أيام قليل مرت على فصل الربيع، الذي يطل دائما علينا، ببهجته وألوانه، ووروده المتفتحة وأشجاره المثمرة، غنت له السندريلا الراحلة سعاد حسنى أغنيتها الشهيرة "الدنيا ربيع"، وأصبحت من طقوس قدومه، كزهورة المبدعة، وبالرغم من اقترابه، إلا أن الطبيعة لم تردتى ثوب الربيع بعد، فالكآبة مازالت تسيطر على الشوارع، والشجر يبدو كرجل حزينا عبوس الوجه. المهندس عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة، شدد على رؤساء الأحياء، ورئيس الهيئة العامة للنظافة والتجميل المهندس حافظ السعيد، بضرورة الاستعداد لموسم الربيع، والاهتمام بتقليم الأشجار، وزرع الزهور والورود، وتشجير الجزر الوسطى المتواجدة بكافة محاور العاصمة، لإدخال البهجة على المواطن القاهرى، ومنح الشوارع لمسة جمالية تتناسب مع الربيع. ومع تشديدات المحافظ على رئيس الهيئة بالاهتمام بالتشجير، إلا أن شوارع العاصمة تعانى من بور جزورها الوسطى، وسيطرة الباعة الجائلين عليها، في معظم المحاور الرئيسية بشرق القاهرة، كما هو الحال في محور جسر السويس، حيث استغل الباعة الجائلين الجزيرة الوسطى، وقضوا على الأخضر وافترشوا اليابس، في منطقة الألف مسكن والجراج. أما باقى المحور في نطاق أحياء الزيتون أو حى مصر الجديدة، أو السلام أول، فستجد الجزيرة الوسطى به، عبارة عن أشجار بلا أوراق، ورود ذبلت، وكأن مهندسى التشجير بالهيئة أهملوا حدائق الجزير الوسطى المتواجدة بمحور جسر السويس لأكثر من 10 سنين، فالكآبة سيدة المشهد، الحزن يسيطر على الأشجار، تشعر وكأن الخريف هو الذي يطل علينا، وليس الربيع. الحال لم يختلف كثيرا بميدان السيدة نفيسة، فبعد أن قرر الدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة السابق إعادة تخطيطه وإنشاء حديقة تتوسطه لإضافة لمسة جمالية له، قرر أصحاب المقاهى اتخذها مكانا للرزق، فاحتلوها وقاموا بفرش الشيش والكراسى. من جانبه، أكد المهندس حافظ السعيد، رئيس هيئة نظافة وتجميل القاهرة، أن هناك تعليمات من المهندس عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة بتشجير محاور العاصمة تزامنا مع اقتراب فصل الربيع، موضحا أنه تم تشجير كورنيش النيل في نطاق حى مصر القديمة، وجار زراعة حديقة مجمع التحرير وتجميل الحدائق العامة لاستعدادتها لاستقبال الزوار في شم النسيم.