وسط تحركات الصين نحو اتخاذ إجراءات انتقامية ضد نشر منظومة الدفاع الصاروخي الأمريكي المتقدم «ثاد» في شبه الجزيرة الكورية، تتجه الأنظار إلى اعتماد الاقتصاد الكوري الجنوبي على الصادرات إلى الصين. وبما أن ربع صادرات كوريا الجنوبية تشحن إلى الصين، فمن المتوقع أن تؤثر الإجراءات الانتقامية التي قد تتخذها الصين ضد نشر منظومة "ثاد" تأثيرا سلبيا على الاقتصاد الكوري الجنوبي. غير أن كوريا الجنوبية إذا اتخذت إجراءات ردا على إجراءات الصين الانتقامية، فإن الصين ستتعرض لأضرار أيضا، لأن كوريا الجنوبية هي رابع أكبر دولة مستوردة من الصين، وبالتالي فإن إجراءات الصين الانتقامية قد تؤدي إلى آثار سلبية لكل من كوريا الجنوبيةوالصين. وبالنسبة لكوريا الجنوبية، فإن الصين هي أكبر دولة مستوردة منها، وشكلت حصة الصين 25.1% من إجمالي صادرات كوريا الجنوبية، و21.4% من إجمالي وارداتها. وقدرت قيمة صادرات كوريا الجنوبية إلى الصين ب 124.4 مليار دولار في العام الماضي، فيما قدرت قيمة الواردات من الصين ب 87 مليار دولار. وحققت كوريا الجنوبية فائضا بقيمة 37.4 مليار دولار في التجارة مع الصين، وهذا يعتبر أكبر فائض حققته كوريا الجنوبية في التجارة مع الدول الأجنبية. أما بالنسبة لحصة كوريا الجنوبية، فإنها شكلت 10.4%(158.8 مليار دولار) من إجمالي واردات الصين في عام 2016 لتصبح كوريا الجنوبية أكبر دولة مصدرة إلى الصين. وشكلت حصة كوريا الجنوبية 4.5% (95.7 مليار دولار) من إجمالي صادرات الصين، لتصبح رابع أكير دولة مستوردة من الصين بعد الولاياتالمتحدة وهونغ كونغ واليابان.