النصاب زور دعوة باسم الهيئة العامة للكتاب.. وانتحل شخصية «الحاج» في مكالمة تليفونية مع عضو أمانة اتحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيين في الداخل المحتل «القانون لا يحمى المغفلين» ولا المثقفين أيضًا، خاصة أولئك القابعين تحت وطأة الاحتلال في منطقة أراضى ال "48" الفلسطينية، فالحكومة الإسرائيلية هناك لا تعير أي عربى بالًا أو اهتمامًا، حتى لو كان حاملا جنسيتها، ويبقى في النهاية مجرد مواطن يتحدث لغة الضاد.. ورغم كون المثقف هو نبراس للفراسة فإنه ليس معصومًا من الغفلة، فيمكن أن تطاله يد "النصب"، خاصة تحت مسمى معرض دولى له من الشهرة ما لا يخفى على أحد، مثل معرض القاهرة الدولى للكتاب ! بدأت الحكاية عندما ادعى أحد الأشخاص واسمه "ياسر مواسى" أنه مفوض من الهيئة المصرية العامة للكتاب المنظمة للمعرض، لدعوة عدد من المثقفين الفلسطينيين المقيمين في منطقة ال "48" قبل شهرين من بدء معرض القاهرة للكتاب في دورته الثامنة والأربعين، لحضور المعرض وتكريمهم به لصمودهم أمام الاحتلال الإسرائيلي.. وكان أسامة مصاروة، عضو أمانة اتحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيين في الداخل المحتل، من أوائل الشخصيات التي طرق أبوابها "مواسي" لدعوتها لحضور المعرض. "مصاروة" في تعقيبه على الأمر قال: إن "مواسي" منح مثقفى المنطقة فرصة ذهبية لحضور فعالية دولية في ثقل معرض القاهرة الدولى للكتاب، خاصة أن مثقفى الداخل المحتل يحاولون فك العزلة الثقافية المفروضة عليهم، ويطرقون أبواب الدول العربية لاستضافتهم في المحافل الدولية، فتعجز الدول عن قبولهم نظرًا لجوازات سفرهم الإسرائيلية.. لذا كان "مواسي" فرصة لا يمكن التفريط فيها، مهما كان المقابل، مادامت ستتيح لهم زيارة أرض الكنانة التي كثيرا ما تمنوا زيارتها. وأوضح أنه بذل أقصى ما في جهده للتأكد من جدية دعوة معرض الكتاب له ولمجموعة من أبرز مثقفى المنطقة، عبر طلبه لدعوة رسمية من "مواسي" ترسلها الهيئة إليه، إضافة إلى اتصال هاتفى من رئيس الهيئة حتى يطمئن قلبه.. وبالفعل جاء "مواسي" بعد أيام قليلة، محملا بدعوة من الدكتور هيثم الحاج على رئيس هيئة الكتاب المصرية، إضافة إلى إجرائه اتصالا تليفونيا بينه وبين "مصاروة".. الأمر الذي أدخل البهجة لقلوب المثقفين المدعوين والذين تفاوت عددهم من 5 إلى 10 أدباء. وعليه طلب "مواسي" من كل مثقف منهم دفع 1200 دولار، لإتمام تأشيرات دخول الأراضى المصرية، على أن يشمل السفر إقامة كاملة طيلة أيام معرض الكتاب، لكن تلك البهجة التي مكثت في قلوبهم لم تدم طويلا، فما هي إلا أيام معدودة حتى اختفى "مواسي" كليًا بالمال وجوازات سفر الأدباء، ليكتشفوا أنه مجرد "نصاب" زور دعوة باسم رئيس هيئة الكتاب وانتحل شخصيته عبر المكالمة التليفونية لسرقة المال فقط. وأكد مصاروة أنهم يحاولون البحث عنه لإعادة جوازات سفرهم التي يتحفظ عليها حتى الآن بشكل ودي، مؤكدًا أنهم لم يقوموا بإبلاغ الشرطة الإسرائيلية، لإدراكهم التام أنها لن تبدى أي رد فعل تجاه قضية نصب على "عربى". "فيتو" حصلت على صورة ضوئية من الدعوة التي ادعى "مواسي" أنها من هيئة الكتاب، وعرضتها على الدكتور هيثم الحاج على رئيس الهيئة، فنفى عنه الأمر كليًا وأكد أنها دعوة مزورة لا تمت لإدارة معرض الكتاب بصلة، حيث إنها غير موقعة بإمضائه الشخصي، ولا تحمل ختم الهيئة المستخدم في الخطابات الرسمية. وأضاف الحاج، أنه لا يجرى أي اتصالات هاتفية لدعوة المثقفين والأدباء إلى ندوات معرض القاهرة الدولى للكتاب، حيث يتم التواصل مع الأدباء العرب عن طريق سفارات دولهم على أرض مصر، أو توجيه دعوة رسمية للكاتب الحر، ويتم تقديم كشوفات خاصة بجميع الأسماء المطروحة للاستضافة بالمعرض على الجهات الأمنية الرسمية المصرية للحصول على الموافقات اللازمة لدخولهم إلى البلاد، مؤكدًا أنها حالة "نصب" فريدة من نوعها، ولم يشهد معرض الكتاب مثيلا لها من قبل.