محافظة الأقصر التي تمتلك ثلث آثار العالم والتي تم اختيارها لتكون عاصمة العالم السياحية، أصبحت الآن خاوية من الزائرين وأهاليها يعانون أشد المعاناة وعمال الفنادق والبازارات على وشك التشرد. وللأسف لقد ضرب الإهمال المحافظة الجميلة فلا يوجد بها أي اهتمام؛ فالشوارع سيئة والمرافق معدومة والمحافظ لا يرى في الأقصر سوى شارع الكورنيش، والفنادق السياحية المملوكة للدولة مثل فندق الأقصر العالمي تحول إلى خرابة وفندق سافوراى تم هدمه والأرض أصبحت مقلب زبالة والبواخر والمراسي كستها الأتربة من الركنة. والمشاريع الكبيرة التي بدأت بالفعل بها توقفت مثل مشروع إنشاء أكبر متحف مفتوح في العالم على طريق الكباش ما بين معبد الأقصر ومعبد الكرنك. وحتى تعود لنا الأقصر مرة أخرى المدينة العالمية الجميلة لا بد من تكاتف جميع الجهات الرسمية وغير الرسمية لاستكمال المشروعات المتوقفة في الأقصر وأهمها طريق الكباش وطرح مشروعات سياحية متكاملة لتحسين البنية التحتية وإقامة نشاط ترفيهي وتسويقي بعمل كافيهات ومحال تسويق لخدمة السائح خاصة في فترة المساء بعد فتح الزيارة المسائية لبعض المعابد وإقامة قاعة مؤتمرات دولية للأقصر ينعقد بها أهم اللقاءت الدولية لتنشيط السياحة وجلب الاستثمار للصعيد وإعادة النظر في المراكب العائمة بأسوان التي كان قد صدر قرار بوقفها من قبل.. وعلى الدولة أن تحسن استغلال مواردها المتوفرة لديها من جو معتدل وشمس ساطعة ونهر النيل والمتاحف والتي لا يماثلها أي موارد في أي مكان آخر. وعلينا كمواطنين أن نحسن أسلوب التعامل مع السائح في البيع أو النقل أو المرافقة أو الفندقة؛ فنعامله أفضل معاملة لأن السائح سفير لبلده وينقل عند عودته كل انطباعاته وما شاهده في بلدنا إلى جيرانه وزملائه. وعلى الحكومة أن تقوم بتنمية وتطوير الأقصر برصف الطرق وإزالة القمامة من الشوارع والاهتمام بالمستشفيات والمدارس والمساكن وضرورة توفير الكهرباء والمياه والغاز بصفة مستمرة وإقامة مشروعات صغيرة تتعلق بالمجال السياحي للشباب في الأقصر مثل المصنوعات اليدوية من الجرانيت أو النباتات أو الأحجار أو الزخرف والأشجار ومشروعات الملابس الفرعونية اليدوية وسيارات نقل صغيرة ذات طابع فرعوني. كل هذا يساعد في انتعاش السياحة الداخلية والخارجية وينعش الاقتصاد ويوفر العملة الصعبة يجلب للدولة الدولارات التي نعاني منها والتي من أهم أسباب أزمتها هو تدهور السياحة.