سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كارثة.. اختفاء تطعيمات التهاب الكبدي «أ».. «الصحة» تؤكد: الدولار السبب.. و«فاكسيرا» ترفع شعار «فوت علينا بكرة».. المصل واللقاح: التطعيم غير متوافر منذ أكثر من 6 أشهر بسبب سعره
على مدى 6 أشهر لم تتوقف استغاثات الأهالي للشركة المصرية للأمصال واللقاحات، المطالبة بتوفير تطعيم الالتهاب الكبدي (أ) للحصول عليه للأطفال، وخلال الأشهر الطويلة تلك التزمت الشركة برد واحد: "التطعيم غير متوفر حتى اليوم بسبب الشركة المنتجة"، مع الأخذ في الاعتبار أن شركة الأمصال واللقاحات التابعة للشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات هي الوحيدة المسئولة عن استيراد التطعيم وتوفيره بسعره 75 جنيها للجرعة الواحدة. مصادر "فيتو" داخل شركة الأمصال واللقاحات أكدت أن التطعيم لم توفره الشركة المنتجة منذ عدة أشهر بسبب انخفاض سعره ل75 جنيها، ونتيجة أن التطعيم مستورد طالبت الشركة برفع سعره حتى تستطيع توريده إلى مصر، موضحة أن تطعيم التهاب الكبدى "أ" يتم إنتاجها من شركات أجنبية "avaxim، havrix،vaqta BIOVAC". وتأتى أهمية التطعيم ضد الالتهاب الكبدي (أ) في الوقاية من الإصابة بالمرض خاصة لدى الأطفال الذين أكمل عمرهم عاما ويوصى كل أطباء الأطفال الأمهات بضرورة أن يحصل أطفالهن على التطعيم وبنسبة كبيرة يتوفر في عيادات أطباء الأطفال الذين يحصلون عليه من المصل واللقاح إلا أنه خلال الفترة الأخيرة نتيجة نقصه لم يعد متوفرًا لدى العيادات ويضطر الأهالي للبحث عنه بشركة المصل واللقاح "فاكسيرا". لمياء صابر – ربة منزل، أوضحت أن التطعيم غير مدرج في التطعيمات الإجبارية لوزارة الصحة، مؤكدة أنها أعطت ابنها الجرعة الأولى للتطعيم في شهر فبراير 2016 الماضي، وكان من المفترض أن يحصل على الجرعة الثانية بعد مرور 6 أشهر، وظلت خلال تلك الفترة 6 أشهر تسأل عن التطعيم في فاكسيرا ولم تجده إلى أن انتهت المدة المسموح للطفل أن يحصل فيها على التطعيم، ولا تعرف حاليًا هل تعيد الجرعة الأولى مرة ثانية أم تعطى الجرعة الثانية لابنها مباشرة حينما يتوفر. "لمياء" كشفت أن عيادات أطباء الأطفال توفر التطعيمات غير الإجبارية لكن بأسعار مرتفعة للغاية تصل إلى الضعف، وهو ما يدفع الأهالي للتردد على "فاكسيرا" للحصول على التطعيم بأسعاره الحقيقية، إلى جانب تمتع الشركة بعنصر الأمان أكثر من العيادات الخاصة. من جهته قال الدكتور محمد القصاص، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بكلية الطب جامعة حلوان: إن فيروس التهاب الكبدى الوبائى (أ) من أهم حالات العدوى التي تسبب أمراض الكبد على مستوى العالم، كما أن فيروس أ يختلف عن الفيروسات الأخرى لأنه الوحيد الذي من الممكن أن يسبب وباء بينما التهابات الكبد الأخرى بى وسى غير وبائية. وأضاف: الفيروس ينتقل عن طريق الطعام الملوث والفضلات القادمة من المرضى، وكذلك عن طريق الأطعمة البحرية غير المطهية جيدًا ومن مياه الصرف الصحي، مؤكدًا أنه منتشر بالأكثر في الدول النامية، وأن 90% من الأطفال تحت عمر 10 سنوات تعرضوا للإصابة بفيروس أ، لافتا إلى أنه من الأمراض التي ليس لها علاج ويتعامل معها جهاز المناعة ويقضى عليها بعد أسابيع وبعد القضاء على المرض يكتسب الجسم مناعة دائمة دون أن يصاب به مرة أخرى. وأوضح د. محمد القصاص أن فيروس أ يسبب ارتفاعا في درجة الحرارة والصفراء والغثيان والقيء ويتم علاج أعراض المرض وليس فيروس سى بأن يحصل المريض على مخفض للحرارة أو مضاد للقيء. وذكر أيضًا أن التطعيم ضد فيروس أ بدأ الحصول عليه في العالم منذ عام 1996، وفى مصر هو ليس من التطعيمات الإجبارية المدرجة في برنامج التطعيمات بل يتم توفيره والحصول عليه من خلال المصل واللقاح، ويمكن لكل الأعمار أن تحصل على التطعيم وهو عبارة عن جرعتين الجرعة الأولى تعطى مناعة 10 سنوات والجرعة الثانية بعد مرور 4 أو 6 أشهر على الجرعة الأولى، ويعطى مناعة إضافية أي مناعة مدى الحياة، مشيرًا إلى أن التطعيم يفضل أن يتم الحصول عليه في الدول النامية ذات معدلات الانتشار الواسعة. مشيرا إلى أن مضاعفات الفيروس تظهر أكثر لدى البالغين. من جهته شدد الدكتور محمد عز العرب، استشارى الكبد والجهاز الهضمي، على أهمية تطعيم التهاب الكبدى أ، مشيرا إلى أنه ينتقل عن طريق الطعام والشراب خاصة في الحضانات ومدارس المرحلة الابتدائية ويسهل العدوى به بين الأطفال، موضحا أن المكان الوحيد المفترض أن يتوفر من خلاله التطعيم هو المصل واللقاح وليس عيادات الأطفال لأن التطعيم بها وغير معروف مصدره ولا يتم حفظه جيدا في ثلاجة حفظ التطعيمات، على حد قوله. "عز العرب"، أكمل بقوله: نسب حدوث الوفيات منه نادرة إلا أنه يصيب بالمضاعفات لمن هم أكبر سنًا منها مضاعفات في الكلى والتهابات المفاصل وأمراض خاصة بالأوعية الدموية. في حين قالت الدكتورة رشا زيادة، رئيس الإدارة المركزية لشئون الصيدلة بوزارة الصحة: الكميات الموجودة حاليا من تطعيم التهاب الكبدى أ أقل من مستوى الرصيد المطلوب؛ وذلك بسبب ارتفاع سعر الدولار وانخفاض سعر التطعيم منذ سنوات ولم تستطع الشركة المنتجة تحمل فروق أسعار الدولار ولم يتحرك سعره ولم يدخل ضمن الأصناف التي زاد سعرها مؤخرا في يناير الماضى مؤكدة أنه جار حل تلك المشكلة مع الشركة المنتجة وقد يتم حلها خلال أسبوعين، حيث يتم زيادة سعره بعد دخوله إلى لجنة التسعير. "نقلا عن العدد الورقي.."