يحتفل اليوم الفنان الكبير محمد صبحي "هاملت السينما المصرية" والذي ما زال يمتعنا بفنه الراقي بعيد ميلاده ال 66، وأسرة موقعنا تهنئه بعيد ميلاده وتتمنى له دوام الصحة والسعادة. ولد محمد محمود محمد صبحي "محمد صبحي" في 3 مارس 1948، وتربي وترعرع في منطقة أرض شريف بالقرب من شارع محمد علي والذي كان يطلق عليه شارع الفن وكان منزله يقع أمام دارين للسينما وهما سينما الكرنك وسينما بارادي الصيفي وكانت فرصة جيدة للطفل الصغير ليتابع جميع الأفلام التي تعرض بدور السينما. كما كانت لدى والده ماكينة لعرض الافلام فكان يشاهد من خلالها العديد من افلام البالية الراقصة التي أثرت في تفكيره، حيث لم ير صبحي نفسه إلا راقص باليه فكان يسحره عالم الموسيقي والباليه. ومن طبيعة الفنان محمد صبحي التمرد علي من يقف أمام احلامه وطموحاته فعندما التحق بالصف الثاني بالمدرسة الإعدادية ترك منزل أسرته ليعيش مع زملائه الذين كانوا يقيمون في منزل بمفردهم، لأنه اراد نيل حريته واستقلاله مبكراً لحبه لدراسة الفن ولكن والده كان يرفض ذلك دائما، كما أراد أن يتحمل مسؤولية نفسه. وعمل صبحي بالعديد من الأماكن ولم يكن يهمه تواضع العمل أو الأجر الذي يحصل عليه ما دام عملا شريفا يستطيع أن يحصل من خلاله على الأجر الكافي لمصاريف تعليمه. وعندما تصالح مع والده واراد الالتحاق بمعهد الفنون رفض والده رغبته، فتمرد صبحي مرة أخرى تاركاً المنزل ليبدأ مشوار تحقيق حلمه الذي لا يمكن لأي شخص أن يقف في طريقه. وكان أول ظهور لموهبة صبحي الفنية عندما قام بدور هاملت في امتحان البكالوريوس بالمعهد العالي للفنون المسرحية وهي نفس الشخصية التي قدمها عندما أصبح مشهورا ولقب حينها بالفنان المصري الذي قدم شخصية "هاملت" الشكسبيرية. وبدأ صبحي مشواره الفني في عام 1968 في أدوار فنية صغيرة كومبارس في العديد من المسرحيات امام العديد من عملاقة المسرح مثل: فؤاد المهندس، عبد المنعم مدبولي، محمد نجم.. وغيرهم وفي عام 1971 تخرج صبحي من المعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف مما أهله للعمل كمعيد بالمعهد. وفي عام 1975 بدأ صبحي يتنفس الصعداء حيث جاءته فرصة عمره ببطولة مسرحية "انتهى الدرس يا غبي" من تأليف صديق عمره ورفيق الكفاح لينين الرملي واخراج السيد راضي ونال صبحي تقدير وإعجاب المشاهدين والنقاد عن أدائه في المسرحية التي حققت نجاحاً ساحقاً. وفي عام 1980 ترك التدريس وأسس "استوديو الممثل" كممثل ومخرج واشترك معه الكاتب المسرحي "لينين الرملي" ليشهد الوسط المسرحي مولد ثنائي قدما انجح المسرحيات في تلك الفترة ومن بين تلك العروض "الجوكر"، و"الهمجي" و"البغبان" و"تخاريف". قدم الفنان محمد صبحي نحو 74 عملا حتي الآن تنوعت ما بين التمثيل والتأليف والإخراج. وقدم للمسرح نحو 20 عملا من أشهرها: سكة السلامة، كارمن، عائلة ونيس، ماما أمريكا، وجهة نظر، الهمجي، لعبة الست. وفي السينما قام ببطولة العديد من الأفلام وشارك عددا كبيرا من النجوم وقام بأدوار معقدة ومتعددة نحو 24 عملا حتى مطلع التسعينيات ابرزت شخصيته الفنية ومنها: أبناء الصمت، الكرنك، أونكل زيزو حبيبي، هنا القاهرة، علي بيه مظهر والأربعين حرامي، محامي تحت التمرين، والشيطانة التي أحبتني. بدأت علاقة الفنان محمد صبحي بالشاشة الفضية منذ ان قدم مسلسل "فرصة العمر" في عام 1976 مع نسرين وحسن عابدين وزوزو نبيل ليستمر عطاؤه الفني الي يومنا هذا وقدم من خلال الشاشة الصغيرة نحو 12 مسلسلا أصبحت بصمات حقيقية في مشواره الفني من اشهرها: مسلسل "رحلة المليون" 1987 بجزئيه الأول والثاني الذي حقق نجاحا كبير وقت عرضه حتى الآن. ثم مسلسل "عائلة ونيس" بأجزائه الثمانية الذي لاقي نجاحا ملموسا في مصر والدول العربية وقت عرضه وما زال لمناقشته طرق تربية الابناء والمشاكل التي تواجهها الأسرة من قبل المجتمع. وأخيراً .. مسرحية "كارمن" تلك الشخصية التي أدتها الفنانة سيمون وأوضحت العلاقة بين الفنان والمخرج ويبدو انه بها بعض صفات الفنان محمد صبحي الذي وصفه بعض المسرحيين بالقائد العسكري أو الدكتاتور الذي يعمل بدقة متناهية لدرجة يراها البعض مبالغًا فيها. أما الفنان محمد صبحي فيرى أن الممثل الذي يعمل معه لابد أن تكون لديه قدرة تحمل واحترام للمواعيد وتقدير للعمل. وعلي الصعيد السياسي للفنان محمد صبحي وجهات نظر سياسية واجتماعية عملية ومفيدة، فقد قام مؤخرا بتقديم حملة المليار بالتعاون مع الإعلامي عمرو الليثي من أجل القضاء علي العشوائيات الموجودة بمصر. وعلي الصعيد الأسري، تعرف محمد صبحي على زوجته الفنانة نيفين رامز أثناء دراستها في المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث كان صبحي هو المعيد لها في المعهد وفي سنة أولى طلب منها أن تشاركه مسرحية "هاملت" بدور "أوفيليا" وبعد أول لقاء بينهما في المسرحية بدأت القصة وتزوجا وأثمر هذا الزواج عن كريم وهو مهندس حاسب آلي وابنته مريم خريجة تجارة إنجليزي. حصل الفنان محمد صبحي خلال مشواره الفني على العديد من الجوائز التي جاءت جميعها تتويجاً لعطائه الفني منها: تكريمه في الدورة الثانية عشر لمهرجان "نجوم العطاء" عن دور "الكفيف" في مسرحية "وجهة نظر". كما كرمه "المركز الكاثوليكي المصري" عن مجمل أعماله في المسرح والتلفزيون والسينما ومشواره الذي بدأ منذ أكثر من أربعين عاماً. وكرمه "نادي الانجازات المصرية" عن مجهوداته في "حملة المليار للعشوائيات". وتم تكريمه في مهرجان "المسرح العربي" بالشارقة عن مجمل أعماله المسرحية، وتكريمه في مهرجان "المسرح العالمي" في دورتيه الحادية عشر والثلاثين، بالإضافة الى تكريمه على جهوده التربوية التي تبناها في أعماله الفنية ومبادراته المختلفة في الدورة الأولى من مهرجان "المسرح التربوي". كما تم تكريمه من "المؤسسة العربية لرواد التنمية" عن مسلسل "عائلة ونيس"، وكرمه مهرجان "الفيوم الدولي الثالث لسينما الشباب" وحصوله على جائزة شرفية في حفل توزيع جوائز "دير جيست"، وحصوله على الدكتوراه الفخرية من الكلية الأمريكية للتنمية البشرية.