تتميز مدينة سانت كاترين بأنها مقصد سياحي عالمي، حيث يفد إليها السائحون للحج ولما لها من طابع روحي، فضلا عما تتفرد به من آثار مسيحية وإسلامية هامة، كما أن بها أعرق أديرة العالم والذي يضم متحفا ومكتبة ورموزا لتعايش الأديان السماوية الثلاثة على أرض سيناء، إلا أن المدينة تعاني من قلة أعداد السائحين الوافدين إليها، ووصل الأمر إلى خلو فنادقها وعدم قدرة البازارات على دفع القيمة الإيجارية، بسبب ضعف الإقبال الناتج عن قلة الخدمات، وسوء حالة الطريق من دهب إلى سانت كاترين. وفي مدينة سانت كاترين يوجد جامع الآمر بأحكام الله الفاطمي، والذي أقيم لحماية الدير من أي اعتداء، ويؤدي المسلمون المقيمون والعاملون بالمسجد صلاة الجمعة، كما يتفرد الدير بالكنيسة الرئيسية، والتي ترمز للديانة المسيحية، علمًا أن الدير خصص لطائفة الروم الأرثوذكس، وفي الدير أيضا شجرة «العليقة المقدسة»، والتي ترمز للديانة اليهودية. كذلك كانت المدينة حلم الرئيس الراحل أنور السادات، لتكون مجمعًا للأديان السماوية، ومازال مكان إقامته في منطقة وادي الراحة قائما حتى اليوم، فضلًا عن حصول المدينة على جائزة منظمة اليونسكو كأفضل مدينة للتراث العالمي. وتعد سانت كاترين محمية طبيعية تضم زواحف وحيوانات نادرة، مثل ثعلب البلانفورد، والفراشات الزرقاء النادرة المهددة بالإنقراض، وبها نحو 420 نوعا من النباتات الطبية والعطرية النادرة، علاوة على أنها مدينة المغامرات وتسلق الجبال، لذلك قام أحد البدو، ويدعى جبلي محمود فرج بتدريب السياح على تسلق الجبال كإضافة جديدة تضاف إلى أنواع السياحة بالمدينة. وقامت هيئة التنمية السياحية أخيرًا بإقامة بعض الأعمال الجمالية بها بتكلفة نحو نصف مليون جنيه دعمًا لقطاع السياحة. وكان محافظ جنوبسيناء انتقد أداء الشركة المسئولة عن رصف الطريق بالمدينة، وعدم وجود وسائل مواصلات عامة للسياح الراغبين في زيارة الدير سوى أتوبيس واحد فقط يصل سانت كاترين عصر كل يوم، ويغادر في السادسة صباحًا، وهذا التوقيت قبل هبوط السياح من جبل موسى، ويكون الدير مغلق، وينتقل قاطنو المدينة من سانت كاترين إلى مختلف مدن المحافظة بسياراتهم الخاصة، أو عن طريق سيارات البدو الميكروباص، والتي تعمل على خط سانت كاترين – طور سيناء- بأزيد من التعريفة المقررة رسميًا من إدارة المواقف بالمحافظة. وزادت الأزمة بتوقف مطار سانت كاترين عن استقبال الطيران العارض؛ لأسباب تتعلق بعدم تطوير المطار الذي يطالب قاطنو المدينة بتزويده بالرؤية الليلية وإقامة ممرات هبوط أخرى تسمح بهبوط كل أحجام وأنواع الطائرات، فضلًا عن تزويده بوحدة إطفاء مجهزة. وقال عاطف عبداللطيف عضو جمعية مستثمري جنوبسيناء: إنه لا يمكن أن تعمل المدينة بشكل كبير، إلا مع تشغيل مطار سانت كاترين الذي توقفت الرحلات به منذ سنوات، مع عودة رحلات الطيران العارض "الشارتر"، ففي عام 1985 وحتى عام 2000، كانت المدينة تستقبل آلاف السياح من كل دول العالم؛ لذلك لم يكن هناك بطالة بين الشباب، وكانت معظم الرحلات تأتي عبر منفذ طابا البري وكان هناك مواصلات عامة بين سانت كاترين وباقي مدن المحافظة. وانتقد أحمد فايد "مرشد سياحي"، تسويق سانت كاترين كرحلة داخل سيناء، حيث لا يتجاوز سعرها 50 دولارًا رغم أنها ثانى مدينة دينية لطائفة الروم الأرثوذكس ويعتبرون زيارتها بمثابة حج لهم، مشيرا إلى أن شركات السياحة التركية كانت تسوق لرحلة القدس بنحو 275 دولارًا، ورحلة سانت كاترين ب50 دولارًا فقط، مطالبا بالتسويق لسانت كاترين كمدينة لحج المسيحيين من مختلف أنحاء أوروبا. وأوضح هشام كامل أحد سكان المدينة، أن هناك معوقات كبرى جعلت السياحة تحجم عن المدينة المشهورة عالميًا، من بينها سوء الطرق الواصلة لسانت كاترين كطريق دهب، بالإضافة لغياب المواصلات مما جعل رحلة القدس بديلًا عنها. وأكد الجيولوجي محمد قطب مدير محمية سانت كاترين، أن جبل موسى هو النقطة الوحيدة على وجه الأرض الذي تجلت فيه قدرة الله، وقمة الجبل، أقرب نقطة طبيعية للسماء، كما أكد العالم جمال حمدان، منوهًا بأن محمية سانت كاترين يوجد بها 420 نوعًا من النباتات الطبية، من بينها 19 نوعًا لا توجد إلا في سانت كاترين، بالإضافة ل115 نوعا يستخدمها البدو في العلاج. وتظل "سانت كاترين" رغم تاريخها وآثارها مدينة سياحة اليوم الواحد، انتظارا لنظرة اهتمام من الدولة لوضعها أعلى خريطة السياحة العالمية.