تأخر رواتب شهر مارس يشعل غضب «رجال الأمين» خلافات نجوم «آخر النهار» المشهد الأخير قبل إسدال الستار على «التحالف» أقل من عام مضى على اتفاقية الدمج التي جمعت شبكة قنوات "سى بى سي" وشبكة تليفزيون "النهار" في كيان واحد، أعلن عنه رجلا الأعمال محمد الأمين، وعلاء الكحكى خلال احتفالية ضخمة في شهر مايو من العام الماضي. غير أن الاتفاقية التي وقع عليها "الأمين" وصديقه "الكحكي" لم تصمد طويلًا في وجه الأزمات والعقبات المختلفة التي واجهت المجموعة على مدى الفترة الماضية، وسرعان ما انتهى شهر العسل بين مالكى الشبكتين، فجاء قرار فصل إدارات القنوات مؤخرًا ليعلن حالة الفراق. مصادر من داخل المجموعة كشفت، أن تردى الأحوال المادية داخل المجموعة كان السبب الرئيسى وراء اتخاذ هذه الخطوة المفاجئة، خاصة بعد أن وجد "الأمين" نفسه يتحمل تكاليف الإنفاق على المجموعة بأكملها وحيدًا، في حين اكتفى "الكحكي" بمشهد المتفرج. المصادر ذكرت كذلك أنه كان قد جرى اتفاق منذ عدة أشهر مع إحدى الشركات، على الدخول كشريك ثالث بالمجموعة، مقابل تحملها جزءا من النفقات، لكن الطرف الثالث أيضًا لم يقم بدوره في عملية الإنفاق ما اضطر "الأمين" للإقدام على اتخاذ قرار الفصل، بعد أن أصبح الأمر يمثل عبئًا ماليًا عليه أكثر من أي وقت مضى. كما أشارت إلى أنه خلال الفترة الأخيرة زادت الأمور سوءًا داخل المجموعة، خاصة من الناحية المالية، فتأخرت الرواتب الشهرية عن موعدها، إذ لم يتقاض عاملو "سى بى سي" حتى الآن راتب شهر مارس الماضي، وهو أمر لم يحدث سوى مرة أو مرتين في تاريخ المحطة منذ أن خرجت للنور عقب ثورة يناير مباشرة في العام 2011. وكشف أن المجموعة شهدت صراعات إدارية عنيفة بين كبار الشبكتين على بسط النفوذ، خاصة بعد دمج قناتى "النهار اليوم" و"سي بي سي إكسترا" في قناة إخبارية واحدة "إكسترا نيوز"، إذ أحكم مسئولو "سى بى سي" قبضتهم على إدارة المجموعة بأكملها، في حين تم تهميش قيادات "النهار"، وتجلى ذلك في تولى محمد هانى رئيس "سى بى سي" رئاسة الشبكتين، في حين اقتصر دور ألبرت شفيق رئيس شبكة "النهار" على قيادة القناة الإخبارية فقط "إكسترا نيوز"، بجانب مسئوليته عن محتوى البرامج السياسية في "النهار اليوم". الصراعات بلغت ذروتها الشهر الماضي، حينما قرر خالد مرسي، رئيس الأخبار ب "إكسترا نيوز" التقدم باستقالته اعتراضًا على تدخل ألبرت شفيق رئيس القناة في المادة التحريرية، وهو ما رآه "مرسي" تدخلًا في صميم عمله فآثر الرحيل، ورفض عرض الإدارة بحصوله على إجازة والعودة مرة أخرى لممارسة عمله، فاضطرت الإدارة لتصعيد محمد حلمى مدير الأخبار للقيام بمهامه. من جهة ثانية، كان ثمة صراع يدور في الخفاء داخل أروقة قناة "النهار اليوم" بين فريق عمل برنامج "آخر النهار"، الذي يقدمه كل من خيرى رمضان، وخالد صلاح، وجابر القرموطي، ومحمد الدسوقى رشدي. الخلاف بدأ مع التغيير الذي طرأ على محتوى البرنامج، إذ كان هناك اتفاق على أن يأخذ البرنامج شكلا اجتماعيا في ثلاث حلقات من الأسبوع، بينما تغلب المادة السياسية على الأربع حلقات الأخرى، لكن الأمر أخذ منحى آخر، مع رغبة كل مذيع تغليب الجانب السياسي على حلقاته، خاصة أن كلًا منهم يعمل مع رئيس تحرير مختلف، فبينما يعمل "خيري" مع محمد فتحي، يتولى رئاسة تحرير حلقتى خالد صلاح، محمود سعد الدين. ذكرت المصادر أنه خلال اجتماع "الكحكي" و"الأمين" للاتفاق على قرار إلغاء الدمج وفصل إدارات القنوات عن بعضها، اتفقا على استمرار الاحترام المتبادل بين الشبكتين، ولكن العاملين في "سى بى سي" لم يستطيعوا إخفاء فرحتهم بالقرار، خاصة بعد أن تسببت العمالة الزائدة في التأثير على أوضاعهم المالية، فانهال بعضهم بتعبيرات وعبارات مسيئة لقناة "النهار" ما دفع إدارة "سى بى سي" لمعاقبتهم إداريا، وإصدار تعليمات صارمة بعدم الحديث في الأمر، خاصة في ظل التزام عاملى "النهار" بحدود اللياقة وعدم توجيه أي تعبير مسيء ل "سى بى سي". وذكرت المصادر أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد سحب كل قناة لموظفيها، والذين كانوا قد انضموا للقناة الأخرى بعد الدمج، ليعود كل موظف إلى قناته الأصلية. وتابعت أن هذا الأمر لن يسرى على المذيعين، حيث سيستمر خيرى رمضان، وشريف مدكور القادمان من "سى بى سي" على شاشة "النهار" حتى انتهاء شهر رمضان المقبل على الأقل، إذ يرتبط كل منهما بعقد مع القناة مدته ثلاث سنوات، ومن ناحية أخرى تستمر قناة "إكسترا نيوز" بشكلها الحالى تحت قيادة ألبرت شفيق، على أن يعود الموظفون فقط إلى جدران "النهار" مرة أخرى.