جاءت ترقية قادة أفرع القوات المسلحة فى وقت وصفه الخبراء والمتخصصون بال"غريب"، حيث أكدوا أن الترقية الآن جاءت لاسترضاء الرئاسة لمؤسسة الجيش بعد ما أثير عنها مؤخرًا وتطاول بعض أبناء التيار الإسلامى عليها، ليؤكد البعض أن الترقية جاءت فى غير موعدها، مما يشير إلى وجود احتقان بين الرئاسة والجيش. قال اللواء حمدى بخيت، الخبير الاستراتيجى: إن ترقية قادة أفرع القوات المسلحة فى هذا الوقت قد يكون له مغزى سياسى للاحتقان بين القوات المسلحة ومؤسسة الرئاسة، مضيفًا: إن الترقية جاءت ليثبت الرئيس للناس أنه مهيمن على القوات المسلحة - مؤسسة الجيش- وأنه القائد الأعلى لها، والعلاقة بينهم جيدة. وأضاف بخيت: إن ذلك يؤكد وجود احتقان بين الرئاسة والجيش، من خلال محاولة ترقية القادة بهذا الأسلوب، وخاصة أن الترقية لم تأت فى مناسبة قومية مثل 6 أكتوبر، كما أن هناك مناسبة قومية قريبة كان يمكن استغلالها، وهى 25 أبريل، لكن ما قام به الرئيس هو محاولة استرضاء للمؤسسة العسكرية، فهناك رعب وخوف من المؤسسة العسكرية للتخلى عن ثوابتها. وأكد اللواء أركان حرب متقاعد علاء عز الدين محمود؛ مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة سابقًا: إن تأخير ترقى قادة الأفرع حتى الآن جاء أمر طبيعى؛ لأن الرئيس مرسى شخص مدنى وليس لديه خلفية عسكرية، ولا يدرك الفرق بين الإدارة فى الجيش وقيادة الأفرع، ولم تكن هناك علاقة سابقة بينه وبينهم، وهذه أمور يتم ترتيبها من خلال القوات المسلحة، موضحًا أن الترقية لم تتأخر كثيرًا. أما عن التوقيت فيقول عز الدين: إن الترقية يمكن أن تكون كنوع من الترضية للجيش، خاصة أن بعض القيادات المحسوبة على التيار الإسلامى تطاولوا على الجيش لنقص فى الإدراك لديهم عن القوات المسلحة، ومن هنا كان التأكيد على تقدير الرئاسة لمؤسسة الجيش. وأشار عز الدين إلى أن بعض المحسوبين على التيار الإسلامى يسيئون للرئيس وللإسلام بالتصريحات التى يطلقونها، وتلك التصريحات تؤكد أنه ليس لديهم وعى بشأن السيادة المصرية، والأمن القومى المصرى، لذا فمن الممكن أن تكون الترقيات جاءت الآن للتأكيد على ترضية الجيش. من جانبه قال اللواء حسام سويلم، الخبير الاستراتيجى: إن ترقية قادة الأفرع الرئيسية بالقوات المسلحة تأخرت عن الميعاد المحدد لها، فقد تم تعيينهم منذ شهر يوليو العام الماضى، وكان من المفترض أن تتم ترقيتهم بعد أسبوع أو عدة أيام، للترقية لرتبة الفريق. وأضاف سويلم: إن ترقية قادة أفرع القوات المسلحة أمر متبع منذ عهد عبد الناصر والسادات ومبارك، والتأخير فى الترقية نتيجة ما تمر به البلاد من ظروف، ولا يمثل ذلك الأمر مشكلة، لكن الجيش دائمًا يحافظ على ثقة الشعب المصرى فيه. فى حين أكد اللواء الدكتور ممدوح عطية، الخبير الاستراتيجى، أن ترقية قادة الأفرع بالقوات المسلحة لم تأتِ مصادفة؛ لأنهم يستحقون الترقية، حيث إنهم من خيرة أبناء القوات المسلحة، وتم اختيارهم بعناية. وأشار عطية إلى أن ذلك يأتى فى إطار التأكيد على حقائق الجيش المصرى؛ أقدم جيش فى المنطقة، وهو رقم 10 بين جيوش العالم، ولديه قدرات قتالية عالية، وخريطة العمل اليومى للقوات المسلحة تؤكد أنهم يعملون ليل نهار لبلدهم، وبدا ذلك واضحًا منذ بداية الثورة؛ فهم الحامى لها. وطالب عطية بمنح علَم القوات المسلحة - أعلى وسام- لحسن أدائها خلال أكثر من عامين، فرجال القوات المسلحة يعملون طواعية وفى الضرورة القصوى، فعندما تنزل للشارع يتم المراهنة عليها؛ لأن أفرادها ليس لديهم طبع الخيانة، ولهم سمعة مميزة. وقال عطية: لا أشكك فى أى قيادة فى مصر، وأى تجاوز يمكن أن يحدث، وتبقى مصر فى مقدمة الدول وعاصمة التاريخ، وأكبر دولة محورية، وقدَرها كالنخلة؛ تُلقى بالحجارة فترمى بأطيب الثمر.