرجحًا أن "تأجيل انتخابات المحليات حتى الآن يرجع إلى عدم صدور القانون الذي تُجرى على أساسه الانتخابات". أيضًا، يتخوف النظام من قدرة جماعة الإخوان على التوغل في الحياة السياسية، وربما الدفع بمرشح في الانتخابات الرئاسية القادمة 2018، أو أن تدعم مرشح معين، يُعينها بعد ذلك على تحسين صورتها أمام الرأي العام. وقال الدكتور خالد الزعفراني الخبير في الحركات الإسلامية، إن النظام يشترط في التصالح مع الإخوان إبعادهم عن الحياة السياسية، لأنه ينظر إليها على أنها جماعة دعوية فقط وليس من شأنها العمل السياسي. وأضاف الزعفراني "المصريون": "الإخوان لا تعتبر نفسها حزبًا سياسيًا، بل تعتبر نفسها جماعة شاملة كأنها دولة داخل دولة"، متابعًا: "الإخوان لو غيرت من شكلها وتخلت عن أفكارها لأصبحت حزبًا سياسيًا، ولو فصلت الدعوة عن السياسة لأصبحت مثل بقية الأحزاب". وتابع: "الجماعة لها دخل مادي غير معروف بجانب أنه يوجد بها العديد من الأعضاء السريين غير المعروفين للنظام الأمر الذي جعل النظام يتخوف من ذالك المجهولين"، موضحًا أنه من الصعب أن يتعامل النظام مع أشخاص غير معروفين بالنسبة له. كن هناك من يجزم بأن الإخوان تعمل سرًا وذلك رغم القبضة الأمنية المحكمة المفروضة عليها، وأنها تسعى للعودة وكسب تأييد الشارع لصفوفها مرة أخرى بالشكل الذي يُمنكها من العودة وتصدر المشهد السياسي مرة أخرى. وقال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن "النظام ينظر إلى الجماعة الإسلامية وهيّ حليف الإخوان على أنها منظمة وعندها القدرة على حل الأزمات". وأضاف: "المنهج الذي سلكه الإخوان لم يكن طريق الاستبداد فقط ولكنه كان يدفع بالبلاد في اتجاه المجهول من خلال تحالفها مع القوى الدينية الأكثر تطرفًا". وتابع ل"المصريون": "الإخوان لديها القدرة على الحشد لاكتساح أي انتخابات"، مستشهدًا بانتخابات برلمان 2012، حين استطاعت أن تحصد الأغلبية المجلس، مؤكدًا أنها جاءت بانتخابات نزيهة أشرف عليها القضاء. وأشار إلى أن "الإخوان" لم تأخذ فرصتها كاملة في الحكم، والإطاحة بها في 3يوليو أثر على السياسات التي كانت تمارسها الجماعة، لافتًا إلى أن الأعلام يشن حربًا معنوية على الجماعة لإجهادها عن العمل السياسي وتشويه سمعتهم واغتيالهم معنويا. وتابع: "جماعة الإخوان تعمل سرًا رغم الملاحقات التي تتعرض لها في الدخل والخارج حتى تعود من جديد في للعمل السياسي، والإعلام منشغل بأمرين إما الهجوم على الجماعة أو مدح النظام بشكل مبالغ فيه". كما يتخوف النظام من قدرة الجماعة على تشكيل رأي عام خارجي، يُحرجه في المناسبات الدولية، كما حدث مؤخرًا عندما نظمت الإخوان تظاهرات في مدن أوروبية وقام بعض أفرادها بضرب إعلاميين موالين للسيسي والنظام. في السياق نفسه، قال العضو المنشق عن الجماعة، طارق البشبيشي، والذي وصف تحركات الإخوان في الخارج بأنها منظمة ومرتبة ومدروسة، لافتًا إلى أن تلك التحركات تأتي بالتنسيق التام بين الجماعة والتنظيم، لافتًا إلى أن الهدف من ذلك هو إحراج النظام والمسئولين المصريين في الخارج وأمام وسائل الإعلام. وتشهد مصر حاليًا أزمات اقتصادية عديدة، وارتفاع في الأسعار ونقص في العملة الصعبة بالشكل الذي جعل النظام المصري يتجه للاقتراض من الخارج، حيثُ تم توقيع عقد مع صندوق النقد الدولي مؤخرًا بقيمة 12 مليار دولار. ودعت جماعة الإخوان إلى عصيان مدني عن طريق حث المواطنين على عدم دفع فواتير الكهرباء والماء، كوسيلة من وسائل الضغط على الاقتصاد من ناحية، وكسب تعاطف المواطنين وتأييدهم في ظل ارتفاع الأسعار وحصار المواطنين اقتصاديًا. ويخشى النظام من تحركات الجماعة واستغلالها للأزمة الاقتصادية حاليًا وإقناع المواطنين بضرورة العزوف عن دفع الفواتير وهو ما يضرب الاقتصاد المصري في مقتل.