أرض فاح عطرها بين ليلة وضحاها.. تهافت عليها الأهالي القاطنون في محيطها لينال كل منهم نصيبه من التراب الممزوج برائحة المسك والعنبر، على حد قولهم، هل هي أرض مبروكة كما أشيع بين ناسها أم أن هناك سرا وراء تلك الرائحة. الواقعة بدأت بتداول نشطاء التواصل الاجتماعي على المواقع صور وفيديوهات لأهالي المجاورة 65 بمنطقة العاشر من رمضان في الشرقية تظهر ازدحامهم في المنطقة لنقل ترابها في أكياس أو صناديق أو «جرادل» لأنه تراب مبروك لخروج روائح عطرة منه. النشطاء تفاعلوا بشكل أكبر مع الواقعة، مطالبين الجهات المسئولة بضرورة التحقق من أقاويل أهالي المنطقة، وإعلان حقيقة تلك الرمال للرأي العام وعدم ترك الأمر لما قد يعد من الخزعبلات. «فيتو» تواجدت بمنطقة التراب المعطر في محاولة لكشف سره، في البداية التقينا محمد حسين، أحد المتواجدين بالمنطقة، وقال إنه جاء بعد قراءته أخبار التراب المعطر فجاء ليراه ويحصل على جزء منه للتأكد من صحة الأنباء. أما يوسف عبد السلام، أحد الساكنين بالمنطقة، فقال إنه تعجب من الأخبار التي انتشرت حول المنطقة، واحتوائها على تراب ممزوج بالمسك والعنبر، مشيرا إلى أن الأهالي اعتبروا أنها أرض مبروكة، وربما تحتوي على رفات شهداء أو أحد عباد الله الصالحين ما جعل الإقبال شديدا عليها لدرجة أن هناك شخصا جاء ب4 «شكاير» فارغة لتعبئتها بالتراب المعطر. أحمد حاتم، يسكن بمنطقة العاشر من رمضان منذ 13 عاما، كشف لنا سر رائحة التراب المعطرة، وقال إن هناك أكثر من مصنع منظفات بالقرب من المنطقة تقوم بتصريف المياه الخاصة بها في المنطقة ذاتها، مشيرا إلى أنه رأى بعينه في أكثر من يوم سيارات خاصة بتلك المصانع تفرغ مياهها التي تحتوي على روائح معطرة تستخدم في صناعة المنظفات. وأضاف أن المسئولين في الحي حصلوا على عينة من التراب لتحليلها، وثبت أنها مخلفات لمصانع المنظفات بالفعل، وتخللت تلك المخلفات تربة المنطقة لتختلط الرائحة العطرة بالتراب. من جانبه، قال الدكتور طه مطر، رئيس مركز بحوث وتطوير الفلزات: إن الأخبار الخاصة بالعثور على رمال برائحة المسك في الشرقية، يمكن التأكد منه من خلال أخذ عينات ليتم تحليلها بعد ذلك. وأضاف في تصريحات خاصة ل«فيتو»، أن طرق التقييم القياسية ستؤكد سبب تلك الرائحة سواء كانت نفايات لأحد مصانع البخور أو المنظفات أو تم دفن شحنة لأغراض غير معلومة أدت لتلك الرائحة أم لا ومعرفة مصدرها وإعلانه للرأي العام.