د. محمود مخلوف: طرح أول علاج مصرى ل«الخبيث» قريبا بعد نجاح تجربته على حالات مستعصية د. مصطفى السيد: 100 جنيه فقط سوف تكفى للتعافى سرطان الكبد الأعلى عند الرجال و«الثدى» لدى النساء التداوى بالأعشاب من طاعون العصر «خرافة» مصر سوق رائجة للإصابة بمرض السرطان اللعين، هناك مستفيدون من هذه السوق، وحريصون على بقائها وازدهارها، أعداد المصابين تزيد بوتيرة متسارعة، الإحصائيات الرسمية تؤكد أن 100 ألف على الأقل يصابون بالسرطان كل عام، وهى حصيلة مرشحة دوما للزيادة، في الوقت الذي تتراوح فيه تكلفة علاج المريض الواحد من 250 ألفا، إلى مليون جنيه سنويا، وتتضاعف في حالات زرع النخاع، وفى بلد فقير، أو يدّعى الفقر، مثل: مصر، التي تخصص لرئيس مجلس النواب ووكيليه 3 سيارات ب18 مليون جنيه، فإن تكاليف علاج من يغزو المرض الخبيث أجسادهم ليس أمرا هينا، السرطان كابوس مؤلم، قليلون جدا من يبرأون منهم، ويعودون للحياة من جديد، الدعم الحكومى لا يكفى لتجفيف منابع السرطان، والتبرعات أيضا لا تغطى التكاليف الباهظة، المعاهد والمستشفيات الحكومية تعانى في تدبير أعباء علاج المرضى، فهى لا تملك رفاهية الترويج لنفسها، عبر وسائل الإعلام المختلفة، مثل مستشفى 57357، زيارة واحدة إلى المعهد القومى للأورام تكشف مأساة المعهد، ومآسى مرضاه معدومى الحيلة الذين اجتمع عليهم المرض والفقر معا، وبعض المستشفيات التي تحظى بتبرعات ضخمة، تضع شروطا مجحفة لمن تقبلهم من المرضى، والحكومات المتعاقبة لم تفكر يوما في اتخاذ التدابير اللازمة لمنع حدوث المرض أصلا، كما نجحت مؤخرا في القضاء على فيروس سى، ولن تتراجع معدلات الإصابة بالسرطان، إلا إذا تمت محاصرة مسبباته والقضاء عليها، مثل: ملوثات البيئة، ومستهلكات المصانع والمبيدات الحشرية المتسرطنة، بحسب رائد زراعة الكلى في مصر الدكتور محمد غنيم، تزامنا مع رفع وعى المواطنين في الريف والحضر، ونشر البرامج الصحية القادرة على تجنيب الوقوع في فخ المرض الأخطر والأشد بؤسا، وبسط الخدمات الصحية اللازمة في الأماكن النائية والبعيدة عن القاهرة الكبرى، وتكثيف الحملات الصحية للكشف عنه مبكرا، فبحسب التقارير الطبية المتخصصة، يؤدى الكشف المبكر إلى عدم تفاقم حالات الإصابة بالسرطان بنسبة لا تقل عن 40%. قبل عام بالتمام والكمال، اعتمدت وزارة الصحة والسكان و"التصريحات العنترية"، الخطة الوطنية لمكافحة السرطان في مصر 2016 /2020، والتي تضمنت تقييم وضع الأورام في مصر ومعدلات انتشارها بناء على تقارير السجل القومى للأورام، وحصرا للتحديات والفرص المتاحة لبناء الإستراتيجية، واعتماد بروتوكولات العلاج الجديدة، وإعداد خريطة صحية للمرضى والمراكز وعلاج الأورام، وكذلك تحديد آلية تسجيل أدوية الأورام، وأكدت الوزارة يومئذ أن الأهداف الستة الرئيسية للخطة القومية لمكافحة الأورام والحد من انتشارها هي رفع كفاءة السجل القومى للأورام، والحد من التعرض لعوامل الخطورة المسببة للإصابة بالأورام، وتطبيق برامج الاكتشاف المبكر للأورام، وتوفير أدلة العمل الإكلينيكية لتشخيص وعلاج الأورام خلال جميع مراحل المرض، ووضع سياسة لتشجيع الأبحاث في مجال الأورام، ولكن يبدو أنها كانت تصريحات للاستهلاك المحلى. ووفقا للسجل القومى للسرطان، فإن معدل حدوث السرطان في كل أنواعه، هو إصابة حالة جديدة كل 5 دقائق في مصر، ستصل إلى 3 حالات كل 5 دقائق بحلول عام 2050، ولذا فإنه يجب أن يتم التخطيط الصحى على هذا الأساس، وأن نعمل جميعا على حماية أنفسنا، بالبعد عن كل ما هو محتمل أن يكون سببا في الإصابة.