مصطفى أمين المقالات الثلاثة التى أدت للخلاف بين مصطفى أمين وأصحاب دار الهلال في عام 1939 عرض جبرائيل تقلا علي مصطفي أمين أن يعينه رئيسا لقسم الأخبار في " الأهرام " بمرتب 20 جنيها، وعلي الرغم من ضآلة المرتب قبل مصطفي أمين العرض لكنه اشترط استمرار توليه رئاسة تحرير " آخر ساعة " لصاحبها محمد التابعي، وكان مصطفي وعلي أمين يريان أن العبرة من العمل في الأهرام ليست بقيمة المرتب، وإنما بالنفوذ فيها وقد كان نفوذ مصطفي أمين في الأهرام بعد نفوذ انطون الجميل رئيس تحريرها مباشرة، وبرغم الصداقة التي كانت تربط بينهما إلا أنهما كانا علي خلاف دائم، إذ كان انطون الجميل لا يقبل نشر أسماء الصحفيين في ذيل موضوعاتهم، وكان مصطفي أمين يرفض هذا الاتجاه ويري أنه من واجب الصحيفة أن تنشر أسماء محرريها ومندوبيها، وفي تلك الفترة اتصلت دار الهلال بمصطفي أمين للعمل مساعدا لفكري أباظة رئيس تحرير المصور، رفض مصطفي أمين العرض مما جعل دار الهلال تعرض عليه رئاسة تحرير مجلة " الإثنين إميل وشكري زيدان مالكا دار الهلال تردد مصطفي أمين في قبول العرض لأنه كان متمسكا برئاسة تحرير مجلة " آخر ساعة "، ولم يكن يريد أن يفارق أستاذه محمد التابعي، واتفق معه علي أن يحل علي أمين محله في رئاسة تحرير مجلة " آخر ساعة ". وفي 19 مايو 1941 تولي مصطفي أمين رسميا رئاسة تحرير " الإثنين " بمرتب قدره سبعون جنيها و10 % من الأرباح إذا زاد توزيع المجلة عن 20 ألف نسخة، ولعب مصطفي أمين دورا كبيرا في تطوير المجلة بالبحث عن قراء جدد أدخل لهم أبوابا للمرأة والشباب، وزاد توزيع المجلة من 11 ألف نسخة قبل توليه إلي 100 ألف نسخة، وفي تلك الفترة نشر علي أمين خبرا عن الأمير محمد علي كاد أن يؤدي إلي فصله من وظيفته الحكومية، إذ أنه كان يعمل مديرا لمكتب عبد المجيد إبراهيم وزير التموين، فترك علي أمين رئاسة تحرير" آخر ساعة " وتم الاتفاق بين التوءمين علي أن ينقل علي أمين نشاطه الصحفي إلي مجلة " الإثنين ". في هذه الفترة التاريخية التزمت دار الهلال بالالتزام والحياد التام بين القوي المؤثرة في الحكم والساحة السياسية في مصر، فلا تهاجم إحداها لصالح الأخري، وضمنت بهذه السياسة البقاء والاستمرار وتجنب مصادرة مطبوعاتها أو تعطيلها، لكن صاحبي دار الهلال فوجئا بصدور عدد من مجلة " الإثنين " بتاريخ 16 أكتوبر 1944 يتضمن هجوما شديدا علي حكومة الوفد وقد نشرت في الغلاف وظهر المجلة صورا تعبر عن فرحة الجماهير بإقالة وزارة الوفد، حيث كان هذا العدد هو أول عدد يصدر من " الإثنين " بعد إقالة الحكومة، وكتب مصطفي أمين ثلاثة مقالات متتالية : المقالة الأول بعنوان " اليوم.. هو يوم الإستقلال ! " وصف فيه حكومة الوفد بأنها ولدت ولادة غير شرعية، ووقع المقال باسم " مصطفي أمين " والمقال الثاني كان بعنوان الأزمة ! اتهم فيه فؤاد باشا سراج الدين وزير الداخلية بمخالفة أوامر جلالة الملك فاروق الأول، ووقع المقال باسم " م. أ ". أما المقال الثالث فكان بعنوان " وراء الستار "، ووقعه أيضا باسم " م. أ " ثم نشر مصطفي أمين مقالا بعنوان " الحكم الذي نريده، شطب عليه بعلامة وكتب أعلي المقال عبارة " هذا المقال شطبه الرقيب بتاريخ 11 مايو 1944، وكان المقال بتوقيع " ابن البلد "، ونشر أيضا في نفس العدد مقالا شغل الصفحة بالكامل بعنوان " اشتريت من السوق السوداء "، وهذا المقال شطبه الرقيب أيضا، وكان بدون توقيع، وعندما اطلع صاحبا الدار " أميل زيدان وشكري زيدان " علي هذا العدد نشب خلاف بينهما وبين مصطفي أمين مما أدي إلي استقالة مصطفي أمين من رئاسة تحرير المجلة، وظل اسمه يكتب كرئيس تحرير للمجلة حتي عدد 6 نوفمبر 1944، ويتذكر مصطفي أمين أنه تقدم بهذه الاستقالة نتيجة للخلاف الشديد الذي وقع بينه مع صاحبي دار الهلال حول : سلطة رئيس التحرير.. ومفهوم كل طرف منهما لمعني الالتزام والحياد، فمصطفي أمين يري ان رئيس التحرير هو المسئول، وله حق أن يكتب ما يشاء، وليس لأحد حق في أن يعدل عليه أو يحذف شيئا مما يكتبه، كما أنه كان علي قناعة بأنه ليس معني " الحياد " أن تقف الصحف موقف المتفرج علي الأحداث دون أن تتخذ موقفا من هذه الأحداث، فيجب علي الصحيفة أن توضح رأيها سواء بالموافقة علي القرارات التي تتخذها الحكومة أو ترفضها. كان هذا الاتجاه المحايد سمة أساسية من سمات الصحف والمجلات الموجودة علي الساحة في تلك الفترة التاريخية، ولم تتغير إلا بصدور صحيفة " أخبار اليوم " علي يد علي ومصطفي أمين. وقد نشرت دار الهلال خبرا بتاريخ 30 أكتوبر 1944 تقول سطوره " استقال صديقنا الأستاذ مصطفي أمين بك رئيس تحرير مجلة " الإثنين من منصبه، وسيصدر قريبا جريدة " أخبار اليوم " الأسبوعية، ونحن إذ نودع هذا الزميل الكريم، لا يسعنا إلا إبداء أسفنا علي فراقه، وتقديرنا لمعاونته اثناء رئاسة التحرير، ونتمني له النجاح الذي هو جدير به، و" الإثنين " تعلن بهذه المناسبة أنها مستمرة في السياسة التي عرفت بها، وهي سياسة الاستقلال في الرأي، والنقد الحر النزيه، تحت راية حضرة صاحب الجلالة الملك فاروق الأول ". أخبار اليوم - مكتبة الأسكندرية