أثار مقترح برلماني بضرورة تشريع قانون يتضمن نصًا بمعاقبة الأبناء على عقوق الوالدين بالحبس ثلاث سنوات، وبغرامة مالية، جدلا بين المعنيين بعلم الاجتماع ورجال الدين، ومدى تأثير ذلك فى تماسك الأسرة المصرية. عقوبة العقوق وقدمت النائبة شادية الجمل، عضو مجلس النواب، مشروع قانون لتعديل قانون العقوبات رقم 58 لسنة 1937، والذي اشتمل على مادة واحدة مستحدثة بوضع عقوبة عقوق الوالدين، حيث تنص المادة الأولى من مشروع القانون: «يُعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ثلاث سنوات وبغرامة لا تقل عن خمسمائة جنيه ولا تزيد على عشرة آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من قام بعقوق والديه سواء بالسب أو القذف أو الإهانة أو الترك وتضاعف العقوبة إذا ترتب على الفعل إحداث أضرار صحية بأي من الوالدين». البر خُلق من جانبه، أكد الدكتور عبد الفتاح إدريس، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن بر الوالدين يعتبر خُلقًا، وضمن المبادئ التي دعت إليها الشرائع السماوية، مشيرًا إلى أن ذلك الخلق ينبع من الرحمة والحنان من الأبناء تجاه آبائهم. وأضاف «إدريس»، في تصريحات ل«فيتو»، أن تطبيق عقوبة على عقوق الوالدين يجعل لدينا نوعًا من الإسهال التشريعي، فنحن لدينا العديد من القوانين والتشريعات، وبالتالي مضاعفتها ليس في صالح مسألة التطبيق، لافتًا إلى أن تطبيق قانون يضع عقوبة على عقوق الوالدين، يعد وسيلة لتقطيع أواصر الأسرة. الكراهية والبغض وأشار أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، إلى أنه حال السماح بتوجه الوالدين إلى المحاكم لإقامة دعاوى على أبنائهم بتهمة العقوق، فسيدفع هذا إلى مزيد من الكراهية والبغض بين أفراد الأسرة الواحدة، موضحًا أن مفهوم العقوق يحمل عدة معان، فقد يكون عدم مقدرة الابنة على زيارة والدتها عقوقًا، متسائلا: «هل سيتم محاكمتها على ذلك». التسيب والانحلال وفي ذات السياق أوضح الدكتور حسن الخولي، أستاذ الاجتماع بجامعة عين شمس، أنه لابد من النظر إلى الأسباب التي دفعت إلى طرح فكرة وضع قانون للمعاقبة على عقوق الوالدين، مؤكدًا أننا خلال الفترة الماضية عانينا من التسيب وعدم الانضباط من جانب الشباب تجاه معاملة والديهم. أسباب المشكلة وأشار أستاذ علم الاجتماع، في تصريحات ل«فيتو»، إلى أن الأمر يحتاج إلى تنمية الوازع الداخلي لدى الشباب بضرورة احترام والديهم، فقد قال تعالى «وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا»، لافتًا إلى أن جزءًا من المشكلة يقع على الأهل في تربية أبنائهم التربية الصالحة، وعلى المؤسسات الدينية التي لا تقوم بدورها بالشكل الأفضل، والإعلام الذي أسهم في تدهور احترام الوالدين. ضرورة التشريع ولفت «الخولي» إلى أنه في حالة عدم وجود التزام داخلي من جانب الشباب بطاعة واحترام والديهم، فلابد من وجود تشريع أو ضابط للمسألة، مشيرًا إلى مقولة مؤسس علم الاجتماع ابن خلدون «من لم يردعه القرآن يردعه السلطان».