* انشطرت إلى الشوقيين والتوقف والتبين وامتدت إلى الإخوان والجماعة الإسلامية والقطبيين * أغلب الجماعات تحمل الفكر المتطرف ولكن لا يظهر عليهم إلا في الأحداث المصيرية * إعدام شكرى مصطفى فتت "التكفير والهجرة" ولكنه لم يعدم الفكر التكفيري * عقيدة الجماعة تتطابق مع «الشوقيين» و«بيت المقدس» * امتلكت مجموعات مدربة اسمها «القوة الضاربة» لتأديب المعارضين لمنهجها «التكفير والهجرة» من أخطر الجماعات التي تركت تاريخا دمويا يصعب تصوره، فالإسلام عندها كان جملة من الفرائض، من لم يؤدها أو يُقصر فيها، أو يترك بعضًا منها، لا يجوز له الانتساب إلى جماعة المسلمين، ولم تكن مجمل تصورات شكرى مصطفى مؤسس الجماعة عن الإسلام، إلا قراءات ضالة، وأفكارًا شاذة عن المنهج الإسلامي، ورغم ذلك اعتبروه مصلحًا عظيمًا ومهديًا منتظرا، وبايعوه أميرًا للمؤمنين وقائدًا لجماعة المسلمين، ومن هنا كانت رحلة البحث داخل سراديب الجماعة، ورسم كادرات فكرية ودينية عنها، من خلال سلسلة حوارات أجرتها "فيتو" وتختمها مع عوض الحطاب، أحد قيادات حركة تمرد الجماعة الإسلامية، الذي تعايش مع قيادات التكفير والهجرة في السجون، وكوّن عنهم رؤية صادمة، نكشف عنها في الحوار التالي. بداية.. لماذا اختفت جماعة التكفير والهجرة أو انعدم تأثيرها بعد إعدام شكرى مصطفى؟ الجماعة اختفت كتنظيم، ولم تختف فكرا، بل العكس انتشرت وتطور أداؤها، فانشطرت إلى الشوقيين والتوقف والتبين، وعدم العذر بالجهل، وأنصار بيت المقدس، بل امتدت أيضا إلى كيانات مثل الإخوان والجماعة الإسلامية والقطبيين، وكل هذا وضح تماما أثناء حكم مرسي وظهر بقوة بعد عزله عن الحكم، وليس هذا فقط، بل تطورت لسعيهم جميعًا نحو حمل السلاح، فأصبحوا مجموعات عنقودية، مثل أجناد مصر وحسم والعقاب الثورى، يكفرون مخالفيهم ثم يقومون بالقتل. وأغلب الجماعات تحمل الفكر ولكن لا يظهر عليهم، إلا في الأحداث المصيرية، مثل فض رابعة، كانت آراؤهم وقتها تنشر على فيس بوك بكل وضوح، وبالتالى إعدام شكرى مصطفى فتت التنظيم، ولكنه لم يعدم الفكر التكفيري، الذي أسس لاحقًا لتنظيم باغ مثل «داعش». البعض يرى أن الجماعة امتداد لفكر الخوارج، ما رأيك؟ هم فعلا امتداد لفكر الخوارج، لأنهم يجعلون من أنفسهم وحدهم أهل الدين الحق، ويكفرون من ليس معهم على نفس المنهج. التكفير جزء أساسى من أدبيات الجماعة، ما الدليل الدينى الذي يرتكزون عليه في ذلك؟ من المعروف كلما انتشر الجهل انتشر التكفير، هم يكفرون الناس حسب المعصية، ويكفرون من ليس معهم، كانوا يكفرون المجتمع، حكامًا ومحكومين. هل للجماعة منطلقات فكرية خارج الإطار الديني، فلسفى أو معرفي؟ لا إطلاقا، ليس لهم أي منطلق إلا حسب زعمهم، الدعوة إلى الإسلام وإقامة دولة إسلامية بمحدداتهم دون غيرها. كيف ترى تحول شكرى مصطفى إلى العنف؟ تحول شكرى مصطفى إلى العنف أمر طبيعى، لأن التكفير يورث الغباء، والعداء والكراهية للإنسانية، وبالتالى من يظهر حقيقتهم أو يقاومهم بالفكر ولا يستطيعون إيقافه، يفتى بقتله، وهذا ما حدث مع الشيخ الذهبى، وزير الأوقاف رحمه الله. من هم أشهر رجالها على مدار تاريخها غير شكرى مصطفى؟ في المقدمة بالطبع شكرى مصطفى، وعلى إسماعيل، وماهر بكرى زناتي، وهو ابن شقيقة شكرى مصطفى، وأعدم معه في قضية الشيخ الذهبي. يقال إن التكفير والهجرة كان لديها مجموعات مدربة لتصفية أعدائهم، ما مدى صحة ذلك؟ نعم، كان لديهم مجموعات اسمها «القوة الضاربة» ويتم إطلاقها على من يقف حائلا أمام دعوتهم، أو التعرض لأفرادهم. أي التيارات الإسلامية حاليا أقرب إلى فكر الجماعة؟ أولا.. لا يوجد شرعا ما يسمى بالتيارات الإسلامية في دولة مسلمة، والتسمية الصحيحة لهؤلاء، «الجماعات» وعموما الأقرب لفكرهم حاليا كل جماعات العنف المتواجدة على الساحة، سواء كانوا «إخوان» أو جهاد أو جماعة إسلامية، أو قطبيين، جميعهم بينهم قواسم مشتركة، ويتفقون على تكفير الحاكم، ولكنهم يختلفون بدرجات في تكفير الوزراء وعامة الناس وجميعهم يحملون ازدواجية في الفهم من قتل أفراد الجيش، وكان للجماعة الإسلامية كتاب معروف اسمه قتال الطائفة الممتنعة، لاسيما وأن الجهاد اسمه الفريضة الغائبة، ومن ذلك يبحثون عن أدلة شرعية للقتال، وينفذونه بالفعل، كما يحدث الآن مع الإخوان في عملياتهم ضد مؤسسات الدولة ورجالها، وبالطبع أقربهم حاليا، جماعة أنصار بيت المقدس، والشوقيين، والتوقف والتبين، وكلهم في الأساس من أبناء جماعة التكفير والهجرة، أما الأساس لكل هذه الجماعات، والأم التي تحتوى كل هذه المرجيعات والأفكار، هي جماعة الإخوان المسلمين، وكما أسلفت ظهرت حالة التلاحم، والانسجام في التكفير، والرغبة في الائتلاف لمحاربة المجتمع بأكمله، بعد انتخاب مرسي ووصولهم إلى الحكم، والتحالف الذي ضمهم جميعا تحت عباءة واحدة. هل تسيطر العقلية الثورية على التكفير والهجرة؟ من قابلتهم في المعتقلات، ليس عندهم أي فكر ثورى، بل كان يغلب عليهم العزلة، والاندماج الضعيف، لأنهم كما يزعمون، في حالة استضعاف، ويسيطر على عقولهم، أن جميع الناس كفار، وكانوا يبحثون دائما عن كيفية دينية من النصوص، لإخراجهم من الإسلام، وليس كيف يدخلونهم في الإسلام. الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية ل "فيتو"