مع اقتراب الامتحانات بكل ما تتضمنه هذه المرحلة من توترات عصبية لجميع أفراد الأسرة، نجد أننا فى حاجة ماسة للتعرف على أفضل الوسائل التي تمكننا من اجتياز هذه المرحلة بأمان.. أكد الدكتور نبيل عيد الزهار، مدير مركز تطوير التعليم الجامعي بجامعة قناة السويس، أن قلق الامتحانات يحدث نتيجة شقين، الأول معرفى، والثاني نفسى. فالجانب المعرفي مرتبط بالطالب، لذا يجب عليه تنظيم عملية المذاكرة بأن يجلس في مكان هادئ، ويذاكر بأسلوب الملخصات، أو أسلوب الشجرة التعلمية، القائمة على تقسيم الموضوعات لأفكار وعناصر مرتبة ومبنية على بعضها البعض. وشبهها بشخصين الأول يضع ملابسه في الدولاب بطريقة منظمة، وبالتالي عندما يحتاج شيئًا يحصل عليه بسهولة؛ لأنه يعرف أين وضعه، وشخص آخر يلقي ملابسه دون ترتيب، وبالتالي حينما يريد الحصول على أي قطعة نجده يقلب الدولاب رأسًا على عقب، وهو ما يشبه "مستودع الذاكرة" ولا يحصل على ما يريده إلا بعد فوات الأوان. أما الجانب النفسي، فيرتبط بأساليب التعليم المعتمدة على وضع الطالب في محك الامتحانات بدء من مرحلة الحضانة، وكلما انتقل الطفل إلى مرحلة أعلى يزيد ضغط الأسرة على موضوع الامتحانات، ليستطيع التجاوب مع النظام القائم على الحفظ والتلقين، دون الانتباه إلى رغبات الطفل وإمكاناته العقلية ومستوى ذكائه. ويتابع أستاذ علم النفس: يظهر دور الأسرة مع بداية الامتحانات بعدم حدوث أي نوع من النزاعات أثناء وجود الأبناء في المنزل حتى لا تتوتر حالتهم النفسية، وأن يكون للطالب مكان خاص بالمذاكرة لا يشترط اتساعه بقدر ما يشترط أن يكون نظيفًا ومرتبًا وتهويته جيدة وبما أننا في فصل الشتاء فيجب تدفئة الغرفة. الإبتعاد نهائيًا عن كلمة ذاكر؛ لأنها العدو الأول للطالب في هذه المرحلة، ويمكن استبدالها بمشاركته استرجاع المعلومات وعدم إشعاره بأنه في كتيبة مذاكرة، أو أنه الوحيد المحكوم عليه بالجلوس في ها القفص، بل نشاركه الهدوء وندخل عليه البسمة والدعابة بين الحين والآخر. وحذر "الزهار" من استخدام العنف مع الطلبة الذين يريدون المذاكرة مع سماع موسيقى هادئة، أو حتى صوت تلفاز أو راديو، مشيرًا إلى وجود نوعين من الشخصيات الأولى "انتقائية" تستطيع سماع موسيقى هادئة أثناء المذاكرة او العمل وفي نفس الوقت لديها القدرة على انتقاء المعلومات، مثل العاملين في السنترالات وشرطة النجدة، فنجدهم يلتقطون إشارات معينة يفصلونها عن الإشارات الأخرى. وهناك شخصية "غير انتقائية" تتذبذب بمجرد مرور أى شىء أمامه وحتى هذه لابد أن يتحمل أفراد الأسرة توترها ورغباتها، فإذا انفعل الطالب لا يجب توبيخه. أما الشق الثاني فيقع على الطالب نفسه، من حيث الاعتماد على الملخصات الموضوعة بعناية، بحيث لا تتسبب في تشتته، مع وضع جدول للمذاكرة، ولا يغفل وقت الصلة وممارسة هوايته ولو لربع ساعة تفصل بين موضوع مذاكرة وآخر، بالإضافة لممارسة الرياضة فهي تدخل الأكسجين للمخ فتزيد قدرته على الاستيعاب. وبالنسبة للملخصات يجب أن يكون الورق مُريحًا للعين من حيث اللون وتقسيم الأفكار، ويفضل أن تكون رءؤس المواضيع مكتوبة بلون مخالف أو يقوم الطالب بتظليلها؛ وذلك لأن هناك طلبة يتذكرون صورة الصفحة في الامتحان، فكلما كانت مرتبة كلما سهُل تذكرها.