له مكانة خاصة بين محبيه وعشاقه بين الأجيال المتتابعة، يدرس القيم والأخلاق والمثل العليا بجميع أعماله، ويؤمن بأن الفن رسالة وأمانة، لا ينفصلان وأن بناء الإنسان هو السبيل الوحيد لبناء الأمة والمجتمع. إنه الفنان محمد صبحي، الذي ولد في 3 مارس 1948 قرب شارع محمد علي، والذي أطلق عليه "شارع الفن" حيث المسارح والملاهي ودور السينما، ليجد الطفل الصغير الفرصة سانحة أمامه للانطلاق في عالم التمثيل، وصادفه الحظ أن منزل الأسرة كان يقع قرب سينما "الكرنك" وسينما "بإرادي" الصيفي ليشاهد الأفلام الباليه الراقصة. أحب الفن ودخل معهد التمثيل العالي للفنون المسرحية، وتخرج فيه بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف، لكن حبه للتمثيل دفعه لترك التدريس والقبول بأدوار الكومبارس في المسرحيات، أمام كبار الممثلين محمد عوض وفؤاد المهندس إلى أن كون فرقته "ستوديو 80" مع صديقه لينين الرملي، ليسطع نجمه في سماء المسرح في العديد من المسرحيات التي قدمها والتي من بينها "الجوكر"، " أنت حر" و"الهمجي". تزوج من نيفين رامز والتي تنتمي لعائلة فنية عريقة وهي عائلة "رضا الاستعراضية"، ولديه من الأولاد كريم ومريم، استطاع من خلال تلك الأسرة الفنية ومع زوجته أن يقدم عملا ناجحا ما زلنا نضرب به المثل حتى اليوم"عائلة ونيس" والتي كانت تدرس القيم والأخلاق والمثل العليا والحث على تربية الأطفال منذ الصغر على تلك القيم التي نادت بها جميع الأديان السماوية مثل "الصدق والأمانة والوفاء والإخلاص والحب والعطاء والجمال والعدل". كيف نتحرى الصدق؟ وكيف نعامل الكبير والصغير؟ وكيف نحترم الأكبر سنًا؟ ونزرع العادات والسلوك الحميدة التي تتناسب مع ثقافتنا وكيف ننتمي ويكون حب الوطن؛ جميع تلك القيم من شأنها أن تبني إنسانا بعيدا عن الفن الساقط والمسلسلات الهابطة الخليعة التي أبعد ما تكون عن عادتنا وتقاليدنا، ويظل محمد صبحي نموذجا لفنان يحيي قيم مجتمعه الأصيلة حفاظا على هوية تهددها تغيرات متلاحقة.