هناء يسرى ذكى..إحدى ضحايا تفجيرات كنيسة القديسين بالإسكندرية، فتاة لم تتم ال25 من عمرها، ولدت بمحافظة الإسماعلية عام 1988، وكانت لها فى قلوب الجميع مكان، كانت طيبة حنونة تعطف على الفقراء، كانت متدينة لا تعرف أساليب الفتيات بسنها فكانت تكبرهم بعقلها الرزين، اجتهدت فى دراستها حتى وصلت للتعليم الجامعى بكلية التربية بالسويس، وفور التحاقها بالجامعة تقدم لها شاب من الإسكندرية نظرًا لحسن سيرتها، فزفت له فى فبراير 2007 وعاشا سويًا بميامى. أنجبت هناء ابنها الأول والوحيد "يوسف"، ورغم انتقالها من مسقط رأسها إلا أنها لم تتغير فالتصقت بأقرب الكنائس، ومن المعروف فى سيرتها أنها عانت كثيرًا ومرت بعدة تجارب، وكان يرشدها خالها الراهب تاضروس المحرقى. سرد يسرى ذكى والد هناء ل "فيتو" أخر لقاء جمعهما قبل أن تترك العالم إثر تفجيرات رأس السنة بالإسكندرية وقال: "هناء كانت فى بيتى بالإسماعلية قبل الحادث بشهر وخرجنا لزيارة دير سانت كاترين بناء على رغبتها، وبعدها عدنا على شقتى بالقاهرة وكانت دائمة الصلاة كعادتها وفى ليلة كانت تصلى ظهر لها شفيعها الأنبا كاراس السائح، وكانت دائما ما ترتكز برأسها على صورته، واقترب قدوم العام الجديد فطلبت أن تعود لمنزلها للاحتفال به مع زوجها وأثناء استقلالها القطار المتجهه للإسكندرية احتضنتنى بشدة وقالت "لو حدث لى مكروه لاتتركنى بالإسكندرية وأعدنى إلى هنا. وكانت هذه هى المرة الأولى التى أسمع فيها هذا الكلام منها، وسافرت بالقطار ومنه إلى السماء بتفجيرات الكنيسة ليلة رأس السنة، لتترك ابنها فى الثالثة من عمره والذى احتفلنا بالعيد الخامس له الآن. وبعد الحادث توجهت إلى المشرحة لرؤيتها وكان المنظر لا أستطيع وصفه، كانت مجزرة بمعنى الكلمة، كانت الأشلاء والرؤوس والأقدام مع الدماء تملأ المكان برائحة بشعة". وأضاف يسرى "المشهد جعلنى أتذكر الشهداء فى عهد الرومان، وتمت الصلاة عليها وكانت مع رفقائها الشهداء بالكنيسة، ولكن أردت تنفيذ وصيتها فأعدتها إلى الإسماعلية وهى ترقد الآن بسلام فى كنيسة مار جرجس بفايد". ولفت يسرى إلى أنه يشعر بالظلم والاضطهاد بسبب مرور عامين على كاس مرار الفراق دون الكشف عن القتلة والجناة، ولكنه واثق فى أن الله قادر على إعادة الحقوق لأصحابها.