في مؤلفه الذي أصدرته سلسلة «كتاب اليوم» من مؤسسة أخبار اليوم بعنوان «بصراحة» كتب الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل يقول: دخلت أخبار اليوم في ربيع 1946، ولم أكن موجودًا بها حين أنشأها الأستاذان مصطفى وعلي أمين عام 1944. قابلت الأستاذ محمد التابعي صاحب آخر ساعة لأول مرة في مكتب هارولد ايرل رئيس تحرير «الجازيت»، وفي اليوم التالي دعاني الأستاذ التابعي إلى لقاء معه. سألني كيف أرى مستقبلي؟ وقال لي إن أي صحفي مصري مجاله في الصحافة المصرية باللغة العربية وبقرائه فيها، وهذا هو المستقبل. هنا انتقلت من الجازيت إلى مجلة آخر ساعة محررًا في مجلس النواب، وكانت آخر ساعة في ذلك الوقت وفدية، وكان الوفد قد خرج من الحكم بعد إقالته عام 1944، وأصبحت آخر ساعة في المعارضة أمام حكومة ائتلاف أحزاب الأقلية بقيادة أحمد ماهر رئيس حزب السعديين. وصدرت أخبار اليوم في نوفمبر بعد شهر واحد من إقالة مصطفى النحاس، وكان صدورها حدثًا صحفيًا كبيرًا، وانتشرت الجريدة لعاملين أساسيين هما: المقالات التي كتبها مصطفى أمين لعدة أشهر تحت عنوان «لماذا ساءت العلاقة بين القصر والوفد؟» بما تحويه من أسرار وحكايات مشوقة. والعامل الثاني الفضل فيه للأستاذ علي أمين أن شكل أخبار اليوم بتبويبها بدا جديدًا أمام القارئ المصري مع أنه كان استحياءً مباشرًا لشكل وترتيب جريدة الصنداي تايمز البريطانية. أصبحت أخبار اليوم المدفعية الثقيلة الموجهة إلى الوفد تدك مواقعه دكًا صباح كل سبت، والوفد في موقف لا يحسد عليه. دعاني التابعي في يوم عام 1946 وأخبرني أنه سيبيع مجلة آخر ساعة والمشتري هي أخبار اليوم «مصطفى وعلي أمين»، وقال لي فجأة إنهم يريدون أن أعمل معهم، أكتب مقالًا أسبوعيًا، وهم يطلبون «هيكل» أيضًا للعمل معهم. وكان إميل زيدان صاحب دار الهلال عرض على رئاسة تحرير مجلة الإثنين بعد خروج مصطفى أمين منها وتعثرها بعده، وقابلني علي أمين صدفة عند التابعي وفتح ذراعيه وقبلني على الخدين قائلًا إنه يهنئ أخبار اليوم بانضمامي إليها وإن مكاني الحقيقي في أخبار اليوم. اعتذرت لإميل زيدان ووجدتني في دار أخبار اليوم محررًا وسكرتيرًا لتحرير آخر ساعة، وساعدني على التأقلم الصحفي خفيف الدم والروح كامل الشناوي.