شارك أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، اليوم الأحد، في أعمال الاجتماع الوزاري للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للجامعة، الذي عُقد في إطار التحضير للقمة العربية الثامنة والعشرين، التي تستضيفها المملكة الأردنية الهاشمية في 29 مارس الجارى. وصرح الوزير المفوض محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم أمين عام جامعة الدول العربية، بأن أبوالغيط ألقى كلمة مهمة في افتتاح أعمال هذا الاجتماع أشار فيها إلى أهمية أن يحتل التعامل مع التحديات الاقتصادية والاجتماعية مكان الصدارة على أجندة الاهتمامات العربية، خاصةً في ظل الأزمات والضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي يتعرض لها المواطن العربي بشكلٍ عام خلال المرحلة الحالية، الأمر الذي يُحتم وضع خطط طموحة من جانب الحكومات العربية تخاطب هذه التحديات والأزمات، وتستفز الطاقات الكامنة في المجتمعات العربية، وتحمل أملًا حقيقيًا للمواطن العربي. وأوضح المتحدث أن الأمين العام حرص على الإشارة في هذا الصدد إلى الطفرة التي تشهدها معدلات النمو السكاني في المنطقة والتي تستدعي أن تبذل الحكومات جهودًا مضاعفة لملاحقة هذا النمو من خلال خطط تنموية جادة تأخذ في اعتبارها التطلعات المتزايدة للشباب، وذلك في ضوء أن الواقع يوضح أن المجتمعات العربية هي الأكثر شبابًا مقارنة بالمجتمعات الأخرى، وهو ما يستلزم صياغة نموذج تنموي جديد يكون على مستوى توقعات هؤلاء الشباب، ومنظومة اقتصادية تقود إلى توليد الثروة وتحفيز الابتكار وتشجيع المنافسة وليس الاحتكار، مع تزويد هؤلاء الشباب بالتعليم الجيد والمهارات اللازمة للتعامل مع التطورات المعرفية والتكنولوجية التي يمثلها العالم المعاصر. وأضاف المتحدث الرسمي أن أبوالغيط أولى أيضًا اهتمامًا ملموسًا في كلمته بالإشارة إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود لتحقيق التكامل الاقتصادي العربي وربط المنطقة بصورة أكبر بالاقتصاد العالمي، خاصة أنه على الرغم من كل ما تحقق على مسار الاندماج الإقليمي والتكامل الاقتصادي، فإن النتائج ما زالت دون المستوى المأمول. ونوه إلى أهمية ما هو معروض على القمة العربية من قرارات في هذا الخصوص تتناول موضوعات محورية على غرار تطورات إنشاء منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، والاتحاد الجمركي العربي، والخطة التنفيذية للبرنامج الطارئ للأمن الغذائي العربي، ودعم اقتصاد المعرفة في الدول العربية، وإنشاء آلية لتنفيذ مبادرة رئيس جمهورية السودان للاستثمار الزراعي العربي في السودان، علمًا بأن كل هذه الموضوعات تطرح اتساقًا مع مسعى مواكبة الدول العربية للاهتمامات الدولية في مجال التنمية وأجندة الأممالمتحدة للتنمية المستدامة 2030، والتي يتم التعامل معها من خلال إطار عربي يتجسد في الاستراتيجية العربية للتنمية المستدامة. تجدر الإشارة إلى أن أبوالغيط خصص أيضًا جزءًا من كلمته لتناول الآثار والضغوط الكبيرة التي ولَّدتها الأزمات والنزاعات المسلحة في المنطقة العربية على الموارد المطلوب توجيهها للتنمية، في ضوء كونها تضع أعباء استثنائية غير مسبوقة على كاهل الدول وتضع المنطقة كلها في مواجهة استحقاقات مستقبلية صعبة، خاصة عندما يرتبط الأمر بتحديات مسألة تدفقات اللاجئين، أو عمليات إعادة الإعمار، أو تراجع معدلات النمو، وما يرتبط بذلك من تحديات أخرى في المجالات الأمنية والعسكرية والتعليمية والصحية وغيرها.