تركيا استقطبت 32 مليون سائح.. و«راشد» يفشل في استعادة الحركة من الأسواق الخارجية بعد قطيعة مصرية روسية في قطاع السياحة بسبب حادث سقوط الطائرة الروسية، عادت المياه إلى مجاريها، بعد أن أعلنت موسكو عن عودة السياحة الروسية إلى مصر، وإلغاء قرار تعليق السفر إلى المقاصد السياحية المصرية، لكن هناك عقبات تواجه هذا الانفتاح المصري الروسي المتوقع حدوثه. أحد أهم هذه العقبات هو انتهاء الموسم السياحى الشتوى الذي يمثل ذروة الحركة الوافدة من روسيا إلى مصر، وهو ما يعني أن السياحة الروسية لن تعود بغزارة إلى القاهرة المتعطشة للسائحين الروس والإنجليز لإنعاش اقتصادها الذي يعول على السياحة في تعويض خسائره وتوفير العملة الصعبة. وأرجع الخبراء عدم عودة السياحة الدولية إلى مصر حتى الآن لعدة أسباب رئيسة، أولها إغلاق الشركات السياحية التركية التي كانت تنظم 80% من الرحلات إلى مصر، إضافة إلى غياب التحرك الفعال لدى صناع القرار السياحى في العالم، بالإضافة إلى تخاذل الدولة تجاه الأزمة، وقيام الوزير الحالى يحيي راشد بتدمير الغرف السياحية التي تعد الذراع التسويقية للسياحة المصرية. عادل عبد الرازق عضو الاتحاد المصرى للغرف السياحية السابق يري أن أسباب تراجع حركة السياحة لمصر هو اتباع سياسة فاشلة من قبل السياحة منذ إعلانه عن خطة 6×6 الوهمية التي لم يتم تنفيذها على أرض الواقع وحتى الآن. وأوضح أن قرارات وزير السياحة الخاطئة أدت إلى هدم كل مؤسسات القطاع السياحى من غرف سياحية، واتحاد، وتسبب إغلاق المكاتب الخارجية في انخفاض حركة السياحة المصرية بشكل مبالغ فيه، مشيرا إلى أن وزير السياحة يصدر قرارات فاشلة تساعد على تأخر الحركة وليس عودتها في القريب العاجل. وأضاف عبد الرازق أن قرار إغلاق الشركات التركية في السوق الروسى كان لابد وأن يسبقه تحرك من الجانب المصرى في السوق الروسى، لإيجاد شركات بديلة للشركات التركية سواء روسية أو من جنسيات أخرى، والعمل على إنشاء كيانات سياحية مصرية في روسيا تتولى تنظيم الحركة. وتساءل عبد الرازق عن كيفية استقطاب تركيا السائحين إليها من جميع الدول، رغم وجود العديد من المشكلات لديها، وسلسة التفجيرات المتواصلة، ورغم ذلك نجحت في استقبال أكثر من 32 مليون سائح خلال عام 2016، أما مصر فاستقبلت 5.3 ملايين سائح رغم الاسقرار الأمني، ولكن السبب هنا هو أن وزير السياحة التركى يعلم مدى أهمية السياحة على اقتصاد الدولة، ويعرف كيف يتم الترويج لسياحة بلاده. وأشار عبد الرازق إلى أن جميع المستثمرين والقطاع السياحى الخاص هم الذين يقومون بالترويج للمقصد السياحى المصرى في الخارج، وليس وزارة السياحة، أو هيئة تنشيط السياحة مثل الدول الأخرى. وقال إلهامى الزيات الرئيس السابق للاتحاد المصرى للغرف السياحية إن الأزمة التي تواجهها السياحة المصرية حاليا ليست سياسية بالكامل، كما يردد البعض أن الشق السياسي في الأزمة يتعلق بالسياحة الروسية والإنجليزية، أما بقية الأسواق السياحية التي تمثل أسواقا رئيسية مثل ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وهولندا وبولندا فلا علاقة لها بالسياسة، وإحجامها عن السوق المصرية يرجع لأسباب مهنية، حيث لا يوجد ما يشجع السائحين ومنظمى الرحلات السياحية على المجيء إلى مصر، في ظل عدم وجود تحرك حقيقى لدى صناع القرار السياحى. وقال الزيات إن غياب المؤتمرات المتخصصة التي كانت تعقد في مصر لاتحاد شركات السياحة في غالبية الأسواق المصدرة إلى مصر، يرجع إلى وجود عزوف لدى منظمى الرحلات عن التنظيم إلى مناطق مصر السياحية، لأن أي منظم رحلات أو مدير شركة لا يمكنه السفر إلى مصر والمشاركة في المؤتمرات إلا إذا كان سيقوم بإجراء تعاقدات على رحلات من بلاده إلى مصر، ولذلك لم تشهد مصر خلال العام الماضى انعقاد أي مؤتمر لاتحاد شركات السياحة لأى دولة. وأشار الزيات إلى أن القطاع السياحى الخاص لديه أسباب في عدم التحرك في الأسواق، في ظل ارتفاع أسعار الدولار كما أن الحكومة لم تقم باية خطوات جادة لتوضح الصورة الذهنية السلبية عن مصر حتى الآن.